أمراض

مرض السرطان

السرطان (cancer)

هو مصطلح طبّي يشمل مجموعة واسعة من الامراض التي تتميز بنموّ غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

مرض السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم الغربي، لكن احتمالات الشفاء من مرض السرطان آخذة في التحسن باستمرار في معظم الأنواع، بفضل التقدم في أساليب الكشف المبكر عن السرطان وخيارات علاج السرطان.

الوقاية من مرض السرطان

من المحتمل أن تستمع إلى تقارير متضاربة بشأن الوقاية من السرطان. وفي بعض الأحيان، يمكن تقديم نصيحة تخالف نصيحة أخرى مُوصى بها في إحدى الدراسات حول الوقاية من السرطان.

وفي أحوال كثيرة، لا تزال المعلومات المعروفة حول الوقاية من السرطان تتطور. ومع ذلك، فإن فرص الإصابة بالسرطان التي تتأثر باختيارات أسلوب الحياة التي يختارها الإنسان من الآراء المقبولة.

ولذلك، في حالة الاهتمام بالوقاية من السرطان، يمكن الاستفادة من حقيقة أن التغيرات البسيطة على أسلوب الحياة يمكن أن تحدث فرقًا إيجابيًا. يمكن مراعاة النصائح التالية حول الوقاية من السرطان:

1. تجنب استخدام التبغ
إن استخدام أي نوع من أنواع التبغ يضعك في مسار تصادمي مع السرطان. رُبِط التدخين بأنواع مختلفة من السرطان -ويشمل ذلك سرطان الرئة والفم والحلق والحنجرة والبنكرياس والمثانة وعنق الرحم والكُلى. رُبِط مضغ التبغ بسرطان تجويف الفم والبنكرياس. حتى إذا كنتَ لا تستخدم التبغ، فإن التعرُّض للتدخين غير المباشر قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

يُعَد تجنُّب التبغ -أو اتخاذ قرار بالتوقف عن استخدامه- جزءًا مهمًّا من الوقاية من السرطان. إذا كنتَ بحاجة إلى المساعدة في الإقلاع عن التدخين، فاسأل طبيبك عن منتجات الإقلاع عن التدخين وغيرها من الاستراتيجيات للإقلاع عن التدخين.

2. اتباع نظام غذائي مفيد لصحتك
على الرغم أن الاختيارات الصحية عند شراء البقالة وفي أوقات تناوُل الطعام لا يُمكن أن تضمَن الوقاية من السرطان، فإنها قد تحدُّ من ذلك الخطر. ينبغي مُراعاة الإرشادات التالية:

تناوُل كمية كبيرة من الفواكه والخضروات. اجعل نظامك الغذائي مُرتكزًا على الفواكه والخضراوات والأطعمة الأخرى من المصادر مثل الحبوب الكاملة والبقوليات.
تجنَّب السِّمنة. اجعل نظامك الغذائي أخفَّ وأقلَّ دهونًا من خلال اختيار أطعمةٍ أقلَّ سُعرات حرارية بما في ذلك السُّكر المُكرر والدهون من المصادر الحيوانية.
إذا اخترت تناوُل الكحوليات، فتناولها باعتِدال تزداد خطورة الإصابة بالأنواع المُختلفة للسرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقَولون والرئة والكُلى والكبد، بزيادة كمية الكحول المُتناوَلة وطول المدَّة الزمنيَّة التي كان يتمُّ فيها تناوُل الكحول بانتِظام.
قَلِّل تناوُل اللحوم المُعالَجة. خلُص تقرير من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي وكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن تناوُل كميات كبيرة من اللحوم المُعالَجة قد يزيد قليلاً من خطر الإصابة بأنواع مُحدَّدة من السرطان.
بالإضافة إلى ذلك، قد تقلُّ الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللاتي يتَّبِعن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي ويَستكمِلنَه بزيت الزيتون البكر الخالِص ومزيج من المكسرات. يركز نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي بشكل أكبر على الأطعمة القائمة على النباتات؛ مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. يفضل الأشخاص الذين يتَّبِعون النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط اختيار الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون عوضًا عن الزبدة، والأسماك عوضًا عن اللحوم الحمراء.

3. حافظ على وزن صحي للجسم ومارس الرياضة بانتظام.
قد يخفض الحفاظ على الوزن الصحي للجسم من مخاطر إصابتك بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والقولون والكلى.

وكذلك بالنسبة للأنشطة البدنية أيضًا. ففضلًا عن أنها تساعدك على التحكم في الوزن، فإنها بمفردها قد تخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون.

يحصل البالغون الذين يبذلون أي قدر من النشاط البدني على بعض الفوائد الصحية. ولكن للتمتع بالفوائد الصحية الأساسية، احرص على ممارسة الأنشطة الهوائية المتوسطة فيما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًّا أو الأنشطة الهوائية الشاقة لمدة 75 دقيقة أسبوعيًّا. كما يمكنك أيضًا الجمع بين التمارين المتوسطة والشاقة. وحدد هدفًا عامًا يشمل إدراج 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني في روتينك اليومي ويُفضل زيادة هذه المدة قدر المستطاع.

4. حماية نفسك من الشمس
يعد سرطان الجلد واحدًا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وواحدًا من أكثر الأنواع القابلة للوقاية. جَرِّب النصائح التالية:

تجنب شمس منتصف اليوم. ابتعد عن الشمس فيما بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، حيث تكون أشعة الشمس أقوى ما يمكن.
البقاء في الظل. عندما تكون بالخارج، ابق في الظل قدر الإمكان. كما تساعد النظارات الشمسية والقبعات عريضة الحافة.
تغطية المناطق المكشوفة. ارتدِ ملابس فضفاضة منسوجة بإحكام تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد. تجنب الألوان الساطعة، أو الداكنة التي تعكس الإشعاع فوق البنفسجي أكثر من القطن ذي الألوان الفاتحة، أو أبيض اللون.
لا تنس استخدام واقي الشمس. استخدم واقيًا من الشمس واسع النطاق ذا عامل حماية من أشعة الشمس بدرجة 30 على الأقل، حتى فى الأيام الملبدة بالغيوم. ضع واقي الشمس بكمية كبيرة، وأعد وضعه كل ساعتين، أو أكثر إذا كنت تسبح، أو تتعرق.
تجنب أسرّة التسمير، والمصابيح الشمسية. حيث تعد مضرة بقدر أشعة الشمس الطبيعية.

5. يجب أن تتلقى لقاحًا
تتضمن الوقاية من السرطان الحماية من حالات عدوى فيروسية معينة. تحدث إلى الطبيب بشأن التطعيم ضد:

الالتهاب الكبدي الوبائي ب. يمكن أن يزيد التهاب الكبد B من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ويُوصى بلقاح التهاب الكبد B للبالغين التي تحيط بهم مخاطر عالية — مثل الأشخاص البالغين الذين ينخرطون في علاقات جنسية متعددة، والمصابين بالعدوى المنقولة جنسيًّا، والذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، والرجال الذين يمارسون الجماع مع غيرهم من الرجال، وعمال الرعاية الصحية والسلامة العامة الذين قد يكونون عرضة للدم أو سوائل الجسم الملوثة.
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). هو فيروس منقول جنسيًّا يمكن أن يؤدي إلى سرطان عنق الرحم والسرطانات الأخرى التي تصيب الأعضاء التناسلية وكذلك سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة. يُنصَح باستخدام لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للبنات والبنين من عمر 11 و12 عامًا. اعتمدت مؤخرًا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام لقاح جارداسيل 9 للذكور والإناث بين 9 و45 عامًا.

6. تجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر
يُعَد تجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعدوى، والتي بدورها قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، من الأساليب الفعالة الأخرى للوقاية من السرطان. على سبيل المثال:

ممارسة الجنس الآمن. قلِّل من عدد شركاء العَلاقات الجنسية، واستخدم الواقي الذكري عند ممارسة الجنس. كلما زاد عدد شركاء العلاقات الجنسية في حياتك، زادت احتمالية إصابتك بالعدوى المنقولة جنسيًّا مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). يكون الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الإيدز (AIDS) أكثر عُرضةً لخطر الإصابة بسرطان الشرج والكبد والرئة. غالبًا ما يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بسرطان عنق الرحم، ولكنه قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الشرج والقضيب والحلق والفرج والمهبل.
عدم مشاركة الإبر. يمكن أن تؤدي مشاركة الإبر مع الأشخاص الذي يأخذون الأدوية عن طريق الحقن بالوريد إلى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، بالإضافة إلى التهاب الكبد B والتهاب الكبد C — الذي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. إذا كنت قلِقًا بشأن سوء استخدام تنازل الدواء أو الإدمان، فاسعَ للحصول على مساعدة المتخصصين.

7. احصل على الرعاية الطبية
من الممكن أن تزيد الاختبارات الذاتية والفحوصات المنتظمة للتحقق من الإصابة بأنواع متنوعة من السرطان مثل سرطان الجلد والقولون والعنق والثدي من فرص اكتشافك للسرطان مبكرًا، عندها يكون نجاح العلاج هو الأكثر ترجيحًا. اسأل طبيبك عن أفضل جدول لفحص السرطان بالنسبة لك.

بحث كامل عن مرض السرطان

السرطان هو مرضٌ يظهر نتيجةً لنمو خلايا غير طبيعيةٍ بشكلٍ غير محدودٍ وغير مُسيطٍر عليه في الجسم، حيث تهاجم الخلايا المجاورة أو البعيدة عنها وتدمرها، ويصيب هذا المرض جميع أعضاء الجسم إذا لم يتم اكتشافه و القضاء عليه، كما لا يميز بين فئةٍ عمريةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ، وحتّى الجنين في بطن أمّه، وسنذكر في هذا المقال عن: أنواعه، وأسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه.

أنواع مرض السرطان

سرطان حميد: لا ينتشر في الجسم، بسبب النسيج المغلّف به، ولا يظهر مرّةً أخرى عند إزالته.

سرطان خبيث: ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويتكاثر، وينمو بشكلٍ غير طبيعيّ، وبشكلٍ سريع وكبيرٍ جداً، وعند إزالته يعود للجسم مرّةً أخرى.

أسباب الإصابة بمرض السرطان

  • أسباب وراثية، حيث ينتقل المرض عبر الجينات المصابة.
  • الإصابة بخللٍ في هرمونات الجسم.
  • التعرّض المباشر لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية بشكلٍ كبيرٍ ومستمرٍ.
  • الإصابة بدودة البلهارسيا، فهي تسببه في الكبد والمثانة.
  • الإفراط في تناول المخدرات، والكحوليات باستمرار.
  • التعرّض للمواد الكيميائيّة، إمّا عن طريق تناول الطعام الذي يحتوي على المواد الحافظة بكثرةٍ، أو بسبب حفظ الطعام وهو ساخنٌ في الأوعية البلاستيكيّة.
  • التعرّض للمبيدات الحشريّة ومواد التنظيف.
  • التدخين بشكلٍ كبير ولمدّةٍ طويلةٍ.
  • التعرّض للسموم كالمعادن، والبنزين، ومواد البناء كالأسبستوس وغيرها.
  • تناول المواد المعلبة والمأكولات السريعة بشكلٍ كبير.
  • التعرّض للأشعة الناتجة من الهواتف الخلوية.
  • الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائيّ.
  • التقدّم في السن. التلوث البيئيّ بمختلف أنواعه وأشكاله.
  • الإصابة ببعض الأمراض التي تقلّل المناعة في الجسم مثل: مرض الإيدز.

أعراض مرض السرطان

تختلف أعراض مرض السرطان باختلاف نوعه، ومكان الإصابة به، ومن أهمها:

  • خسارة الوزن بشكلٍ كبيرٍ.
  • كثرة التبوّل، والإحساس بحرقة كبيرة أثناءه.
  • صعوبة البلع، والإصابة بعسر الهضم.
  • صعوبة التئام الجروح والتقرحات.
  • ظهور كتلٍ في أجزاء الجسم المختلفة.
  • سعالٌ مصحوبٌ بدم.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • تعرّق الجسم بشكلٍ كبيرٍ.
  • التعب والإرهاق المستمر.
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة في التنفس.
  • تغيّر لون الجلد وشكله.

علاج مرض السرطان

العلاج الجراحيّ: عن طريق إجراء عمليةٍ جراحيةٍ يتمّ فيها استئصال الورم أو الجزء المصاب. العلاج الإشعاعيّ: ويتمّ عن طريق تسليط الأشعة على المنطقة المصابة به؛ لقتل الخلايا السرطانيّة أو تقليص حجمها.

العلاج الكيميائيّ: عن طريق أخذ العقاقير والأدوية المناسبة، وتُؤخذ عن طريق الحبوب أو الإبر. العلاج الموجّه: عن طريق استخدام مواد غير طبيعيةٍ من مواد معينةٍ ومحدّدةٍ من البروتين الذي تتكوّن منه خلايا السرطان. العلاج عن طريق زرع النخاع الشوكيّ.

علاج مرض السرطان

هناك العديد من الطرق العلاجيّة المُستخدمة في علاج السرطان، إذ تتطلب بعض الحالات استخدام نوع واحد من العلاج بينما تتطلب حالات أخرى استخدام مجموعة من العلاجات، وفي الحقيقة يعتمد علاج السرطان على العديد من العوامل، بما في ذلك نوع السرطان ومدى تقدّمه، وفيما يلي بيان لأبرز الطرق العلاجيّة المُتبعة للسيطرة على مرض السرطان.

 العلاج الجراحي

تقوم الجراحة في مبدئها على استئصال الورم السرطانيّ من جسم الإنسان على يديّ طبيب جرّاح، ويوجد العديد من الطُرق الجراحيّة المختلفة التي يمكن استخدامها في هذه الحالة، بما في ذلك الجراحة البردية (بالإنجليزية: Cryosurgery)، أو الليزر، أو التّعريض للحرارة المفرطة، أو العلاج الضوئي الديناميكيّ (بالإنجليزية: Photodynamic Therapy)، وفي ما يلي بيان لبعض أنواع الجراحة المستخدمة في علاج السرطان:

الجراحة المفتوحة: (بالإنجليزية: Open surgery)، يقوم الطبيب الجرّاح خلال هذا النوع من الجراحة بعمل شق كبير لإزالة الورم، كما يقوم بإزالة بعض الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، وبعض العقد الليمفاويّة أيضاً.

جراحة طفيفة التوغل: (بالإنجليزية: Minimally invasive surgery)، يقوم الطبيب الجرّاح خلال هذا النوع من الجراحة بعمل بضع جروح صغيرة بدلاً من جرح واحد كبير، ومن ثمّ يتمّ إدخال منظار (بالإنجليزية: Laparoscope) في أحد الجروح الصغيرة، والمنظار هو عبارة عن أنبوب رفيع طويل مزوّد بكاميرا صغيرة؛ إذ تُساهم الكاميرا في عرض صور لداخل الجسم على جهاز العرض وهذا ما يسمح للطبيب بالرؤية والمُتابعة، ومن ثمّ يتمّ إدخال أدوات جراحة خاصة من خلال الجروح الصغيرة الأخرى لإزالة الورم وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النّوع من الجراحة يستغرق وقتاً أقل للتّعافي مقارنة بالجراحة المفتوحة.

العلاج بالإشعاع: (بالإنجليزية: Radiation therapy) يعتمد العلاج بالإشعاع على استخدام جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانيّة وتقليص حجم الأورام، إذ يعمل الإشعاع على إتلاف الحمض النوويّ الخاص بالخلايا السرطانيّة وبالتالي إبطاء نموّها، أو القضاء عليها، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج الإشعاعيّ لا يقتل الخلايا السرطانيّة على الفور إذ إنّ الأمر قد يستغرق الخضوع للعلاج فترة أيام أو أسابيع لإحداث ضرر في الحمض النوويّ لدرجة كافية لقتل الخلايا السرطانيّة، وفي الحقيقة يستمرّ موت الخلايا السرطانيّة لمدّة تصل إلى عدّة أسابيع أو أشهر بعد انتهاء العلاج الإشعاعيّ، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين رئيسيين من العلاج الإشعاعيّ المستخدم في علاج السرطان؛ وفيما يلي بيان لكلٍ منهما:

العلاج الإشعاعيّ الخارجي: (بالإنجليزية: External Beam Radiation Therapy)، يتمّ في هذا النوع من العلاج استخدام جهاز يوجّه الإشعاع على منطقة السرطان من خارج الجسم، إذ يتحرّك الجهاز حول الجسم دون لمسه لتوجيه الإشعاع في عدّة اتّجاهات مختلفة.

العلاج الإشعاعيّ الداخلي: (بالإنجليزية: Internal Radiation Therapy)، يتمّ في هذه الحالة وضع مصدر الإشعاع داخل الجسم، ويكون عبارة عن جسيمات سائلة أو صلبة.

العلاج الكيميائي يعتمد العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy) على استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانيّة، إذ يقوم هذا العلاج في مبدئه على إيقاف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانيّة التي تتميّز بسرعة انقسامها، كما يساعد استخدام العلاج الكيميائيّ على تقليل فرصة عودة نمو الورم، وتخفيف أعراضه، وتقليص حجمه، ويُمكن إعطاء هذا النّوع من العلاجات بطرق عدّة؛ منها عن طريق الفم، أو الوريد، أو الحقن في أجزاء أخرى من الجسم، ويُمكن استخدامها موضعيّاً في بعض الحالات بحيث يأتي العلاج على شكل كريم ويُفرك على الجلد.

 العلاج المناعي يُعتبر العلاج المناعيّ (بالإنجليزية: Immunotherapy) أحد أنواع العلاجات البيولوجيّة الذي يعتمد على استخدام مواد مصنوعة من الكائنات الحيّة لعلاج السرطان، ويقوم مبدأ العلاج المناعيّ على مساعدة جهاز المناعة على محاربة السرطان، ويُقسم العلاج المناعيّ من حيث آلية عمله في علاج مرض السرطان إلى نوعين رئيسيين، يقوم إحداهما على مساعدة الجهاز المناعيّ على مهاجمة الخلايا السرطانيّة بشكلٍ مباشر، أمّا النوع الأخرى فيقوم على تعزيز مناعة الجسم بشكلٍ عام ممّا يساعد على القضاء على الخلايا السرطانيّة.

 العلاج الموجّه يُعتبر العلاج الموجّه (بالإنجليزية: Targeted Therapy) أساس الطب الدقيق (بالإنجليزية: Precision Medicine)، ويقوم مبدأ هذا العلاج على استهداف التغييرات التي تطرأ على الخلايا السرطانيّة والتي تُساعدها على النّمو، والانقسام، والانتشار، ويوجد نوعين رئيسيين من العلاج الموجّه، وفيما يلي بيان لكل نوعٍ منهما:

 أدوية جزيئيّة صغيرة: (بالإنجليزية: Small-molecule drugs)، تُستخدم هذه الأدوية عندما يكون الهدف موجوداً داخل الخلية إذ إنّ جزئيات هذه الأدوية تكون صغيرة بما يكفي للسمّاح لها بدخول الخلية بسهولة.

الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: (بالإنجليزية: Monoclonal antibodies) لا تستطيع هذه الأدوية الدخول إلى داخل الخلايا بسهولة، لذلك يتمّ استخدامها لكي تشكّل ارتباطاً مع أهداف مُحدّدة تكون موجودة على السطح الخارجي للخلايا السرطانيّة. العلاج الهرموني يقوم مبدأ العلاج الهرمونيّ (بالإنجليزية: Hormone therapy) على إبطاء أو إيقاف نمو بعض أنواع السرطان التي تحتاج إلى أحد أنواع الهرمونات للنّمو، وبالإضافة إلى استخدام هذا النّوع من العلاجات بهدف القضاء على السرطان يمكن استخدامه للمساعدة على تخفيف الأعراض المصاحبة للسرطان، ويُمكن إعطاء العلاج الهرمونيّ بطرق عدّة بما في ذلك عبر الفم، أو عن طريق الحقن.

 زراعة الخلايا الجذعية يقوم مبدأ زراعة الخلايا الجذعيّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على استرجاع الخلايا الجذعيّة المكوّنة للدم لدى الأشخاص الذين تدمرت لديهم هذه الخلايا نتيجة الخضوع لجرعات عالية جداً من العلاج الكيميائيّ أو الإشعاعيّ المُستخدم في علاج بعض أنواع السرطان، وفيما يتعلّق بأنواع زراعة الخلايا الجذعيّة المُستخدمة في حالات السرطان فتوجد ثلاثة أنواع رئيسيّة، وفيما يلي بيان لكلٍ منها:

ذاتيّة المنشأ: (بالإنجليزية: Autologous)، في هذه الحالة يتمّ أخذ الخلايا الجذعية المّراد زراعتها من المريض نفسه. خيفية: (بالإنجليزية: Allogeneic)، في هذه الحالة يتمّ أخذ الخلايا الجذعيّة المراد زراعتها للمريض من شخص آخر.

مُسانِج: (بالإنجليزية: Syngeneic)، في هذه الحالة تُؤخذ الخلايا الجذعية المّراد زراعتها للمريض من توأمه المُطابق؛ في حال كان للشخص توأماً.

بحث عن مرض السرطان

حقائق رئيسية
السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم وقد حصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص، وتُعزى إليه وفاة واحدة تقريباً من أصل 6 وفيات على صعيد العالم.
تُمنى البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل بنسبة 70% تقريباً من الوفيات الناجمة عن السرطان.
تحدث ثلث وفيات السرطان تقريباً بسبب عوامل الخطر السلوكية والغذائية الخمسة التالية: ارتفاع منسب كتلة الجسم وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف وقلّة النشاط البدني وتعاطي التبغ والكحول.
يمثّل تعاطي التبغ أهم عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان، وهو المسؤول عن ما يقارب 22% من وفيات السرطان.(2)
الالتهابات المسبّبة للسرطان، مثل التهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري، مسؤولة عن نسبة تصل إلى 25% من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل(3).
من الشائع ظهور أعراض السرطان في مرحلة متأخرة وعدم إتاحة خدمات تشخيصه وعلاجه. ولم تُفِد في عام2017 سوى نسبة 26% من البلدان المنخفضة الدخل بأن خدمات علوم الأمراض متاحة لديها عموماً في القطاع العام، فيما زادت على 90% نسبة البلدان المرتفعة الدخل التي أفادت بإتاحة خدمات العلاج لديها مقارنة بنسبة قلّت عن 30% من البلدان المنخفضة الدخل التي أفادت بذلك.
(أثر السرطان على الاقتصاد كبير وآخذ في الزيادة، وأشارت التقديرات إلى أن إجمالي التكاليف الاقتصادية السنوية التي تُكبِّدت عنه في عام 2010 بلغ نحو 1.16 تريليون دولار أمريكي)4.
(لا يمتلك سوى بلد واحد من أصل خمسة بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل ما يلزم من بيانات لدفع عجلة رسم سياسات مكافحة السرطان)5.
السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم. ويُشار إلى تلك الأمراض أيضاً بالأورام الخبيثة والخراجات. ومن السمات التي تطبع السرطان التولّد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة ومن ثم اقتحام أجزاء الجسم المتاخمة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويُطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة، وتمُثّل النقائل أهمّ أسباب الوفاة من جرّاء السرطان.

المشكلة المطروحة
السرطان سبب رئيسي للوفاة في العالم وقد حصد في عام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص. وفيما يلي أنواع السرطان الأكثر شيوعاً التي تسبب الوفاة:

سرطان الرئة (1.69 million وفاة)
سرطان الكبد (000 788 وفاة)
سرطان القولون والمستقيم (000 774 وفاة)
سرطان المعدة (000 754 وفاة)
سرطان الثدي (000 571 وفاة)

ما العوامل المسبّبة للسرطان؟
ينشأ السرطان عن تحوّل الخلايا العادية إلى أخرى ورمية في عملية متعدّدة المراحل تتطور عموماً من آفة محتملة التسرطن إلى أورام خبيثة. وهذه التغيّرات ناجمة عن التفاعل بين عوامل الفرد الجينية وثلاث فئات من العوامل الخارجية، ومنها ما يلي:

العوامل المادية المسرطنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤيّنة؛
والعوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكوّنات دخان التبغ والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والزرنيخ (أحد ملوّثات مياه الشرب)؛
والعوامل البيولوجية المسرطنة، مثل أنواع العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.
وتحتفظ المنظمة بتصنيف للعوامل المسرطنة من خلال وكالتها المعنية ببحوث السرطان، أي الوكالة الدولية لبحوث السرطان.

ويُعدّ التشيّخ من العوامل الأساسية الأخرى للإصابة بالسرطان الذي ترتفع معدلاته بشكل كبير مع التقدّم في السن، ومن المُرجّح أن يُردّ ذلك إلى زيادة مخاطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان مع التشيّخ. ويقترن تراكم مخاطر الإصابة بالسرطان بميل فعالية آليات إصلاح الخلايا إلى الاضمحلال كلّما تقدم الشخص في السن.

عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان
تعاطي التبغ والكحول واتباع نظام غذائي غير صحي وقلّة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، وهي أيضاً عوامل الخطر الأربعة المشتركة المرتبطة بالإصابة بأمراض غير سارية أخرى.

وتمثّل بعض الالتهابات المزمنة عوامل خطر للإصابة بالسرطان وهي تكتسي أهمية كبرى في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل. وقد نجمت نسبة 15% من أنواع السرطان التي شُخِّصت في عام 2012 عن الإصابة بالتهابات مسرطنة، ومنها جرثومة الملوية البوابية وفيروس الورم الحليمي البشري وفيروسا التهاب الكبد B و C وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس إبشتاين – بار3.

أمّا الإصابة بفيروسي التهاب الكبد B و C وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري فتزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد وعنق الرحم على التوالي، فيما تسفر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري عن زيادة خطورة الإصابة بسرطانات من قبيل سرطان عنق الرحم زيادة كبيرة.

الحد من عبء السرطان
يمكن حالياً الوقاية من نسبة تتراوح بين 30 و50% من حالات السرطان بوسائل من قبيل تلافي عوامل الخطر المرتبطة بالمرض وتنفيذ الاستراتيجيات القائمة المسندة بالبيّنات للوقاية منه، كما يمكن الحد من عبء السرطان من خلال الكشف عنه في مراحل مبكّرة والتدبير العلاجي لحالات المصابين به. وتزيد حظوظ الشفاء من العديد من السرطانات إذا ما كُشِف عنها في مراحل مبكّرة وعُولِجت كما ينبغي.

تغيير عوامل الخطر وتلافيها
تغيير عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالمرض أو تلافيها يقلل من عبء السرطان، ومنها مايلي:

تعاطي التبغ، بما فيه تدخين السجائر والتبغ العديم الدخان
فرط الوزن والسمنة
اتباع نظام غذائي غير صحي ينطوي على تناول كمية قليلة من الخضر والفواكه
قلّة النشاط البدني
تعاطي الكحول
عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المنقولة عن طريق الجنس
العدوى بفيروس التهاب الكبد B أو بغيره من حالات العدوى المسرطنة
الإشعاع المؤيّن والأشعة فوق البنفسجية
تلوّث الهواء في المناطق الحضرية
التعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل الأماكن المغلقة.
ويمثّل تعاطي التبغ أهم عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان، وهو المسؤول عن 22% من الوفيات الناجمة عن السرطان عالمياً

تطبيق استراتيجيات الوقاية
يمكن وقاية الناس من السرطان عن طريق ما يلي:

زيادة تجنّب عوامل الخطر المذكورة أعلاه؛
التطعيم ضدّ فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد B؛
السيطرة على الأخطار المهنية؛
التقليل من التعرّض للأشعة فوق البنفسجية؛
التقليل من التعرّض للأشعة المؤيّنة (التصوير بالأشعة لأغراض التشخيص المهني أو الطبي).
وقد يحول التطعيم ضدّ فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد B دون وقوع مليون حالة سرطان سنوياً3.

الكشف المبكّر عن السرطان
يمكن الحد من وفيات السرطان إذا ما كُشِف عنه وعُولِج في مراحل مبكّرة، وفيما يلي عنصرا الكشف عن حالاته مبكّراً:

التشخيص المبكّر
من المُرجّح أن يستجيب السرطان للعلاج الفعال إذا ما كُشِف عنه في وقت مبكّر، وأن يؤدي إلى زيادة احتمال بقاء المصابين به على قيد الحياة وإلى تقليل معدلات المراضة الناجمة عنه وعلاجه بتكاليف أقل. ويمكن إدخال تحسينات كبيرة على حياة المرضى المصابين بالسرطان عن طريق الكشف عنه مبكّراً وتجنب تأخير رعايتهم.

وفيما يلي 3 خطوات يشملها التشخيص المبكّر يجب دمجها وتطبيقها في الوقت المناسب:

التوعية وإتاحة الرعاية
تقييم السرطان من الناحية السريرية وتشخيصه وتقدير مرحلة انتشاره
إتاحة العلاج
والتشخيص المبكر مهم في جميع المواضع وفيما يخص معظم أنواع السرطان. وفي ظل غياب التشخيص المبكر، فإن المرضى لا يخضعون للتشخيص إلا في مراحل متأخرة قد لا يكون فيها العلاج الشافي خياراً متاحاً أمامهم بعد ذلك. ويمكن وضع برامج تقلّل حالات التأخير في الحصول على الرعاية وتذلّل العقبات التي تعترض سبيل الحصول عليها لإتاحة المجال أمام المرضى لكي يحصلوا على العلاج في الوقت المناسب.

الفرز
الغرض من الفرز هو الكشف عن حالات شاذة توحي بوجود أنواع معيّنة من السرطان أو حالات سابقة للسرطان لدى الأفراد الذين لا يبدون أية أعراض للإصابة بها وإحالتهم بسرعة إلى المرافق المعنية بتشخيص حالاتهم وعلاجها.

ويمكن أن تكون برامج الفرز فعالة فيما يتعلق بأنواع محدّدة من السرطان عندما يُلجأ إلى إجراء اختبارات مناسبة ومضمونة الجودة وتنفيذها بفعالية وربطها بخطوات أخرى تُتبع في إطار عملية الفرز. وعموماً فإن برامج الفرز هي من تدخلات الصحة العمومية الأكثر تعقيداً بكثير من التشخيص المبكر.

وفيما يلي أمثلة على أساليب الفرز:

الفحص البصري باستخدام حمض الأسيتيك لفرز سرطان عنق الرحم في الأماكن القليلة الدخل؛
واختبار فيروس الورم الحليمي البشري لفرز سرطان عنق الرحم؛
واختبار لطاخة بابانيكولاو لفرز سرطان عنق الرحم في الأماكن المتوسطة الدخل وتلك المرتفعة الدخل؛
تصوير الثدي بالأشعة لفرز سرطان الثدي في الأماكن التي لديها نظماً صحية متينة أو متينة نسبياً.
العلاج
إن التشخيص الصحيح للسرطان ضروري لعلاجه كما ينبغي وبفعالية، لأن كل نوع من انواع السرطان يتطلب نظام علاج خاص يشمل أسلوباً واحداً أو أكثر من أساليب العلاج، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. ويعدّ تحديد الأهداف المنشودة من العلاج والرعاية الملطّفة من أولى الخطوات المهمة في هذا المضمار، وينبغي دمج الخدمات الصحية وتقديمها على نحو تركّز فيه على الناس بقصد أن تفضي عموماً إلى شفاء المرضى أو إطالة أعمارهم بشكل كبير. كما أن تحسين نوعية حياتهم هدف مهم يمكن بلوغه عن طريق توفير الرعاية الداعمة او الملطفة والدعم النفسي الاجتماعي.

فرص الشفاء من أنواع السرطان التي يُكشف عنها في مراحل مبكّرة
ترتفع معدلات الشفاء من بعض أكثر أنواع السرطان شيوعاً، مثل سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان الفم وسرطان القولون والمستقيم، عندما يُكشف عنها في مراحل مبكّرة وتُعالج بالاستناد إلى أفضل الممارسات المُتبعة في هذا المجال.

فرص الشفاء من بعض أنواع السرطان الأخرى
ترتفع معدلات الشفاء من بعض أنواع السرطان من قبيل أورام القنوات المنوية الخصوية وأنواع سرطان الدم وأورام الغدد اللمفاوية التي تصيب الأطفال حتى في حال انتشار الخلايا المسرطنة بأجزاء أخرى من الجسم، وذلك إذا ما زُوِّد المصابون بها بالعلاج المناسب.

الرعاية الملطّفة
الرعاية الملطّفة هي عبارة عن علاج يرمي إلى تخفيف الأعراض الناجمة عن السرطان عوضاً عن الشفاء منها، وهي رعاية يمكن أن تساعد الناس على العيش بمزيد من الراحة. والرعاية الملطّفة من الاحتياجات الإنسانية الملحّة بالنسبة إلى كل المصابين بالسرطان وغيره من الأمراض المزمنة المميتة بأنحاء العالم أجمع، وهي رعاية تمسّ الحاجة إليها بوجه خاص في الأماكن التي ترتفع فيها أعداد المرضى المصابين بالسرطان في مراحل متقدمة تقلّ فيها حظوظهم بالشفاء منه.

ويمكن بفضل الرعاية الملطّفة تخفيف المشكلات الجسدية والنفسية الاجتماعية والروحانية لدى أكثر من 90% من المرضى المصابين بالسرطان في مراحل متقدمة.

استراتيجيات الرعاية الملطّفة
لا غنى عن استراتيجيات الصحة العمومية الفعالة التي تشمل الرعاية المجتمعية والمنزلية من أجل تزويد المرضى وأسرهم في الأماكن الشحيحة الموارد بخدمات تخفيف الآلام وخدمات الرعاية الملطفة.

ومن الضروري تحسين إتاحة المورفين الفموي لغرض علاج آلام السرطان التي تتراوح بين المعتدلة والشديدة التي تعانيها نسبة تزيد على 80% من المرضى المصابين به في مرحلته النهائية.

استجابة منظمة الصحة العمومية
دشّنت المنظمة في عام 2013 خطة العمل العالمية بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها للفترة 2013- 2020 الرامية إلى خفض الوفيات المبكرة بسبب السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والأمراض التنفسية المزمنة بنسبة 25% بحلول عام 2025.

خطة العمل العالمية بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها للفترة 2013- 2020 – بالإنكليزية
وتتعاون المنظمة والوكالة الدولية لبحوث السرطان مع سائر المؤسسات التابعة للأمم المتحدة في إطار فرقة عمل الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بالوقاية من الأمراض غير المعدية (غير السارية) ومكافحتها والهيئات الشريكة على القيام بما يلي:

زيادة الالتزام السياسي بالوقاية من السرطان ومكافحته؛
وتنسيق وإجراء البحوث التي تتناول مسببات السرطان لدى الإنسان وآليات التسرطن؛
ورصد عبء السرطان (في إطار عمل المبادرة العالمية لإعداد سجلات السرطان)؛
وتحديد استراتيجيات ذات أولوية بشأن الوقاية من السرطان ومكافحته؛
واستحداث معارف جديدة ونشر القائمة منها تيسيراً لتنفيذ نهوج مسندة بالبيّنات بشأن مكافحة السرطان؛
ووضع معايير وأدوات لتوجيه عمليتي تخطيط وتنفيذ التدخلات المُنفّذة في مجالات كلّ من الوقاية من السرطان والكشف عنه في مراحل مبكّرة وتوفير خدمات العلاج منه وتزويد مرضاه بالرعاية الملطّفة التي تبقيهم على قيد الحياة؛
وتيسير إقامة شبكات واسعة بين الشركاء والخبراء في مجال مكافحة السرطان على الصعيدين العالمي والإقليمي والصعيد الوطني؛
وتعزيز النُظم الصحية على الصعيدين الوطني والمحلي من أجل تزويد مرضى السرطان بخدمات العلاج والرعاية؛
وتوفير القيادة العالمية فضلاً عن تقديم المساعدة التقنية لدعم الحكومات وشركائها في وضع وصون برامج معنية بتقديم خدمات عالية الجودة في ميدان مكافحة سرطان عنق الرحم؛
وتقديم المساعدة التقنية اللازمة لنقل أفضل الممارسات المُتبعة في مجال تنفيذ تدخلات مكافحة السرطان نقلاً سريعاً وفعالاً إلى البلدان النامية.

مقدمة عن مرض السرطان

السرطان مرض قديم بقدم البشرية، ولكن اول ملاحظات مدونة وجدت في البرديات لقدماء لمصريين.
ابوقراط هو اول من سم المرض وذلك لمشابهة الاوعية الدموية حول ااورم السرطاني لارجل سرطان البحر.
في البداية كان يعتقد ان الافراز الزائد للسائل المراري (black bile) هو المسئول عن الاصابة بالسرطان وبالتالي هذا يجعل السرطان منتشراً في كافة اجزاء الجسم (systemic) وبالتالي لا يمكن علاجه جراحياً، مع ضعف طرق العلاج الاخري. ضُحدت هذه النظرية لعدم اثبات اي علاقة للسائل المراري بالسرطان، وتثبيت ان السرطان مرض منحصر في العضو المصاب فقط في المرحلة الاولى على الاقل، وبالتالي هناك فرصة للعلاج جراحياً.

كان اكتشاف المجهر (microscope) قفزة كبيرة في تشخيص الامراض عموماً ومرض السرطان بصورة خاصّة. لقد مكَّن المجهر الباحثين من تحديد الطبيعة المجهرية للسرطان, ومن ثمَّ تصنيف الجلايا السرطانية حسب صفاتها (histology) ومراحل نموها المختلفة (staging). هذا التصنيف قاد الى تحديد انواع من السرطان المختلفة حتى في العضو الواحد. على سبيل المثال، هناك اكثر من نوع من سرطان الثدي والرئة.

كيف ياتي مرض السرطان

يتم تنظيم عملية انقسام الخلايا في الجسم من خلال إنتاج إشارات للتحكم في مقدار وعدد مرات انقسام الخلايا، ويحدث مرض السرطان نتيجة تغييرات في الجينات التي تتحكم في طريقة عمل الخلايا، وخاصة طريقة نموها وانقسامها، ولذلك يُمكن اعتبار مرض السرطان مرضاً جِينِيّاً أو وراثياً في بعض الحالات، فقد تكون التغيرات الجينية التي تسبب السرطان موروثة من أحد الوالدين أو كليهما، كما يمكن أن تنشأ أثناء حياة الشخص نتيجة للأخطاء التي تحدث أثناء انقسام الخلايا أو نتيجة تلف الحمض النووي الناجم عن التعرض لبعض المحفزات البيئية، وتتضمن هذه المحفزات على سبيل المثال لا الحصر: المواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ، والتعرض للإشعاع، مثل: الأشعة فوق البنفسجية من الشمس. ويمكن القول أن مرض السرطان ينشأ عن العديد من التغيرات الجينية التي تُعرف بالطفرات، والتي تعني أنّ الجين قد تعرض للتلف أو الفقد أو النسخ مرتين، وقد تعني الطفرات في جينات معينة أنّ الخلية ستبدأ بإنتاج الكثير من البروتينات التي تؤدي إلى تحفيز انقسام الخلية، أو قد تؤدي الطفرة إلى توقف الخلية عن إنتاج البروتينات التي تحفز انقسام الخلية، أو قد يتم إنتاج بروتينات غير طبيعية تعمل بشكل غير طبيعي، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض السرطان ينشأ نتيجة التأثير في ثلاثة أنواع رئيسية من الجينات، والتي تُعرف بمحفزات السرطان، وهي كما يلي:

 طَليعَةُ الجينِ الوَرَمِيّ: (بالإنجليزية: Proto-oncogenes)، تشارك هذه الجينات في تنظيم نمو وانقسام الخلايا الطبيعية، وتؤدي التغييرات الجينية إلى زيادة نشاط هذه الجينات، مما يسمح للخلايا بالنمو والبقاء على قيد الحياة، رغم انتهاء عمرها الافتراضي.

الجينات الكابحة للورم: (بالإنجليزية: Tumor suppressor genes)، تشارك هذه الجينات كذلك في السيطرة على نمو الخلايا وانقسامها، وتستطيع هذه الجينات التعرف على النمو والتكاثر غير الطبيعي للخلايا التالفة، أو الخلايا السرطانية كما يمكن وقف تكاثرها حتى يتم تصحيح الخلل، وإذا تم تغيير هذه الجينات نتيجة الطفرات فقد يحدث نمو لورم.

جينات إصلاح الحمض النووي: (بالإنجليزية: DNA repair genes)، تشارك هذه الجينات في إصلاح الحمض النووي التالف، وتساعد على التعرف على الأخطاء التي تحدث عند نسخ الحمض النووي لتكوين خلية جديدة، وفي حال لم يتطابق الحمض النووي الجديد مع الحمض النووي القديم بشكل كامل، تقوم تلك الجينات بإصلاح عدم التطابق وتصحيح الخطأ، وتؤدي التغيرات الجينية والطفرات في هذه الجينات إلى تطوير طفرات إضافية في جينات أخرى، وقد تسبب هذه الطفرات تحوّل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.

تاريخ مرض السرطان

أبقراط (460 _ 370 قبل الميلاد) وصف عدة أنواع من السرطان , في إشارة لهم للكلمة اليونانيةCarcinos أي سرطان البحر او جراد البحر . هذا الاسم ناتج من ظهور شق لسطح ورم خبيث قاسي (متوغل) “العروق تكون مشدودة وممتدة في جميع الاطراف كما يكون السرطان قد انتشر وامتد “. نظرا لأنه كان ضد التقليد اليوناني لفتح الجسم وصف أبقراط رسوم الأورام مرئية ظاهرياً على الجلد والأنف والثديين . واستند العلاج على نظرية المزاجات لأربعة سوائل في الجسم (الأسود والصفراء والدم، والبلغم) . وفقاً لنظام المزاج عند المريض يتألف العلاج من النظام الغذائي ، الحجامة والمسهلات . عبر القرون اُكتشف ان السرطان ممكن ان يحدث في أي مكان في الجسم ولكن لايزال العلاج قائم على نظرية المزاجات الشعبية حتى القرن التاسع عشر مع اكتشاف الخلايا .

سيلوس (حوالي 25 قبل الميلاد _ 50 ميلادية) ترجم السرطان للاتينية وهذا يعني ايضاً السلطعون .

جالينوس (القرن الثاني الميلادي) دعا الأورام الحميدة بـOncos , وحفظ أبقراط على Carcinos للأورام الخبيثة وأضاف لاحقاً لاحقة -OMA أعطى السرطان اسم Corcin-oma

تم اكتشاف اقدم وصف معروف وعلاج جراحي للسرطان في مصر وهو يعود لتاريخ مايقرب من الـ 1600 قبل الميلاد. تصف ورقة البردي 8 حالات من قرحة الثدي التي كانت تعالج بالكي مع أداة تسمى “حفر النار” . الكتابة الموجودة على الورقة تقول حول هذا المرض بأنه “لا يوجد علاج.”

 

 

السابق
فوائد عسل قصب السكر
التالي
سمك السلمون

اترك تعليقاً