ديني

انواع الهداية

هداية

أنواع الهداية واسبابها

تنقسم الهداية إلى أربعة أنواع، وبيان هذه الأنواع على النحو الآتي:

  • الهداية العامة: وهي الهداية المشتركة التي تكون لجميع الخلق، فالله -تعالى- أعطى كل شيءٍ صورته التي لا يشتبه فيها بغيره، وأعطى كل عضوٍ شكله وهيأته الخاصة، وأعطى كل موجودٍ خلقه ما يختصّ به، ثمّ هداه إلى ما خلقه له من الأعمال، وهذه الهداية تعمُّ الحيوان المتحرّك بإرادته إلى جلب ما ينفعه، ودفع ما يضرّه، وتعمّ كذلك هداية الجماد المسخّر لما خُلق له، فالجماد له هدايةٌ تليق به، وكذلك لكل نوعٍ من الحيوانات هدايةٌ تليق به، فالله -تعالى- هدى النحل أن تتّخذ من الجبال والأشجار بيوتاً، وهدى كل زوجين من الحيوان إلى التزاوج، والتناسل، وتربية الولد.
  • هداية البيان والدلالة: وهي هداية التعريف، فالله -تعالى- عرَّف عباده طريق الخير والشر، وطريق النجاة والهلاك، ولكنَّ هذه الهداية لا تستلزم الهُدى التام، فهي سببٌ وشرطٌ لا موجبٌ للهداية، ولهذا قد ينتفي الهُدى مع وجودها، فالله -تبارك وتعالى- أرسل الأنبياء؛ لإرشاد الأمم السابقة إلى طريق الهدى، ولكنهم استحبّوا الضلالة على الهدى.
  • هداية التوفيق والإلهام: وهي الهداية التي تستلزم الاهتداء، فلا يتخلّف الهُدى عنها، قال الله تعالى: (مَن يَهدِ اللَّـهُ فَهُوَ المُهتَدي).
  • غاية الهداية: وهي الهداية إلى الجنّة والنّار عندما يُساق أهل الجنة إلى الجنة، ويُساق أهل النار إلى النار.

انصحك بقراءة ” تعريف الهداية وانواعها

أسباب الهداية

الهداية إلى صراط الله -تعالى- المستقيم أسمى هدف قد يطلبه المسلمون، ولأهمية الهداية بيَّن الله -سبحانه وتعالى- أسبابها في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وبيان أسباب الهداية على النحو الآتي:

  • سعة الصدر: وانشراحه وإقباله على تعاليم الإسلام وأحكامه، وأعظم ما يُعين العبد على انشراح الصدر هو التوحيد الخالص لله -تعالى- الذي لا يُخالطه شكٌ أو شرك؛ لأنّ الشرك من أعظم الأساب التي تؤدّي إلى ضيق الصدر، فالتوحيد هو مفتاح الهداية إلى طريق الله تعالى، والأعمال الصالحات من الطاعات، والعبادات هي أسنان ذلك المفتاح، فالطاعات والقربات من أسباب انشراح الصدر.
  • المداومة على ذكر الله تعالى: فذكر الله -تعالى- سببٌ لارتباط القلب بخالقه؛ ممّا يجعله مطمئناً منشرح الصدر.
  • العناية بتلاوة كتاب الله بتدبّرٍ وتمعّنٍ وخشوع: فأثر القرآن الكريم على النفوس واضحٌ مشهود مهما بلغت تلك القلوب من القسوة والشدة، ومهما كانت حالة الإنسان من الشقاوة والضلال، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم في كل شيءٍ من أمور الدنيا والآخرة.
  • التفكّر في بديع مخلوقات الله تعالى: وإدامة النظر في ملكوت السماوات والأرض، فمن تأمّل الكون بحركاته وسكناته أيقن بأنّه صُنع حكيمٍ خبيرٍ، فالتأمّل يزيد المؤمن خشوعاً وخضوعاً لله جلّ جلاله.
  • مرافقة الصالحين الأخيار: والبُعد عن صحبة الفاسدين الأشرار، فكم من ضالٍّ هداه الله -تعالى- على أيدي رفقائه الصالحين، وقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أنّ المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل.
  • الإكثار من الدعاء: فهو سلاح المؤمن عند الشدائد ونزول المصائب، فمهما بذل المسلم من أسباب للهداية فلا بدّ أن يكون الدعاء وسؤال التوفيق من الله قريناً له في كل حالٍ، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن الله -تبارك وتعالى- أنّه قال: (يا عِبادي كلُّكم ضالٌّ إلَّا من هديتهُ، فاستهدُوني أهدكُم).
  • العلم بالله وأسمائه وصفاته: فلا بدّ لمن أراد الهداية أن يكون عالماً بالله وأسمائه وصفاته، فمن حقّ الله -تعالى- على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً.
  • الإيمان: والاعتقاد والتصديق بالجنان، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح والأركان، وهو من أعظم أسباب الهداية.
  • التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي: فإذا تاب العبد مما اقترفه في حق الله تعالى، وأناب إليه؛ هداه الله إلى سبيل الرشاد.
  • مجاهدة النفس والشيطان: وكذلك جهاد أعداء الله تعالى، ومجاهدة النفس تكون على تعلّم العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه، ومجاهدة الشيطان تكون بالابتعاد عن الشبهات والشهوات المحرّمة التي يُلقيها في نفس العبد المؤمن.
  • العناية بقراءة سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته: وامتثالها في الحياة اليومية، وقراءة الأحاديث النبوية الواردة في مغفرة الله -تعالى- وهدايته للناس، وكذلك قراءة سِير الصحابة رضوان الله عليهم.
  • حضور مجالس العلم: حيث ينبغي الحرص على حضور مجالس العلم عند العلماء الربّانيّين، وكذلك حضور الندوات، والمحاضرات الدعوية للدعاة، والمشايخ، والمصلحين

شاهد أيضا ” دعاء الهداية

الهداية نوعان

1-هداية إرشاد ودلالة يملكها العباد، وهي التي أثبتها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم (الشورى: من الآية52)
2-هداية توفيق لا يملكها إلا الله، وهي التي نفاها عن نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (القصص: من الآية56).

مراتب الهداية

مَراتِب الهداية كما وردَتْ في القرآن الكريم، وتتلخَّص في أربع مَراتِب؛ هي:

1- الهداية العامَّة.

2- هداية الدلالة والبيان، والإرشاد والتعليم.

3- هداية التوفيق والمعونة.

4- الهداية إلى الجَنَّة والنَّار يوم القيامة.

 

يمكنك التطلع علي مقال “مفهوم الهداية في القرآن

تعريف الهداية

  • تعريف الهداية لغةً: هي الإرشاد والدّلالة والوصول إلى المطلوب.
  • تعريف الهداية اصطلاحاً: تعدّد أنواع الهداية؛ فمنها: هداية الدّلالة، وهداية التأييد والتوفيق؛ فهداية الدّلالة هي الهداية التي يقدر عليها الرّسل -عليهم السّلام- وأتباعهم من الدّعاة إلى الله تعالى، إذْ يرشدون النّاس إلى الطريق الصحيح الذي يُرضي الله -تعالى- عنهم وينجّيهم يوم القيامة من عذابه، ولا يملك الرّسل والدعاة نتائج الهداية، فيبذلون جهدهم بقدر ما يستطيعون وتبقى النتائج بيد الله وحده؛ حيث قال: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين)، أمّا هداية التوفيق فهي الهداية التي تفرّد الله -تعالى-بإيجادها في قلوب النّاس، وهي قائمة على خَلْق الإيمان في قلوبهم وتوفيقهم وتصريف خطواتهم لتكون في سبيل رضى الله تعالى، وهذه الهداية لا يقدر عليها إلّا الله تعالى؛ حيث يُودعها في قلب من يشاء من عباده؛ جاء في القرآن الكريم: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

فضل الهداية

إخواني في الله! كم هي نعمة من الله عز وجل عظيمة، ومنة من الله تبارك وتعالى جليلة؛ تلك النعمة التي أخرج بها العبد من الظلمات إلى النور، وأنقذه من مزالق الهوى والردى والشرور! أيُّ ساعة تلك الساعة التي أقبلت فيها القلوب والقوالب على الله، أيُّ ساعة تلك الساعة التي عرف العبد فيها سيده ومولاه، أيُّ ساعة تلك الساعة التي انفطر فيها الفؤاد من خشية الله! أيُّ ساعة تلك الساعة التي أقبل العبد فيها على الله تبارك وتعالى من بعد إدبار وأحسن من بعد إساءة!

ما أعظمها من ساعة تلك الساعة التي نادت فيها النفس اللوامة، وانبعثت في النفس أشجان وأحزان؛ تُذكر العبد بعظيم نعمة الله جل وعلا عليه وجليل منته لديه، فانتبه من الغفلة، واستيقظ من المنام، وأقبل على الملك العلام.. أيُّ ساعة تلك الساعة التي لا يستطيع العبد شكرها ولا الوفاء بعظيم حقها، حُرِمتها أمم فهوت في مهاوي الردى والشرور، وأكرمك الله جل وعلا بالإقبال عليه، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، نعمةً منك وحدك لا شريك لك، فلك كما ينبغي أن تُحمد عليها.

إخواني! إن القلوب الصادقة تتقطع لهفاً وشوقاً للثبات على هذه النعمة، تريد البقاء في الطريق إلى الله.. تريد الثبات على سبيل الله.. تريد البقاء على هذه الهداية التي رُحمت بها من عذاب الله تبارك وتعالى.. تريد أن يثبت القدم؛ ولذلك يضطرب الجنان من خشية الله خوفاً أن تتبدل الأحوال أو تسوء العاقبة والمآل؛ لذلك تتساءل القلوب الصادقة، وتتلهف شوقاً وحنيناً لمعرفة الأسباب التي توجب ثبات القدم في السبيل إلى رب الأرباب.. تريد من يهديها ويدلها إلى العلاج الناجح لذلك البقاء.. تريد أن تثبت على هذه الهداية إلى لقاء الله جل وعلا، استجابةً لأمره وطاعة له سبحانه إذ يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] فحفظوا وصية الله وأرادوا تطبيقها، فاشتاقوا وتلهفوا لكي يكرمهم الله عز وجل بالبقاء والثبات على الهداية.

علامات الهداية

من علامات الهداية: اتباع الرسول كما قال -سبحانه-: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 158], وطاعة الرسول كما قال -سبحانه-: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور: 54], ومن علامات الهداية: توفيق الله وعونه, كما قال -سبحانه-: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النور: 46].

 

يمكنك قراءة ” ”

آيات الهداية والاستقامة

  1. قال تعالى “فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، سورة البقرة آية رقم 213”.
  2. قال تعالى “ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء، سورة البقرة آية رقم 272”.
  3. قال تعالى “وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم، سورة إبراهيم آية 4”.
  4. قال تعالى “انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين.
  5. قال تعالى “وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم الافتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا إيمانا.

انصحك بقراءة ” الوسائل المؤدية إلى الهداية

مراتب الهداية العشرة

  1. المرتبة الأولى: مرتبة تكليم اللّه عزّ وجلّ لعبده يقظةً بلا واسطةٍ، بل منه إليه، وهذه أعلى مراتبها، كما كلّم موسى بن عمران، صلوات اللّه وسلامه على نبيّنا وعليه، قال اللّه تعالى: {وكلّم اللّه موسى تكليمًا}؛ فذكر في أوّل الآية وحيه إلى نوحٍ والنّبيّين من بعده، ثمَّ خصَّ موسى من بينهم بالإخبار بأنّه كلّمه، وهذا يدلّ على أنّ التّكليم الّذي حصل له أخصّ من مطلق الوحي الّذي ذكر في أوّل الآية، ثمّ أكّده بالمصدر الحقيقيّ الّذي هو مصدر “كَلَّمَ” وهو التّكليم رفعًا لما يتوهّمه المعطّلة والجهميّة والمعتزلة وغيرهم من أنّه إلهام، أو إشارة، أو تعريف للمعنى النّفسيّ بشيءٍ غير التّكليم، فأكّده بالمصدرِ المفيدِ تحقيقَ النّسبةِ ورفعَ تَوَهُّمِ المجاز.
  2. المرتبة الثّانية: مرتبة الوحي المختصِّ بالأنبياء
    قال اللّه تعالى: {إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ والنّبيّين من بعده} وقال: {وما كان لبشرٍ أن يكلّمه اللّه إلّا وحيًا أو من وراء حجابٍ} الآية، فجعلَ الوحيَ في هذه الآية قسمًا من أقسام التَّكلِيم، وجعله في آية النّساء قسيمًا للتَّكليم، وذلك باعتبارين، فإنّه قَسيمُ التَّكليم الخاصِّ الذي هو بلا واسطةٍ، وقِسْمٌ من التّكليم العامِّ الّذي هو إيصالُ المعنى بطرقٍ متعدّدةٍ.
  3. المرتبة الثّالثة: إرسال الرّسول الملكيّ إلى الرّسول البشريّ
    فيوحى إليه عن اللّه ما أمره أن يوصله إليه.
  4. المرتبة الرّابعة: مرتبة التَّحْدِيث
    وهذه دون مرتبة الوحيِ الخاصِّ، وتكون دونَ مرتبة الصدِّيقينَ، كما كانت لعمرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنه، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( إنّه كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثُون، فإن يكن في هذِه الأمَّة فعمر بن الخطاب)).
    وسمعتُ شيخَ الإسلام تقيَّ الدينِ ابنَ تيميَّةَ رحمه اللّه يقول: (جزم بأنّهم كائنون في الأمم قبلنا، وعلَّق وجودَهم في هذه الأمّة بـ”إن” الشَّرطيَّة، مع أنّها أفضل الأمم، لاحتياج الأمم قبلنا إليهم، واستغناء هذه الأمّة عنهم بكمال نبيّها ورسالته، فلم يُحْوِجِ اللهُ الأمَّةَ بعدَه إلى مُحَدَّثٍ ولا مُلْهَمٍ، ولا صاحبِ كَشْفٍ ولا مَنَامٍ، فهذا التَّعْليقُ لكمَال الأمَّةِ واستغنائها لا لِنَقْصِهَا).
    والمحدَّثُ: هو الذي يُحَدَّثُ في سرِّهِ وقَلْبِهِ بالشِّيء فيكونُ كما يُحَدَّثُ به
  5. المرتبة الخامسة: مرتبة الإفهام
    قالَ اللّه تعالى: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنّا لحكمهم شاهدين ففهّمناها سليمان وكلًّا آتينا حكمًا وعلمًا} فذكر هذين النَّبيَّيْنِ الكريمينِ، وأثنى عليهما بالعلم والحكم، وخصَّ سليمان بالفهم في هذه الواقعة المعيَّنةِ، وقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ وقد سُئِلَ: هل خصَّكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بشيءٍ دون النّاس؟
    فقال: (لا والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، إلّا فهمًا يؤتيه اللّه عبدًا في كتابه، وما في هذه الصّحيفة) وكان فيها العقل، وهو الدّيات، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ”.
    وفي كتاب عمر بن الخطّاب لأبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللّه عنهما: (والفَهْمَ الفَهْمَ فيما أُدْلِيَ إليك).
  6. المرتبة السّادسة: مرتبة البيان العامِّ
    وهو تَبْيينُ الحقِّ وتمييزُهُ من الباطلِ بأدِلَّتِهِ وشواهدِهِ وأَعْلامِهِ، بحيثُ يصيرُ مشهودًا للقلبِ كشهودِ العَيْنِ للمرئيَّاتِ.
    وهذه المرتبة هي حُجَّةُ الله على خلقه، التي لا يعذِّب أحدًا ولا يضلُّه إلا بعدَ وصولِهِ إليهَا، قال الله تعالى:{وما كان اللّه ليضلّ قومًا بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتّقون} فهذا الإضلال عقوبةٌ منه لهم، حين بيَّنَ لهم فلم يقبلوا ما بيَّنَهُ لهم، ولم يعملوا به؛ فعاقبهم بأن أضلّهم عن الهدى، وما أضلَّ الله سبحانه أحدًا قطُّ إلا بعد هذا البيان.
  7. المرتبة السّابعة: البيانُ الخاصُّ
    وهو البيانُ المستلزِمُ للهدايةِ الخاصَّةِ، وهو بيانٌ تقارِنُه العنايةُ والتَّوفيقُ والاجتباءُ وقَطْعُ أسبابِ الخُذْلانِ وموادِّها عن القلبِ؛ فلا تتخلَّفُ عنه الهداية ألبتَّةَ، قال تعالى في هذه المرتبة: {إن تحرص على هداهم فإنّ اللّه لا يهدي من يضلّ} وقال: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء}
  8. المرتبة الثّامنة: مرتبة الإسماع
    قال اللّه تعالى: {ولو علم اللّه فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون}، وقد قال تعالى:{وما يستوي الأعمى والبصير . ولا الظلمات ولا النور . ولا الظّلّ ولا الحرور . وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور . إن أنت إلّا نذير}.
  9. المرتبة التّاسعة: مرتبة الإلهام
    قال تعالى: {ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها} وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لحصين بن منذرٍ الخزاعيِّ لمَّا أسلم قل: (( اللّهمّ ألهمني رشدي، وقني شرّ نفسي )).
    وقد جعل صاحب المنازل الإلهام هو مقام المحَدَّثِين، قال: (وهو فوق مقام الفراسة، لأنّ الفراسة ربّما وقعت نادرةً، واستصعبت على صاحبها وقتًا، أو استعصت عليه، والإلهام لا يكون إلّا في مقامٍ عتيدٍ)ا.هـ.
    قلتُ: التَّحديثُ أخصُّ من الإلهامِ، فإنَّ الإلهامَ عامٌّ للمؤمنينَ بحسب إيمانهم؛ فكلُّ مؤمنٍ فقدْ ألهمَهُ اللهُ رُشْدَهُ الذي حَصَلَ لهُ بهِ الإيمانُ، فأمّا التّحديثُ فالنَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم قال فيه: (( إن يكن في هذه الأمّة أحد فعمر)) يعني من المحدّثين.
  10. المرتبة العاشرة من مراتب الهداية: الرُّؤيا الصَّادقة
    وهي من أجزاء النُّبوَّةِ كما ثبت عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلمَ أنّه قال: (( الرّؤيا الصّادقة جزء من ستّةٍ وأربعين جزءًا من النّبوّة )).
    وقد قيل في سبب هذا التّخصيص المذكور: إنَّ أوَّلَ مبتدأ الوحي كان هو الرُّؤيا الصَّادقة، وذلك نِصْفُ سنةٍ، ثمّ انتقل إلى وحي اليقظة مدَّة ثلاثٍ وعشرين سنةً، من حين بُعِثَ إلى أن تُوفِّي، صلواتُ الله وسلامه عليه، فنسبة مدَّةِ الوحي في المنام من ذلك جزء من ستَّةٍ وأربعين جزءًا، وهذا حسن، لولا ما جاء في الرّواية الأخرى الصّحيحة: (( إنّها جزء من سبعين جزءًا )).

 

الهداية هي سلوك الطريق الذي يوصل الإنسان إلى طريق الحق والصواب، وهو اتباع شرع الله، وقد سمي اتباع شرع الله هداية، لأنه يرشد الإنسان إلى الحق، ويبصره به، فيميز بين الخير والشر، فالرسول يبين الصراط المستقيم، ويرغب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له، وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، والضلال ودخول النار سببه العمل بمعصية الله والإعراض عن طاعته، والله يهدي مَن يشاء أن يهديه للإيمان، ويوفقه إليه، وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه.

 

التوفيق والهداية بيد الله عز وجل ، من شاء الله أن يهديه هداه ، ومن شاء أن يضله أضله ، قال الله تعالى : ( ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر/23 ، وقال جل وعلا : ( مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) الْأَنْعَامِ/39 ، وقال سبحانه : ( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) الْأَعْرَافِ/178 .
السابق
اضرار ارتفاع درجة حرارة الجسم على وظائف المخ
التالي
التخلص من آثار حب الشباب

اترك تعليقاً