الحياة والمجتمع

ما هي العدالة

مبادئ العدالة

تُعدّ المساواة هي المبدأ الأساسي للعدالة، وقد كان ذلك مقبولاً على نطاقٍ واسعٍ منذ زمن أرسطو، أي منذ أكثر من ألفي عام، وينص هذا المبدأ على أنّه يجب معاملة الأشخاص المتساويين بشكلٍ متساوٍ، وغير المتساويين بشكلٍ غير متساوٍ، ولكن تمّ تعديل هذا المبدأ اليوم ليصبح يجب معاملة الأفراد بالطريقة ذاتها، ما لم يكون هناك اختلاف بعلاقتهم في الحالة التي يشتركون بها، ومثال ذلك إذا كان هناك امرأة ورجل يقومان بالعمل ذاته، وليس هناك فروق بينهما، أو في العمل الذي يقومان به، فمن العدالة أن يحصلا على الأجر ذاته، أمّا إذا تمّ رفع الأجر للرجل لأنّه رجل، أو لأنّه أبيض، وما إلى ذلك، فذلك ليس من العدالة.

العدالة في الفلسفة

مفهوم العدالة في الفلسفة

شغلت مفهوم العدالة في الفلسفة منذ القدم العديد من الباحثين والمفكرين، مرةً تكون العدالة مرادفة لكمة الحق، ومرةً أخرى تكون متميز عن الحق بحيث تكون أسمى وأعلى منه، وفي حينٍ آخر بدأت العدالة تتوافق مع القانون، بحيث أنه ينبغي أن يكون القانون متفقًا مع قواعد وأحكام العدالة، ومن جهةٍ أخرى فتعد العدالة معيارًا للتميز بين العدل والظلم، كما يأخذ مفهوم العدالة في الفلسفة والذي يوصف أيضًا بالإنصاف، وينشد بأعلى درجات الحق، حيث يقوم الحق على أساس من العدل القانوني، بالإضافة النص على حقوق الأفراد وحرياتهم، وكثيرًا ما يرد إلى المسامع قول أن القاضي وصل لنتيجة القضية التي بين يديه استنادًا إلى روح القانون، ومعنى ذلك أن القاضي لم يبني حكمه على قوانين الدولة التي بين يديه، ولم يستند على أساس القواعد القانونية والأصول الموجودة والمدوّنة، فمن الممكن أن يكون تجازوها وعمل بخلافها، وهذا لا يجوز بتاتًا، وقد استعمل أولو الرأي والمفكّرون منذ القدم كلمة العدالة بالمعنى الذي يُفهم منه اليوم؛ أيّ بما يشير إليه الأمر من ظلم وعدل، وقد تطرق له ابن القيم بقول: “ما يراه القلب بعد فكر وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب”، وقد تطورت العدالة عبر فترات زمنية طويلة وتطورت تطبيقاتها، حتى أنّ العدالة أصبحت المبدأ الأساسي لجميع المجتمعات، والمقياس الذي يُبنى عليه جميع العلاقات الإنسانية، والمرجع الأخير الذي يتمّ العودة إليه في جميع الخلافات الناشئة.

العدالة والمساواة

إن الفرق بين العدل والمساواة يظهر جليًا في مفهوم كلا المصطلحين، حيث تعرف المساواة ف اللغة على أنها: “المماثلة بين الشَّيئين، والمعادلة بينهما”، وهذا المعنى يدلّ على إزالة الفوارق بين الناس، فهم على قدرٍ من التساوي لا فرق بينهم بسبب الدين أو العرق أو الجنس أو القانون، وبالتالي فإن المساواة ترمي إلى المماثلة الكاملة بين الأشياء، أما العدل فإنه يعرف في اللغة على أنه: “نقيض الجَور وضدُّه، وهو ما قام في النفوس أنه مستقيم”، أما في الاصطلاح فهو: “هو وَضْعُ الشَّيء في موضعه الذي أمَر الله تعالى أن يُوضع” أو هو: “موازنة بين الأطراف بحيث يُعطى كلٌّ منهم حقَّه دون بَخْسٍ ولا جَوْرٍ عليه”، قال الشيخ ابن عثيمين: “أنَّ دين الإسلام دين العدل، وهو الجَمْع بين المتساويين، والتَّفريق بين المفتَرِقَين”، وبالتالي فإن الفرق بين العدل والمساواة أن العدل يشمل المساواة والعكس غير صحيح.

كذلك الدين الإسلامي هو دين عدلٍ وليس مساواة؛ وذلك لأن العدل يقضي إلى الموازنة بين الأطراف وإعطاء كل ذي حقٍ حقه دون زيادة أو نقصان، وفي ذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “من النَّاس مَنْ يستعمل بدل العدل: المساواة وهذا خطأ، فلا يُقال: مساواة؛ لأنَّ المساواة قد تقتضي التَّسوية بين شيئين، والحِكْمَةُ تقتضي التَّفريق بينهما”، وأخيرًا من الممكن القول أن الفرق بين العدل والمساواة هو أن مصطلح العدل أشمل وأعم من مصطلح المساواة، كما إن العدل هو ضابط المساواة، فمن العدل أن تأخذ المرأة نصف ميراث الرجل؛ والسبب في ذلك أنه يقع على عاتق الرجل العديد من الالتزامات كالنفقة والمهر وإلى غير ذلك، على غرار المرأة فلا تحمل أي شيءٍ من هذه المسؤوليات.

مفهوم العدالة في الإسلام

لقد بُعث الدين الإسلامي معزًِّا لثقافة الأخلاق التي كان يمتاز بها العرب قديمًا، ومقوِّمًا لما اعوجَّ منها بسبب العادات الجاهلية، ومما حضَّ الإسلام عليه من الصفات صفة العدل؛ تلك الصفة التي كانت تشريفًا لمن اكتسبها، وتعظيمًا لمن حاز عليها، لذلك فإنَّ مفهوم العدل في الإسلام هو من المفاهيم التي لا بدَّ من توضيحها بشكل مفصَّل، فلا يكون العدل عدلًا إلّا عند العدل في الحقوق والواجبات، وإعطاء كلّ ذي حقٍ حقه، ولا يكون ذلك في المساواة أبدًا؛ وذلك لأنَّ المساواة تختلف بشكلٍ كبيرٍ عن العدل، إذ إنّ المساواة تكمن في توزيع نفس الواجبات على الجميع، دون النظر في قدراتهم، وذلك مما لا يصح؛ لأنَّ الختلاف بيِّنٌ بين الناس، مثل أن يُطلب من الجميع أن يُزكوا عن أموالهم جميعًا كل فردٍ بألف دينارٍ كل سنة، فذلك مما لا يصح ولا يجوز؛ لأنَّ الأصل في هذه القاعدة هي العدل، وليس المساواة فقد يوجد الفقير ويوجد الغني، لذلك وضع الإسلام قاعدة الزكاة عن طريق عمليةٍ رياضية يحسب بها المرء أمواله ويعرف ما يكون عليه.

والعدل ضده الظلم والجور، حيث قال -تعالى- في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}،[٣] لذلك لا بُدّ للمرء من أن يكون عادلًا مع جميع الناس، حتى مع نفسه أيضًا؛ لأنّ كلَّ حقٍ في الأرض إن لم يؤخذ في وقته سيؤديه المرء رغمًا عنه يوم العرض الأكبر؛ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم، وفي ذلك تفصيلٌ لمفهوم العدل في الإسلام.

مفهوم العدالة الاجتماعية

العدالة الاجتماعية هي نظام اقتصادي واجتماعي يهدف إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع. تسمى أحياناً العدالة المدنية، وتصف فكرة المجتمع الذي تسود فيه العدالة في كافة مناحيه، بدلاً من انحصارها في عدالة القانون فقط. بشكل عام، تفهم العدالة الاجتماعية على أنّها توفير معاملة عادلة وحصة تشاركية من خيرات المجتمع.

العدالة الاجتماعية تشكل مادة خصبة للنقاش في السياسة، والدين، ومحددات المجتمع المتحضر. من وجهة نظر اليسار، تتمثل العدالة الاجتماعية في النفعية الاقتصادية، وإعادة توزيع الدخل القومي، وتكافؤ الفرص، وغيرها من أمارات المجتمع المدني. أما من وجهة نظر اليمين، فهي متناقضة في ما بينها ومبهمة لكونها على تحتوي على هيكل محدد لما هو عادل اجتماعياً.

العدالة

العدالة هي مفهوم تعني عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر، وهي رؤية إنسانیة للمحيط الذي يعيش فیه‌ کل فرد شرط أن ینظم هذه‌ الرؤیة قانون وضعي یشارك فی صياغتها الکل بعيدا عن التحکم. والعدالة عكس الظلم والجور والتطرف، أهداف العدالة الانصاف والمساواة والتوازن وعدم التعدي وحماية المصالح الفردية والعامة وهي مفهوم أخلاقي يقوم على الحق والأخلاق، والعقلانية، والقانون، والقانون الطبيعي والإنصاف. نظريات العدالة لا تختلف اختلافا كبيرا من مجتمع إلى آخر ولكن تطبيق مفاهيمها يختلف وعند اختلاف المفاهيم لا يمكن أن تتواجد العدالة فالعدالة هي القوانين الطبيعية التي وجدت مع وجود الكون وتحقيقها فيما يتعلق بالبشر يرتبط بمدى ادراكهم وفهم للرسالات السماوية التي توضح ما أراد منهم خالقهم.

فان العدالة سبب تعايش الفقير والثري في مجتمع واحد وهي حق يتمتع به الفقير والثري وليس بالضرورة لتحقيقها في المجتمع أن يطبق القوانين الموجودة في المحاكم لأنها من صنع البشر وتخدم مصالح الأقوى ومصلحة من يضعها.فالقانون يختلف عن العدالة بان العدالة هي القانون الإلهي اما القانون فهو من صنع البشر وقد ينسجم مع العدالة وقد لاينسجم معها.

تعتبر العدالة قاعدة اجتماعية أساسية لإستمرار حياة البشر مع بعضهم البعض، فالعدالة محور أساسي في الأخلاق وفي الحقوق وفي الفلسفة الاجتماعية وهي قاعدة تنطلق منها بحوث إيجاد المقاييس والمعايير الأخلاقية والقانونية.

السابق
دواء جوسوي لانزوتيك – JOSWE Lanzotec لعلاج قرحة الأثني عشر النشطة
التالي
دواء جوسوي كوكسيت – JOSWE coxit يستخدم كمخفف للألم الحاد

اترك تعليقاً