الحياة والمجتمع

ما هو تعريف الوطن

تعريف الوطن والمواطنة

الوطن

الوطن هو مفهوم يُشير إلى البقعة الجغرافيّة التي ولد الإنسان بها لتصبح سكَناً له ومقرّاً نما وترعرع فيه، وهو المكان الذي يشعر به الفرد بالانتماء والولاء له، وهو الحاضن الدائم لهذا الفرد، أو المَكان الذي تستقرّ فيه جماعة من الأفراد بحيث تكون مَكاناً أو مقرّاً دائماً لتلك المجموعة. المواطنة يرتبط مفهوم المواطنة بشكلٍ عام بالحقّ في الإقامة والعمل والمشاركة السياسيّة ضمن حدود بلدٍ ما، ويُشير هذا المفهوم أيضاً إلى الانتماء لمجتمعٍ يرتبط برباطٍ اجتماعيّ وثقافي وسياسي واحد ضمن دولةٍ معينة. أورد جان جاك روسّو في كتابه (العقد الاجتماعي) بأنّ الفرد له حقوقٌ إنسانيّة يجب تقديمها إليه، وفي المقابل فإن على هذا الفرد مجموعة من الواجبات والمسؤوليّات الاجتماعيّة عليه تأديتها.

المواطنة

مصطلح ينبثق عنه مصطلحٌ آخر هو (المواطن الفعّال)، ويعني الفرد الذي يقوم بمشاركة الأفراد الآخرين على رفع المستوى الحضاري لمجتمعه، من خلال العمل التطوّعي.

تولي الدول أهميّةً بالغةً لمصطلح المواطنة عن طريق إبراز كافة الحقوق التي يجب أن ينالها المواطنون القاطنون بها، وكذلك المسؤوليّات المترتبة على المواطنين والتي يجب تأديتها تجاه مجتمعاتهم، إضافةً لترسيخ قيمة المواطن الفعّال في أعماق المتعلمين.

يدلّ مصطلح المواطنة في القانون على صلةٍ تربط بين الدولة والفرد، وذلك بموجب القانون الدولي المواطنة والذي يُرادف مصطلح (الجنسيّة)، على الرغم من احتواء هذا المصطلح على معانٍ مختلفة وعديدة وفقاً للقانون الوطني، أمّا الأشخاص الذين لا يملكون مواطنةً في أيّة دولة يُطلق عليهم اسم (عديمي الجنسيّة).

مفهوم الوطن

مفهوم الوطن

تبلور مفهوم الوطن الحديث مع مفهوم الوطنيّة بعد النهوض في وجه الاحتلال، وأول من عبّر عن مفهوم الوطن هم الشّعراء المُهجّرون، ويمكن تعريف كلمة الوطن لغةً كما أجمع علماء اللغة العربية، وكما عرفها ابن منظورٍ في معجمه لسان الوطن بأنّه المنزل الذي يُقيم فيه الإنسان، والفعل منها أوطن أي اتخذها محلاً ومسكناً يقيم فيه، واسم المكان من الفعل أوطن موْطِن، وعرّف الزبيديُّ كلمة الوطن بأنّها منزل الإقامة من الإنسان ومحلّه، وجمع كلمة وطن أوطان، وتستخدم كلمة الوطن للتعبير عن أماكن عيش الحيوانات والطيور، فكلُّ كان حيٍّ له موطنه على الأرض، ولكن يبقى الوطن الذي يعيش فيه الإنسان له معنى مختلفاً يتميّز عن باقي الأوطان الأخرى.

عرّف الجرجاني الوطن اصطلاحاً بأنّه المكان الذي وُلِد فيه الإنسان ونشأ فيه، ويتشابه هذا المعنى بالتعريف اللغويّ لهذه الكلمة، ولكنّ مفهوم الوطن بالمعنى الحاليّ كما يعلمه المواطن هو البلد الذي يسكنه المرء، ويرتبط به، وينتمي إليه، ويحصل على الجنسيّة منه، أي أنّ مفهوم الوطن بدأ من المنزل، ثمّ الحيّ، وتوسّع حتى شمل المدينة، وتوسعت الرقعة حتى أصبح داخل حدودٍ جغرافيّة مرسومة على الأرض وعلى الخريطة.

يُطلق على الشخص الذي يسكن هذا الوطن اسم المُواطِن، ويربطه به مفهوم الوطنيّة، والوطنيّة تعني حبّ الوطن، والنضال لأجله، والقتال في سبيله، والولاء والإخلاص له، فهذه من حقوق الوطن على المواطن، الذي يجد المواطن فيه الأمن والاستقرار، وتوفُّر حاجاته الأساسيّة من ماء وغذاء، وحبُّ الوطن ينتقل بالوراثة من جيلٍ إلى جيلٍ بهدف إلى الحفاظ على الأرض التي يسكنوها، فالكثير من الشعوب ناضلت وقاتلت وقدّمت الكثير من أبنائها تضحيةً في سبيل أمن الوطن، فالوطن هو جوهرة ثمينة تتعلق بها روح المرء.

تعريف حب الوطن

حب الوطن هو ذلك الإحساس الخفي الذي يحركنا للتعلق به، والاحساس بالانتماء إليه مهما بعدت بنا المسافات، وهو شعور فطري ينمو ويكبر مع تقدمنا بالعمر، وإحساسنا بأنّ لا شيء يضاهي دفء الأرض التي خلقنا من ترابها، وترعرعنا في روابيها مهما رأينا وأحببنا من بلاد، إنّه حب تناقلناه من الأجداد للأباء فاستقرّ في قلوبنا ولا زال يكبر.

تعريف الوطن لغة واصطلاحاً

الوطن في اللغة

يُمكن تعريف الوطن بأنَّه المكان الذي يُقيم فيه الإنسان، ويتخذ منه محلاً للإقامة، وهو بمثابة المكان الذي ينتمي له الفرد سواءً أكان موضع ولادته أم لم يكن، كما تُشير لفظة الوطن إلى مرابض الأغنام والأبقار التي تأوي إليها، ويجدر بالذكر أنَّ الوطن مأخوذة من وَطَنَ فلان بالمكان أي أقام به، وأوطن الشخص بالمكان أي اتخذه مسكناً، والموطن هو كل مكان أقام فيه الإنسان لأمر ما.

الوطن في الاصطلاح

يُقصد بالوطن الأرض التي يولد فيها الإنسان، وينشأ فيها، ويترعرع في أكنافها، ويتزوّج فيها، وهو المكان الذي يحتوي مجموعة من عبق الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، وبالتالي فإنَّ الوطن هو بمثابة الذاكرة للإنسان، حيث قال الجاحظ: (كانت العرب تحمل معها تربة من بلادها أو رملاً أو عفراً إذا غزَتْ، أو سافرتْ؛ وذلك من أجل أنْ تستنشقه) ولا يقتصر معنى الوطن على مكان النشأة والمولد، وإنَّما هو مكان العيش والإقامة، فالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم استوطن المدينة المنورّة بعد هجرته من مكة المكرمة مكان ولادته.

مفهوم الوطن في الإسلام

“ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها” كيف يعرف الإسلام الوطن؟ ومتى تعد الهجرة منه خيانة؟ ومتى تصبح واجبا؟ كلها تساؤلات أثارها برنامج “ساعة صباح” بقناة الجزيرة مباشر.

وقال فضيلة الشيخ “على القرة داغي” :  ورد مفهوم الوطن -في القرآن- في صيغة “الديار” و”الدار”  حيث قال تعالى: “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى? أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ? وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.  وقال: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” وقال تعالى: “قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ? فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”.

وأشار “القرة داغي”  خلال مشاركته في برنامج” ساعة صباح” إلى أن السفر من دولة إسلامية إلى أخرى لايعد هجرة ولكنه تنقل داخل وطن واحد ,مشيرا إلى أن  مفهوم الوطن تغيرت مفاهيمه بعد الثورة الفرنسية وتغلب عليه الطابع السياسى  والإجتماعيى .

وأوضح فضيلة الشيخ أن الهجرة نوعان الأول من دار الشرك والكفر إلى دار الإسلام، والثانى هجرة من ديار الإسلام إلى ديار الكفر, مضيفا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر مهم جدا لآن المنكر يهدم الأوطان, مشيرا إلى أن قيمة الحرية عظيمة ولا تستطيع الأمم أن تقيم حضارة من دونها .

وفي نهاية اللقاء دعا فضيلة الشيخ جميع المسلمين إلى الإلتزام بالقوانين الإسلامية . كما دعا المهاجرين غير النظاميين إلى الكف عن تلك الأعمال لأنها تهلكة مخالفة للدين الإسلامي الحنيف .

أهمية الوطن

يحظى الوطن بأهمية كبيرة في حياة الفرد، فهو يُمثل تراثه، وتاريخه، وهويته، وكرامته، وفخره، وهو المكان الذي توجد فيه حقوقه، كحقه في الامتلاك، وحقه في الانتخاب، وحقه في العيش الكريم، وحقه في ممارسة شعائره الدينية، وحقه في الأمن والاستقرار، ويتم توفير كل ذلك من قبل حكومته، فهي مسؤولة عن توفير الغذاء، والعلاج، وغيرها من الأمور التي تمده بالشعور بالسلام والأمن.

يمثل الوطن الحنين الغريزي والفطري الذي يوجد داخل الفرد دون أن تكون له إرادة في ذلك، أو اختيار، حيث يتعلق الفرد بمكان مُحدد دون غيره حتى وإن أقام في مكان آخر غير موطنه، فلا يقدر أن يتوقف عن حب وطنه، ومكان ولادته.

فضل الوطن

لكلّ إنسانٍ منّا وطن يولد فيه وينشأ ويترعرع، والإنسان بدون الوطن لا هويّة له، فالوطن هو المكان الذي يجمع على ترابه أفراداً يشتركون في الثّقافة والعادات واللّغة، وهو المكان الذي مهما بعد عنه الإنسان فإنّه يظلّ قلبه معلّقاً به لا يستطيع فراقه، ذلك بأنّ فضل الوطن على الإنسان كبير يتعدّى مجرد الجنسيّة أو جواز السّفر الذي يعطى له ليشمل الكثير من حقوق المواطنة والامتيازات، فما هي الأمور التي تشعر الإنسان بفضل الوطن، وبالتّالي يستشعر الإنسان معاني الانتماء والولاء له ؟. إنّ معرفة فضل الوطن على الإنسان هو جزءٌ من عقيدة المسلم، وحتّى يكون الإنسان صحيح العقيدة يجب أن يكون عارفاً بفضل وطنه عليه، ذلك بأنّ المسلم لا يقابل الإحسان إلا بالإحسان وكم أحسن الوطن إليه حين رعاه وليداً صغيراً، فأعطاه هويّته وجنسيّته، وكم أحسن إليه كذلك حين وفّر له مطلبات العيش الكريم، ووفّر له كذلك مرافق التّعليم من مدراس وجامعات يتمكّن من خلالها من الحصول على أرقى الشّهادات العلميّة، وكذلك حين تشدّ الأيام وطئتها على الإنسان ويبتليه الله بمرض فترى أماكن العلاج التي توفرها الدّولة لعلاج المواطنين، وحتى ينعم المواطن بالأمن ويشعر بأنّه محميّ من وطنه، ترى أجهزة الدّولة الأمنيّة والعسكريّة تنبري للقيام بمهام الأمن والدّفاع عن الوطن والمواطن تشخذ هممها روح الانتماء والولاء للوطن. وإنّ فضل الوطن على الإنسان يحتّم عليه أن يحافظ على مرافقه ومؤسساته فلا يعتدي عليها كما يحصل في بعض الأحيان من قبل نفرٍ من النّاس يجرّهم الغضب إلى عمل أفعالٍ تضرّ بالوطن حيث يحرقون مؤسساته وهم يظنّون أنّهم بفعلهم هذا يستردّون حقوقاً سلبت منهم، كما أنّ المواطنة الصّالحة وتقدير فضل الوطن تقتضي من الإنسان أن يحافظ على نظافة بلده فلا يرمي القاذورات في طرقاته، وأن يحمل روح التّطوع وخدمة الوطن في نفسه بحيث إذا طلبه الوطن يوماً لأداء الواجب لبّى النّداء بكلّ حبٍ وعزيمة، وكذلك من صور ردّ فضل الوطن على الإنسان أن يستثمر خبراته وعلمه في خدمة وطنه، وأن لا يلتفت إلى إغراءات السّفر إلى الخارج بدعوى تحسين الوضع المادي وغير ذلك، وأخيراً على الإنسان أن يدرك بأنّ وطنه هو بيته الكبير الذي رعاه وحماه ووفّر له كلّ شيء، فيسعى دائماً إلى خدمته بكلّ ما أوتي من قوّة وإذا تعرّض إلى عدوانٍ أو بغي تصدّى للدّفاع عنه بكلّ بسالةٍ وشجاعة.

السابق
دواء تريناسسل Tri-Nasal لعلاج حساسية الأنف الموسمية
التالي
دواء تريو-بي trio be لعلاج إرتفاع نسبة الهوموسيستين في الدم

اترك تعليقاً