أمراض

ما هو ورم الرحم

علاج ورم الرحم

إن علاج اورام الرحم المعروف حاليًّا، هو عن طريق استئصال الرحم بالجراحة (hysterectomy)، وذلك بسبب عدم وجود علاج دوائي ناجع، وفي السنوات الأخيرة تهتم النساء بالعلاجات الخفيفة والبسيطة الأقل اختراقاً لأجسامهن بدلاً من عملية استئصال الرحم. تكمن إيجابيات هذه الإجراءات، أنه في أغلبها لا يتم فتح البطن، فترة العلاج والشفاء أقصر بكثير، بالمقارنة مع عملية استئصال الرحم.

إن إمكانية تطبيق هذه التقنيات غير الجراحية المختلفة، تتعلق بمكان الورم، عدد الأورام وحجمها، وكذلك عمر المرأة وتخطيطها للولادة في المستقبل.

1. استئصال الورم بعملية تنظير الرحم (hysteroscopy) – تلائم هذه الطريقة للأورام تحت الغشائية بحجم حتى 5 سم تقريبًا. وفي معظم الحالات تكون هذه الأورام هي المسببة للنزيف الطمثي الشديد والاجهاضات المتكررة.

يتم تنفيذ هذه العملية عن طريق المهبل بواسطة منظار القطع (resectoscope) الذي يمكن استئصال الورم بواسطة لولب كهربائي، دون الحاجة لشق البطن. في بعض الحالات، يجب معالجة المرأة قبل العملية، بحقن مادة محاكية ل- GNRH، لتقليص الورم وتقصير مدة العملية. تنفذ العملية عادة بالمبيت في المستشفى لمدة يوم واحد، والعودة السريعة لمزاولة العمل بشكل طبيعي. لا تلزم هذه العملية بالضرورة، ولادة قيصرية في الحمل المقبل، وهي مناسبة أيضا للنساء بعد انقطاع الطمث، اللاتي يظهر عندهن ورم عادي في الرحم. تمكِّن هذه الجراحة التنظيرية، في أغلب الأحيان، من منع استئصال الرحم والمحافظة على خصوبة المرأة.

2. قسطرة وإغلاق شرايين الرحم كعلاج لأورام الرحم الليفية – يتم وفق هذه الطريقة إجراء قسطرة لشرايين الحِرقفية (Iliac arteries) وكشف الأوعية الدموية التي تنقل الدم للرحم والورم الليفي. يتم بعد إدخال جهاز القسطرة لشرايين الرحم، حقن جزيئات صغيرة التي تؤدي لانسداده.

تجرى هذه العملية في قسم تصوير الأشعة السينية وتتطلب البقاء في المستشفى لمدة يوم أو يومين، للعناية وتلقي مسكنات الألم. لقد أجريت حتى اليوم، عمليات قسطرة كهذه بالآلاف، في جميع أنحاء العالم مع نسبة نجاح تفوق ال- 90%. لا تجرى هذه العملية للنساء اللاتي لم يتخطين مرحلة الإنجاب، بسبب حدوث مضاعفات نادرة، التي تؤدي لعرقلة وصول الدم أيضا إلى المبيض.

3. علاج تجريبي على أورام الرحم الليفية بواسطة الأمواج فوق الصوتية الموجهة عالية الجهد (MRI HIFUS) – هي طريقة حديثة لعلاج أورام الرحم، تم اختيارها مؤخرًا في عدد من المراكز في العالم، لفحص إمكانية علاج أورام الرحم بواسطة أمواج فوق صوتية، دقيقة وعالية الجهد. يسبب العلاج تسخينًا موضعيًّا ونخر الورم، دون أن يمس عضلة الرحم. يتم التحكم بالأشعة فوق الصوتية وتوجيهها للورم بواسطة جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي ال- MRI. يستمر العلاج حوالي 3 ساعات في قسم التصوير، وفي نهايته يتم تحرير المُعالَجة إلى بيتها.

ورم بطانة الرحم

 هو أحد أنواع السرطان التي توجد في الرحم، حيث أنه عضو مجوف يشبه الكمثرى ويوجد في منطقة الحوض، وهو المكان الذي ينمو فيه الجنين.

يبدأ معظم سرطان الرحم في طبقة الخلايا التي تُكوِّن بطانة الرحم. يطلق على سرطان بطانة الرحم أيضًا اسم سرطان الرحم. هناك أنواع أخرى من السرطان يمكن أن تتكون في الرحم، ومن ضمنها ساركوما الرحم، لكنها أقل شيوعًا بكثير من سرطان بطانة الرحم.

قد يتم اكتشاف سرطان بطانة الرحم في مرحلة مبكرة؛ وذلك لأنه غالبًا ما ينتج عنه نزيف مِهبلي غير طبيعي. إذا اكتُشِف سرطان بطانة الرحم مبكرًا، فغالبًا ما يكون استئصال الرحم جراحيًّا هو الأمر الشافي من سرطان بطانة الرحم.

ورم الرحم الحميد والخبيث

تتميّز الأورام الحميدة بأنّها لا تتحوّل إلى سرطانيّة؛ أي إنّها لا تنتشر إلى الأعضاء والمَناطق الجسديّة الأخرى أو تغزو الأنسجة القريبة منها كما هو الحال لدى الأورام السرطانيّة، وهي عادةً غير مُهدّدةٍ للحياة وبطيئة النمو، غير أنّها قد تُسبّب بعض الأعراض والعلامات بناءً على موقعها؛ فعلى سبيل المثال إن كانت قريبةً من الأعصاب فهي قد تُسبّب أعراضاً تؤدّي إلى ضرورة إزالتها.

تتميّز الأورام الخبيثة بأنّها سرطانيّة؛ حيث تنتشر لأعضاء ومناطق عديدة من خلال القنوات اللّيمفاويّة والأوعية الدمويّة، كما أنّها تغزو الأنسجة القريبة منها، ويُذكر أنّ أعراض الأورام الخبيثة قد تتضمّن الآتي:

  1. الشعور بالإرهاق الذي لا يَزول مع الرّاحة، ويُعدّ هذا العرض مُهمّاً مع نموّ الورم، غير أنّه قد يظهر في المراحل المبكّرة لبعض الأورام أيضاً، منها سرطان الدم.
  2. فقدان الوزن غير المُبرّر، وهذا قد يكون أول علامات السرطان لدى مُصابي سرطانات معينّة بشكل خاص، منها: سرطانات المريء، والمعدة، والبنكرياس، والرّئة.
  3. حدوث تَغيّرات في عادات الإخراج، منها الإسهال والإمساك طويلا الأمد، والتغيّر في حجم أو شكل البراز؛ فهذه قد تكون عَلامةً على وجود سَرطان في القولون.
  4. الحاجة للتبوّل أكثر أو أقل من السّابق، أو الشّعور بالألم عند التبوّل؛ وهو قد يكون علامةً على وجود سرطان في المثانة أو البروستات.
  5. ارتفاع درجات الحرارة؛ فهي تُعدّ علامةً شائعةً تدلّ على السّرطان، غير أنّها غالباً ما تحدث بعد انتشاره؛ فمُعظم مرضى السّرطان يصابون بارتفاع درجات الحرارة، خصوصاً إن أثّر المرض على جهاز المناعة لديهم أو أثّر علاجه عليهم، فذلك قد يُضعف قدرة الجسم على محاربة الالتهابات؛ ففي أحيانٍ قليلة قد يكون ارتفاع درجات الحرارة عَرَضاً مُبكّراً لسرطانات الدّم مثل الليمفوما واللوكيميا.

هل ورم الرحم خطير

بشكل عام، لا تعتبر الأورام العضلية في الرحم خطيرة ولا تؤدي إلى أي مضاعفات، ولكنها قد تؤدي إلى شعور من عدم الارتياح. كذلك، من الممكن أن تؤدي هذه الأورام إلى فقر الدم إذا كانت تسبب نزيفا حاداً. في الحالات التي يحدث فيها موت فجائي لجزء من النسيج العضلي بسبب تدفق غير سليم للدم، ستشعر المصابة بأوجاع حادة. في مثل هذه الحالة يجب عليها التوجه فورا لتلقي العلاج الطبي.

عموما لا تضرّ الأورام العضلية باحتمالات الحمل والولادة، ولكنها من الممكن، في حالات نادرة، أن تمنع دخول السائل المنوي من عنق الرحم إلى قناة “فالوب”، فتقلل من احتمالات حصول الحمل. كذلك، فإن الأورام العضلية الكبيرة والكثيرة قد تجعل وضعية الجنين الجسدية داخل الرحم غير سليمة، وقد تؤدي إلى حدوث ولادة مبكرة، أو إلى الإجهاض في بعض الأحيان. لكن يجب ألا ننسى، أن هذه الأورام، لا تسبب في أغلب الحالات، خلال فترة الحمل، إلا بعض الأوجاع التي يمكن علاجها من خلال تناول مسكنات الألم العادية.

هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان

لا يتحول الورم الليفي إلى ورم سرطاني إلا في حالات نادرة جداً، ولكن يفضل استئصال الورم إذا كان يتسبب في أعراض للمريض، مثل ألم شديد أثناء فترة الدورة الشهرية، إمساك، احتباس في البول

الورم الليفي في الرحم والحمل

لا تعاني معظم الحوامل المصابات بمرض ألياف الرحم من أي مضاعفات أثناء الحمل، ولكن أفادت بعض الإحصاءات أن ما نسبته 10 إلى 30% من الحوامل قد واجهن مضاعفات بسبب ألياف الرحم هذه، وتزيد أورام الرحم من خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل تشمل كل مما يأتي:

  • تقييد نمو الجنين: الأورام الليفية الكبيرة قد تمنع الجنين من النمو بشكل كامل بسبب انخفاض المساحة المتاحة لنموه داخل التجويف الرحمي.
  • انفصال المشيمة: يحدث هذا عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم بسبب الورم الليفي، مما يقلل من وصول الأكسجين والعناصر الغذائية للطفل من دم الأم، الأمر الذي قد يؤدي إلى وفاة الجنين في حال لم يتم التعامل مع الحالة بشكل سريع.
  • الولادة المبكرة: قد يؤدي الألم الذي يتسبب به وجود الألياف في الرحم إلى تقلصات شديدة في عضلات الرحم الأمر الذي قد ينتج عنه ولادةً مبكرة.
  • المجيء المقعدي: بسبب الشكل غير الطبيعي للتجويف الرحمي، قد يتموضع الجنين في وضع غير طبيعي وغير ملائم داخل الرحم، الأمر الذي قد يعقد من عملية الولادة ويجعلها أصعب بشكل كبير.
  • الإجهاض: تشير الأبحاث إلى أن فرص الإجهاض تتضاعف لدى النساء المصابات بألياف الرحم.

عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم

هناك ثلاث طرق لإجراء عملية استئصال الورم الليفي خارج الرحم، ويتم اختيار إحداهم بناءً على حجم الأورام الليفية وعددها ومكان وجودها.

استئصال الورم الليفي الرحمي عن طريق البطن

تستخدم هذه الاستراتيجية في حالة وجود عدد كبير من الأورام الليفية، أو الأورام الليفية كبيرة الحجم التي توجد في جدار الرحم. يُجري فيها الجراح شقًا جراحيًا في البطن للوصول إلى الرحم واستئصال الأورام الليفية، وغالبًا ما يكون الشقٍّ الجراحي أُفقيًا في أسفل البطن (خط منطقة البيكيني) ومقداره ثلاثة أو أربعة إنشات، ونادرًا ما يُستخدم الشقُّ الجراحي العمودي في حالات الرحم الأكبر حجمًا. تخضع المريضة للتخدير الكلي قبل العملية. تقضي المريضة من يوم إلى ثلاثة أيام في المستشفى بعد العملية، وتتمكن من العودة لنشاطها الطبيعي خلال من أربعة لستة أسابيع.

استئصال الورم الليفي الرحمي عن طريق منظار البطن أو الجراحة الروبوتية

تستخدم هذه الاستراتيجية في حالة الأورام الصغيرة وقليلة العدد. تعد من الجراحات الطفيفة، إذ يجري الجراح عدة شقوق صغيرة في البطن ليتمكن من الوصول إلى الأورام الليفية ثم يزيلها. تخضع المريضة للتخدير الكلي قبل العملية. يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة كل منها نصف إنش أسفل البطن بالقرب من السرة، ثُم يدخل منظار البطن -وهو أنبوب ضيق مُزود بكاميرا- ثم يجري العملية من خلال إدخال أدواته في الشقوق الصغيرة الأخرى. عادة تمضي المريضة ليلة واحدة في المستشفى بعد إجراء العملية، وتتمكن من معاودة نشاطها الطبيعي خلال من أسبوعين لأربعة أسابيع. في استئصال الورم بالروبوت تتم عملية الاستئصال روبوتيا، إذ يتحكم الجراح في الأدوات عن بعد بمساعدة يد روبوتية، وتكون أعلى في التكلفة ولا يكون هناك فارق كبير في النتائج بينها وبين المنظار. في بعض الأحيان، يتم تقسيم الورم الليفي إلى قطع صغيرة قبل إزالته من خلال إجراء الشقوق الصغيرة في جدار البطن، وقد يضطر الجراح إلى  اللجوء إلى إزالة الورم الليفي من خلال شق البطن (الطريقة الأولى) إذا وجد أن حجم الورم كبير، ونادرًا ما يتم إزالة الورم الليفي من خلال شق في المهبل.

استئصال الورم العضلي بمنظار الرحم

تستخدم هذه الاستراتيجية عادة في حالة وجود الأورام الليفية داخل الرحم. يتم الاستئصال تحت تخدير المريضة موضعيًا أو كليًا. يُدخل الجراح منظار رفيع مُضاء من خلال المهبل وعُنق الرحم ليصل إلى داخل الرحم، يتم إدخال سائل شفاف (محلول ملح مُعقم) في الرحم لتوسيع تجويف الرحم والسماح بفحص جدران الرحم، ثم يتم استئصال الأنسجة الليفية عن طريق منظار سِلكي في الطرف باستخدام الكهرباء. عادةً تتمكن المريضة من العودة إلى المنزل في نفس اليوم، وتتمكن من معاودة نشاطها الطبيعي خلال يومين أو ثلاثة أيام. في بعض الأحيان، لا يُمكن إزالة الأورام الليفية الكبيرة بالكامل في عملية جراحية واحدة، فتحتاج المريضة إلى استكمال الإزالة في عمليات أخرى.

ورم عنق الرحم الحميد

سرطان عنق الرحم هو نوع من السرطان يحدث في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحِم المتصل بالمهبل.

تلعب سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والعدوى المنقولة جنسيًّا، دورًا في التسبب في معظم حالات سرطان عنق الرحم.

عند التعرض للإصابة بـ فيروس الورم الحليمي البشري، يمنع جهاز الجسم المناعي الفيروس من إحداث الضرر. رغم ذلك ينجو الفيروس لسنوات في نسبة صغيرة من الأشخاص، ويشارك في تحول بعض خلايا عنق الرحم لخلايا سرطانية.

تستطيعين تقليل خطر إصابتكِ بسرطان عنق الرحم عن طريق عمل اختبارات فحص وتلقي لقاح يحمي من الإصابة بـ فيروس الورم الحليمي البشري.

السابق
ما هو فيروس hpv
التالي
ما هو الطاعون

اترك تعليقاً