ديني

لماذا خلق الله الانسان

لماذا خلق الله الإنسان وهو غني عن عبادته

قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}.
وهو سبحانه وتعالى غني عنهم، وعن عبادتهم، ولكنه تعبدهم بذلك، وجعلهم مهيئين للطاعة لله حتى يسعدوا بالحياة الطيبة في الدنيا، والجزاء العظيم في الآخرة، وليس هناك أي مصلحة لله تعالى في عبادتهم، ولا ضرر عليه في معصيتهم وكفرهم، بل إن الخلق هم المستفيدون من الطاعة، والمتضررون من المعصية، كما قال تعالى: وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ {فاطر:18}، وقال تعالى: وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ {النمل:40}، وقال تعالى: فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ {يونس:108}، وقال تعالى: وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {العنكبوت:6}، وقال تعالى: إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا {الإسراء:7}، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {فصلت:46}، وقال تعالى: وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ {إبراهيم:8}، وقال تعالى: إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الزمر:7}، وقال تعالى: وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {آل عمران:97}، وقال تعالى: وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ. {آل عمران: 178:176}، وقال تعالى: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا {النساء:131}.

وقال سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روى عن الله -تبارك وتعالى- أنه قال …. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

فالعبادة حاجة العباد، وسبب فوزهم وفلاحهم في الدارين، وهي حق لخالقهم ورازقهم المنعم عليهم، كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لآية الذاريات: أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم؛ فواجب العبد وغايته في هذه الحياة هو التحلي الكامل بصفة العبودية، التي هي شرف للعبد، وتاج يفتخر به أمام العالمين. وحق الله تعالى على عباده هو عبادته، والتسليم له، والانقياد لأمره، وهو حق استحقه بمقتضى ربوبيته، وألوهيته، وكماله، ولو لم تأت الرسل من عنده آمرة بعبادته لاستحق أن يعبد ويعظم لذاته، لا لشيء زائد. اهـ.

لماذا خلق الله الإنسان عند الشيعة

لماذا خلق الله الإنسان في المسيحية

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

هل خلق الله الإنسان لكيما يعبده ويسبحه ويمجده؟

كلا.. لأن كل هذه نتائج وليست أسبابًا.. لقد خلقنا الله فنحن مدينون له ولذلك نقدم له العبادة والشكر والتسبيح، ليست كفروض وقيود وواجبات ثقيلة، ولكنها علامة حب وامتنان وتقدير له.. لو خلق الله الإنسان لكيما يعبده فمعنى هذا أن الله كان ينقصه عبادة الإنسان، بينما الله كامل في ذاته متكامل في صفاته منزَّه عن النقص.. لم يكن الله محتاجًا قط لإنسان أو ملاك لكيما يعبده.. الله لم يكن يعاني من نقص معين فعوَّضه بخلقه الإنسان، وعلى حد تعبير الآخرين أن الله غني عن عباده، ونحن نصلي في القداس الإلهي ” خلقتني كمحب للبشر.. لم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك. من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن “كان من الممكن أن لا يخلق الله أي كائن آخر ومع ذلك فإن كماله لن ينقص ولا سعادته تتغير، وليس كما تصوَّر بعض الجهلة بأن السأم والملل تسلل لله عبر الزمان فتسلى بخلقه الطغمات الملائكية لكيما تسبحه، وعندما عاد إليه الملل والسأم ثانية خلق الإنسان لكيما يعبده.

والحقيقة أن الله خلق الإنسان من فرط جوده ومحبته، فالإنسان هو وليد محبة الله العظيمة.. خلق الله الإنسان لكيما يتمتع ذاك الإنسان بنعمة الوجود في الحضرة الإلهية، وقبل أن يخلقه أعدَّ له كل شيء.. خلق من أجله الشمس والقمر وزين الكون بالنجوم.. هيأ له الأرض وخلق له النباتات وزينها بالأزهار والورود.. خلق له الأسماك والطيور والحيوانات أنواعًا وأشكالًا وألوانًا بشكل يخلب الألباب، ورأى الله أن كل هذا حسن، وعندما خلق الإنسان ميَّزه عن سائر الخليقة إذ خلقه على صورته ومثاله في الوجود والعقل والحياة. خلقه على الصورة التي سيتخذها لنفسه في ملء الزمان.. “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (تك 1: 26) وكلمة “صورة” بالعبرية “صليم” أي الظل أو الخيال، فالإنسان هو ظل الله على الأرض، و”شبه” بالعبرية “ديموت” أي دمية أو مثال أو شبه، فالإنسان مثال الله في الابتكار وحرية الإرادة والسلطة والخلود.. إلخ وعندما خلقه قال “حسن جدًا” (تك 1: 31) وميَّزه بأن نفخ في أنفه نسمة حياة، فاستقرت هذه النسمة في وجدان الإنسان وهي التي تدفعه للسعي نحو الأصل حتى بعد السقوط.

لماذا خلق الله الإنسان من تراب

حكمة خلق الإنسان من الطين

عندما خلق الله سبحانه وتعالى البشر من طين، كان له حكم كثيرة من وراء ذلك، ومن هذه الحكم:

  • إظهار قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته في خلق كل شيء، فلا يعجز على الله تعالى خلق أي شيء يقول له كن فيكون.
  • التحرير والتنوير: تختلف المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى في طريقة الخلق والأصل الذي خلق منه، فخلق الملائكة من نور؛ لأنّها خلقت للعبادة والتسبيح والنور يتناسب مع الغاية التي وجودوا لأجلها، وخلق الشيطان من نار؛ لأنّ الشيطان وجد للوسوسة والفتنة، والنار تتناسب مع الغاية من وجوده، وخلق الإنسان من طين؛ لأنّ الإنسان وجد لعمارة الأرض والعيش فيها والعبادة، لذلك خلق من الطين لأنّه يتناسب مع خلق الإنسان وسهوله تشكيله وليونته.
  • من أعظم الحكم لخلق الإنسان من طين، أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بيديه الكريمتين ونفخ فيه من روحه، وميّزه عن الملائكة وعن الشيطان في أصل الخلق، وعندما طلب الله سبحانه وتعالى من إبليس السجود لآدم رفض وأبى أن يسجد له، لقول الله تعالى في كتابه الكريم: “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ”.

الغاية من خلق الإنسان

الغاية من خلق الإنسان نص الله عز وجل في كتابه العزيز على الحكمة والغاية الرئيسية من خلق الإنسان، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)، وقال ابن عباس في تفسير معنى العبادة في الآية أنّ الله لم يخلق الإنسان لحاجته إليه وإنّما خلقه ليقر بعبادته طوعاً أو كرهاً، وقال ابن جريج إلا ليعبدون معناها إلا ليعرفون، وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير الآية أنّ الله تعالى لم يخلق الإنسان إلا لعبادته وتوحيده توحيداً مشتملاً على توحيد الأسماء والصفات، وأمر عباده بذلك فمن استجاب لأمر الله كان من المفلحين، ومن أعرض عن أمر الله كان من الخاسرين، كما تتضمن الغاية من خلق الإنسان معنى الابتلاء والامتحان للعباد، فالله عز وجل يمتحن عباده في هذه الدنيا، ومدّة هذا الامتحان هي مدّة حياة الإنسان على هذه الأرض، فإذا انتهت حياته عليها انتهت مدّة امتحانه ليحسابه الله بعد ذلك على عمله، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).

لماذا خلق الله الكون

الغاية من خلق الكون خلق الله تعالى الكون وأبدع فيه وأتقن، وفي خلقه للكون إعجازٌ مشهودٌ، حيث قال: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، وبذلك يتعلّم الإنسان الدقّة والإتقان، ويصبح التدبّر جزءاً من تسخير الإنسان في الأرض، كما أنّ الآية السابقة تدلّ على أنّ الله تعالى سخّر الإنسان في الأرض، وبذلك تتكامل العلاقة بين الإنسان والكون، فخلق الكون بما فيه من آياتٍ ومعجزاتٍ من أجل الإنسان، فالكواكب في السماء من آيات الله الجميلة التي يتغنّى بها الإنسان، كما أنّها تسخيراً للإنسان، حيث قال الله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)، ومن آيات الله في الكون؛ خلق الأنعام والبهائم؛ للركوب والارتحال، وللتفكّر في خلقها وجمالها، حيث قال الله عزّ وجلّ: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، والنبات خلقه الله تعالى؛ للتزوّد منه بالطعام، والتأمّل في خَلقها، حيث قال: (انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، ومن الجدير بالذكر أنّ جسد الإنسان لا ينفصل عن روحه، وبذلك ينظر الإسلام إلى الإنسان، فالإنسان مزيجٌ من نفخ الروح فيه وطينة الأرض، حيث قال الله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)،والروح في الآية السابقة مضافةٌ إلى الله تعالى؛ تشريفاً له وتعظيماً، وبتأمّل الإنسان في خَلق الله تعالى للكون، يشعر بأنّه منتظمٌ معه، ويشعر أيضاً بأنّه مسبّحٌ لله تعالى مع ما في الكون، حيث قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ)، فالله تعالى أوكل الإنسان مهمّة الاستخلاف في الأرض، ورزقه لذلك النجدين.

السابق
فوائد السجود الصحية
التالي
طريقة عمل ليالي بيروت

اترك تعليقاً