الحياة والمجتمع

ما هو تعريف الوقت

تعريف الوقت وأهميته في حياة الفرد

تعريف الوقت

لاقى الوقت اهتماماً من قبل الفلاسفة، ويعرّف على أنّه الفترة الزمنية التي يمكن قياسها، وهي سلسلة من أبعاد زمنية لا تتحدّد بفترة مكانية، ويتمّ قياس الوقت بطرق رياضيّة وعلميّة،[١] حيث اعتبر الوقت بأنّه الفاصل ما بين الأحداث الزمنية المتسلسلة، كما يمكن تقسيمه ومناقشته حسب المستويات المادية، والفلسفية، والعلمية، والنفسية، والبيولوجية.

ويشار إلى أن وجود الوقت والساعات من الأمور المهمة التي تنظّم الحياة، لأنّ وعي الإنسان بالوقت والتسلسل الزمنيّ يساهم في زيادة القدرة على التمييز والفصل ما بين الأحداث التي يعيشها، بحيث يستطيع التفرقة ما بين الأحداث اللحظية، والتي تتحول إلى الماضي، كما ويتم التنبؤ باللحظات المستقبلية، ومن هذا المفهوم تمّ تطوير فكرة الوقت على أنّه ظاهرة مستقلة بغض النظر عن الأحداث المادية التي تدور حوله.

أهمية الوقت في حياة الإنسان :-

  • الوقت هو أساس الحياة لدى كل إنسان، حيث يُعد الوقت هو البرنامج الذي يتم العمل على جدولته لكي يتم القيام بالأعمال المختلفة،  حيث أن الوقت هو العنصر المهم في الحياة.
  • وعلى كل إنسان أن يتخيل ما الذي يحدث لكافة الأنظمة التي تقوم على تنظيم الوقت سواء كانت وسائل النقل مثل القطارات والطائرات، فماذا كان يحدث لم لم يكن للوقت أهمية لديهم.
  • الوقت في المشاريع لدى كل إنسان هو الثمن الكبير الذي يدفعون ثمنه إن لم يعرفون قيمته، لأنه عندما يضيع الوقت في ما لا يستحق فمصير مشاريع وأعمال الناس هو الفشل.
  • الثانية لدى العلماء ورجال الأعمال هي من أهم الأشياء التي لابد أن يأخذها في الاعتبار، ويعملون للتركيز عليها في كافة أعمالهم لأنهم يعتبرون الثانية لابد أن يستفيدوا منها.
  • حيث أن كافة القوانين الفيزيائية تعتمد على معادلات رياضية متعلقة بالزمن، حيث أن مقاييس السرعة تعتد على الوقت بشكل كبير، وأيضًا العمليات الحسابية معتمدة على الوقت.
  • والوقت يُعد هو الذخيرة التي يتزود منها الإنسان في حياته التي يحتاجها عندما يتم الانتهاء من وقته في هذه الدنيا.
  • الوقت هو من أهم الفرص الثمينة التي يستغلها الإنسان لإنجاز كافة أعماله أو يستغلها من أجل التعويض عن خسارة حدثت له، وذلك من خلال استغلاله بطرق سليمة.
  • من المعروف أن احتياجات الإنسان بشكل اليومي بالوقت، فهو يحتاجها للعبادة و للعمل و للكثير من الأنشطة اليومية، لذلك يُعتبر تنظيم الوقت من أهم أساسيات النجاح وتحقيق الأهداف.

ما أهمية الوقت

إنَّ للوَقْت أهميَّة عَظيمة على المُسلِم أنْ يُدرِكها، وعليه أنْ يَحرِص على اغتنام وقتِه بِكُل ما يَعود عليه بِالمَنفعة، وأنْ يُسارِع إلى استثمار أوقات فراغه، واستغلال صِحَّته قبل أنْ يَسقَم ويُصبِح غير قادر على استثمار وقتِه كما يَجِب، وعن أبي بَرْزةَ الأسلميِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عله وسلَّم: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ)،[٣] فَسوف يُسأل المُسلِم يوم القِيامة عن عُمره فيمَ أفناه، وحَرِيّ به أن يُحضِّر نفسه لِلإجابة الّتي ستُسعِده في الدّار الآخرة،[٢] وليست العِبرة في إنفاق الوَقْت فَحَسب وإنَّما في استثماره، فَالوَقْت إذا تمَّ إنفاقه نفذ وضَاع، أمّا إذا تمَّ استثماره فإنَّه ينمو ويُزهِر،[٤] فلا يُنفِق الإنسان وقته في أحاديث غير مفيدة، أو في مجالس الغيبة والنَّميمة، أو فيما يُغضِب الله جلَّ وعَلا.

إنَّ الوَقْت ثروة الإنسان، فلو استثمر كُل ساعة ضائِعة منه في الدَّراسة أو التَّثقيف وطَلَب العلم، أو حتَّى في التَّفكير بِمشروع يَعود عليه بِالفائِدة والرِّبح، سَيعمَل بذلك على كسر جدار الكَسَل الّذي يَقتُل روح النَّشاط ويَمْلأ حياته بالرُّوتين المُمِل، وسَيَضع حاجِزاً منيعاً يَحميه من ضياع الوَقْت والإهمال وعدم المُبالاة الّتي تُميت العقل والرّوُح بِبُطء شديد، وبِذلك يُصبِح الشّخص ناجحاً وَواثِقاً بِنفسه، ومُثقَّفاً ومُكتسِباً لِلعلم والمعرفة، ومن الجدير بالذّكر أنَّ استثمار الوَقْت لا يعني ألّا يُعطي الإنسان نفسه وقتاً للرَّاحة والتَّرفيه، وإنمّا يَجِب عليه أنْ يُعطي نفسه حقَّها من الرّاحة والاستجمام لِما لِذلك من فوائد عظيمة على صِحَّة الجسم ونشاطه؛ بِشرط أن يكون ذلك فيما يُرضي الله عز وجل، ومن دون الإفراط في وقت الرّاحة أيضاً.

إنَّ الاستغلال الصَّحيح للوَقْت يعود بالكثير من الفوائِد على الفرد والمُجتمع، فيستطيع الفرد حلّ مُشكلة البِطالة عن طريق خِدمَة النّاس والسَّعي إلى الرِّزق، ويُمكِنه أنّ يُشارِك أيضاً في حل مُشكِلات وهموم الفقراء والمساكين بالتّعاون مع الجمعيات الخيريَّة، وباستثمار الوَقْت يُفيد الإنسان كما يَستفيد، فيُغيث شخصاً ملهوفاً، أو يُصلِّي على جَنازة، أو يَصِل رَحْمه، وعليه أنْ يكون شديد الإصرار على عدم تضييع وقته، وأن يبتعِد عن الفوضويّة، وينظِّم وقته؛ فالشَّخص غير الهادئ أو المُتوتِّر يحتاج إلى ضِعف الوَقْت الّذي يحتاجُه الهادئ والمُنظّم لإنجاز عمل ما، ويستغِلّ الإنسان وقته على أكمل وجه فَيَستمِع إلى دُروس علميَّة أو مُحاضرات مُفيدة حتّى أثناء قيادته، وحتّى المرأة في بيتها أثناء الطّهو والتّنظيف يُمكِنها أنْ تستغِلّ ذلك في ذكر الله أو سَماع مُحاضرة مُفيدة بدلاً من التَّفكير العشوائي غير المُنظَّم.

تعريف إدارة الوقت

تشكِّل الإدارة، والوقت معاً كُلّاً مُتكاملاً؛ إذ إنّ الوقت يُعَدُّ الوسيلة التي تتَّخذها الإدارة؛ بهدف إنجاز أعمالها، وتحقيق أهدافها بشكل مُنظَّم، وفعّال، وحيث إنّه قد تمّ تعريف الوقت، فإنّه لا بُدّ من التطرُّق إلى تعريف إدارة الوقت، إذ ورد تعريفها بصور مُتعدِّدة، إلّا أنّها اتّفقت جميعها على أنّها تهتمّ بإنجاز الأعمال بشكل فعّال، مع ضمان كلفة أقلّ، ووسائل أفضل؛ في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة، ومن بين هذه التعريفات ما يأتي:

  • عرَّفها (العجمي) على أنّها: “إدارة الانشطة، والاعمال التي تُؤدَّى في الوقت، وتعني الاستخدام الأمثل للوقت، وللإمكانات المُتوفِّرة، وبطريقة تؤدّي إلى تحقيق أهداف مهمّة، وتتضمّن إدارة الوقت معرفة كيفيّة قضاء الوقت في الزمن الحاضر، وتحليلها، والتخطيط؛ للاستفادة منها بشكل فعّال في المستقبل”.
  • عرَّفها (هايل) على أنّها: “توجيه القدرات الشخصيّة للأفراد، وإعادة صياغتها؛ لاتِّخاذ العمل المطلوب في ضوء القواعد، والنُّظم المعمول بها، وهذا يعني توجيه إدارة الفرد الداخليّة تجاه الأداء المطلوب، وِفقاً للزمن المُحدَّد”.
  • عرَّفها (صلاح عبّاس) على أنّها: “دراسة الحركة، والزمن التي تمكِّن من تحديد الوقت اللازم؛ لأداء الجزئيّة من العمليّة الواحدة دون فَقدٍ في الزمن، ممّا يُتيح زمناً آخر؛ لإنجاز جزئيّات، أو عمليّات تالية، ومُكمِّلة، ممّا يضمن إنجاز الأعمال في الوقت المناسب، وبفعاليّة عالية”.

ومن خلال التعريفات السابقة، يمكن تعريف إدارة الوقت على أنّها: الاستغلال الأمثل للوقت، والقدرات الشخصيّة؛ بهدف تحقيق الأهداف المنشودة، بما يضمن الحفاظ على التوازن بين الحياة الخاصّة، ومطالب العمل، وبين الحاجات الأساسيّة لكلٍّ من العقل، والجسد، والروح.

قيمة الوقت

يعتبر الوقت رأس مال الإنسان، فإذا ما أدركه وعرف قيمته فاز، وإذا ما استهتر به ضاعت حياته هباءً منثوراً؛[١] كما أنّ الوقت يمضي سريعاً، والأيام التي تنقضي لا تعود، والإنسان العاقل هو الذي يغتنم كل لحظة تمرّ من حياته، ولا شكّ أن اغتنام الوقت يزيد من أهميته وقيمته.

خصائص الوقت

  • من أهم ما يملك الإنسان في حياته.
  • سرعة انقضائه.
  • ما يذهب منه لن يعود إليك أبداً.
  • استثماره بشكل فعال يزيد من قيمته.

فوائد الوقت

فوائد إدارة الوقت

توجد عدة فوائد يمكن الحصول عليها من خلال إدارة الوقت وهي:

  • تحقيق التوازن: يسمح تنظيم الوقت بإنشاء توازن صحي بين العمل والبيت.
  • تحقيق المزيد من الإنجازات في وقت أقل: يمكن إنجاز المزيد من الأعمال المختلفة في فترات زمنية قصيرة ومجهود أقل، ويتم ذلك من خلال تحديد الأولويات وتطبيقها في الوقت المحدد والمتاح لها لإتمامها، حيث أن توفير ساعة لعمل شيء ما يساعد في زيادة الانتاجية فيه على مدى الساعات القادمة.
  • التخلص من التردد: في العادة تأخذ القرارات الكبرى الكثير من الوقت كما يمكن أن يضيع بعض الوقت على القرارات الصغيرة أيضاً، لذا يفضل تحديد قائمة المهام والوقت المتوقع لها.
  • تحقيق الأهداف بصورة سريعة: قد يكون لدى الشخص أهداف ليحققها ولكنه ودون إدراك منه لأهمية تنظيم الوقت قد يقوم بإفلاتها عبر الزمن، أو بقائها مؤجلة على الرف لأجل غير مسمى.
  • زيادة الثقة: يمكن أن يساعد حسن إدارة الوقت على تحسين الثقة بالنفس وتوفير الوقت للإعتناء بها، كما تساعد على الشعور بإنجاز المهام المختلفة والتحفيز على إنجاز المزيد منها.
  • الحصول على الطاقة لتحقيق المزيد: يوفر تنظيم الوقت الحصول على فترات لبناء المهارات الجديدة لتحسين جودة العمل، أو تجربة هواية جديدة وذلك للحصول على المزيد من الطاقة الداعمة للإنجاز.
  • توفر الوقت لفعل الأشياء المحببة: يمكن لتنظيم الوقت توفير أكبر مقدار منه لإنجاز الأمور المحببة للنفس مثل النوم، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والحصول على بعض المتعة.
السابق
فوائد منقوع ورق الجوافة
التالي
ما معنى صعوبات التعلم

اترك تعليقاً