الحياة والمجتمع

مفهوم الشخصانية

الشخصانية pdf

رابط الكتاب :اضغط هنا 

الفلسفة الشخصانية pdf

رابط الكتاب :اضغط هنا 

النزعة الظواهرية

الظاهريات أو الفنومنولوجيا (Phenomenology) هي مدرسة فلسفية تعتمد على الخبرة الحدسية للظواهر كنقطة بداية (أي ما تمثله هذه الظاهرة في خبرتنا الواعية) ثم تنطلق من هذه الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرفتنا بها. غير أنها لا تدعي التوصل لحقيقة مطلقة مجردة سواء في الميتافيزيقا أو في العلم بل تراهن على فهم نمط حضور الإنسان في العالم. يمكن أن نرصد بداياتها مع هيگل كما يعتبر مؤسس هذه المدرسة إدموند هوسرل، تلاه في التأثير عليها عدد من الفلاسفة مثل : هايدگر وسارتر وموريس مرلوپونته وپول ريكور. و تقوم هذه المدرسة الفلسفية على العلاقة الديالكتية بين الفكرة والواقع.

علم الظواهر أو الظواهرية علم يهتم بدراسة الظواهر في الزمان والمكان، أي كما هي في الواقع، موضوعه دراسة الظواهر النفسية كما هي بالفعل بهدف تحديد المعطيات النفسية، كما يهتم هذا العلم بدراسة ظواهر الوجود عامة فتكون غايته تحديد بنية الظاهرة وشروط حدوثها. وبصورة عامة،يعبر عن الظواهرية بمصطلح «الفنومنولوجيا»، وهو مصطلح يشير حسب الفلسفة المثالية إلى ذلك القسم التمهيدي من الفلسفة الذي يبحث عن الكيفية التي يتجلى فيها الوجود الواقعي في الوعي، ومن ذلك فينومينولوجيا الروح عند هيغل، فهي جزء من منظومته الفلسفية يعرض تعاقب المراحل التي يمر بها الإنسان حتى يعي الروح، ويطلق هذا المصطلح بمعناه الضيق على تيار من الفلسفة البرجوازية أسسه هوسرل، والفينومينولوجيا عند هوسرل هي المبحث الفلسفي الأساسي وعلم أشكال الوعي وتأمل الماهية والوجود الحق والمطلق، فالحقيقة عند هوسرل تعرف كتجربة حدسية حاضرة، وهذا التخيل الظواهري يتضح أيضاً عند هايدگر Heidegger الذي عدَّ أن مشكلة وجود العالم في الخارج مشكلة مصطنعة، لأن هذا الوجود في نظرة بداهة لا يحتاج إلى برهان، إنه بديهي وجلي جلاءً مباشراً.

يعد هوسرل مؤسس الفينومينولوجيا، وقد دعا إلى العودة إلى الحياة والواقع عودة إلى الحدس الأصلي للأفكار والأشياء، فهدف الظواهرية الهوسرلية هو بلوغ ماهيات الأشياء، بصفتها تراكيب كونتها الأنا المتعالية، بعد أن وضعت العالم الواقعي بين قوسين، إن مهمة فلسفة الظواهر عند هوسرل دراسة ظواهر الوعي فقط، والتي هي ماهيات مطلقة مستقلة عن الوعي الفردي وموجودة فيه في الوقت نفسه، وهذه الماهيات تدرك بالمعاناة المباشرة، ثم توصف كما تبدو حدسياً، إن هوسرل يقترح التخلي عن كل ما يربط بالعالم الخارجي لأن التوجه بالمعرفة يكون إلى أعماق الذات، إلى الوعي ذاته، وعندها يصبح محتوى المعرفة موضوعاً للبحث الفنومنولوجي، وهذا ما يسميه هوسرل بالإرجاع الفينومينولوجي والذي يقضي بأن يخرج من دائرة البحث كل ما يمت بصلة للعالم الخارجي، فالوضع الطبيعي للعالم مغلق أو خارج نطاق التأمل، إن الطبيعي غير ممكن إلا عن طريق تسويغ الشعور له، لذا يطلب هوسرل وضع العالم بين قوسين (أي تعليق كل حكم بغية رد الظواهر إلى ماهيات ورفض جميع الآراء والتصورات القائمة، والتخلي عن طرح مسألة وجود كل ماهو موضوع للبحث)،وبهذا يبقى موضوع المعرفة مقصوراً على الوعي الخالص المتحرر من كل صلة بالعالم الخارجي والمحتوي في الوقت نفسه على كل ما في العالم، إن كل ما يريده هوسرل هو التأكيد على أن هذا العالم لايمكن أن يكون مصدراً للمعرفة حقاً، لذا يجب صرف الانتباه عنه،إلا أن هذا لا يعني أن المعرفة ليست بذات موضوع، وإنما تتوجه دائماً نحو موضوع، إنها قصد إلى هذا الموضوع.

والقصدية هي الفكرة الأساسية في الظواهرية، فالظاهرة موضوع معروف وهي في الوقت نفسه المعرفة بهذا الموضوع، أي فعل نفسي، وهذه الإضافة الجوهرية إلى الموضوع، وهي «قصد» إلى الموضوع هي عين طبيعة المعرفة.

ويتجلى المذهب الفنومنولوجي لدى هايدگر في نظريته حول الحقيقة والوجود، فهو يرى أن النظرة إلى الشيء تحول ظهور الشيء إلى مجرد مظهر، والفكرة الميتافيزيقية للحقيقة تقتصر على إقامة علاقة حيوية أو تطابق مع الظواهر الملاحظة، لكنها بهذا تغفل الظاهرة الأصلية للظهور، إذ كيف يتسنى امتثال الموضوعات إذا لم يكن هناك موضوع يمكن إضاءتها به، أن يرى الشيء معناه أولاً أن يكشفه، أن يفتحه على شيء أخر غيره، وداخل هذه الفتحة الأنطولوجية[ر] تكون كل نظرة ممكنة، إن الفتحة هي الوسيط الذي منه ينبثق الشيء، والواقع مليء بالمعاني التي لايدرك منها العقل إلا الهيكل، والأرضية التي عليها ينكشف الشيء هي أولاً الوجود في العالم، إذن فالحقيقة لا تقوم في إحالة العقل إلى الواقع، بل في إحالة العقل والواقع إلى الأفق الأنطولوجي الذي يضيئها، وبذلك يقترب المذهب الفينومينولوجي لدى هايدجر بصورة شبه مطلقة من رأي هوسرل الذي قصر موضوع المعرفة على الوعي ومظاهره.

إن الغرض من الفينومينولوجيا توفير الوسيلة للكشف عن مبادئ الفلسفة بطريقة رياضية، وذلك بأخذ الأشياء على نحو ما تعرض للحدس أولاً بأول، فالحدس الاعتيادي والأكثر عفوية بالعالم يعطي خليطاً من الحدود الثابتة التي تظهر تارة وتختفي تارةً أخرى، ومن دون أن يتبدل فيها شيء، والمقصود بهذه الحدود الماهيات الثابتة التي تتم معرفتها عن طريق التحليل الفينومينولوجي الذي يعتمد وسيلته الوحيدة الوضع بين قوسين، ويلزم علة الفلسفة أن تضع بين قوسين مؤقتاً كل ما هو معطى سواء أكانت الوقائع المادية أم الماهيات الرياضية، لتصل إلى الحدس بماهية الوعي وأحواله المختلفة.

أهداف النظرية الشخصانية

تاريخ الشخصانية

استخدمُ مصطلح الشخصانية فلسفياً لأولِ مرةٍ من قبل الفيلسوف، والعالم الألماني شليرماخر في عامِ 1799م، والذي أشارَ إلى الدورِ المحوري للشخصانيةِ في الفلسفة، وأنها المُؤثرُ المُباشر على بناءِ الفكر الفلسفي، واعتمد في دعمِ رأيه هذا على الدراساتِ الفلسفيّة اللاتينيّة حول فكرةِ الشخصية المُجردة، والتي تشيرُ إلى الأفرادِ الذين يوجدون في نطاقٍ اجتماعيٍ مُعينٍ يتحكمُ مُباشرةً بطبيعةِ شخصياتهم.

في القرنِ التاسع عشر للميلاد ظهرَ الفيلسوف شيلينغ الذي سعى إلى تعزيزِ فكرة تحويل الشخصانيّة مِن مُجرّد مُصطلحٍ فلسفي إلى حركةٍ فلسفيةٍ تبنّى أفكارها لاحقاً الكثيرُ من الفلاسفة، ومنهم الفيلسوف هيرمان وتز الذي نظرَ إلى الشخصانية على أنها فلسفةٌ مثالية، وربطها مع الفكر الفلسفي الأمريكي، والذي رأى بأنه سيفرضُ شخصانيته على قارةِ أوروبا كاملةً.

في القرنِ العشرين للميلاد أصبح مُصطلح الشخصانيّة مِن أهمّ المُصطلحات الفلسفيّة التي تُدرسُ في المدارسِ، والجامعات ضمنَ مواد الفلسفة للإشارةِ إلى التطورِ الفكريّ الفلسفيّ الذي تزامنَ مع الاعتمادِ على دورِ الفلسفة المُؤثر في العديدِ مِن المجالات الأخرى، مثل: السياسة، والاقتصاد لترتبط الشخصانيّة مع مجموعةٍ مِن المُصطلحات المستحدثة، مثل: الشخصانية السياسية.

خصائص الشخصانية

  • الإصرارُ على وجودِ مجموعةٍ من الاختلافات بين الشخصيات المتنوعة، والتي تُميّزُ كُلَّ شخصيةٍ عن غيرها من الشخصيات الأخرى.
  • عدمُ قابلية الشخصانية للاختصار، أي إنّ كُلَّ شخصيةٍ عبارةٌ عن عنصرٍ كاملٍ، ومُتكاملٍ لا يُمكِنُ تجزئتها، أو التعاملُ مع حالةٍ معينةٍ منها فقط.
  • لكُلّ إنسانٍ شخصيةٌ مميزة، ولا تتشابه بالضَرورةِ مع أي شخصياتٍ أُخرى، إلا في بعضِ السمات المُشتركة التي ترتبطُ بالعاداتِ العائلية، أو المُجتمعية.
  • تركّزُ على العلائقية، أي الروابطُ التي تربطُ بين الإنسان ومُحيطه سواءً رابطة الدين، أو العرق، أو اللغة، أو غيرها من الروابط الأخرى.

مجالات الشخصانية

  • الكرامة الشخصية: هي أوّلُ وأهمُ مجالٍ مِن المجالات الشخصانية، والتي تشيرُ بشكلٍ مُباشرٍ إلى التأكيدِ على ضرورةِ احترام كرامة الشخص بصفتهِ الإنسانية، وتوفير كافّة الحقوق التي تساهمُ في المُحافظةِ على إنسانيتِه في كافةِ الظروف، والأحوال التي يُوجدُ فيها، ويؤكدُ هذا المجالُ على أنّ الكرامةَ الشخصية لا تنفصلُ عن السلوك الأخلاقي، والمُرتبط باحترامِ الأفراد لبعضهم البعض داخل المجتمع.
  • الذاتية: هي المجالُ الذي يعتمدُ على وعي الإنسان بذاته، واستقلال شخصيته في العديدِ من القرارات الفردية الخاصة به، والتي لا يحقُ لأيّ شخصٍ غيره أن يتدخلَ بها، أو يسيطرَ عليها؛ فتعتبرُ الذاتية هي المُحرّكَ الرئيسي للشخصانيّة الفردية، وتُصنّف كجُزءٍ رئيسيٍ ومُهمٍ من شخصيةِ كُل إنسان.

إيمانويل مونييه

1905- 1950، فيلسوف وكاتب فرنسي حاصل على شهادة التبريز في الفلسفة عام1928 استاذه جاك شيفالييه، واتى ترتيبه بين التلاميذ عند تخرجه الثاني بعد ريمون ارون، واسس مجلة اسبري عام 1932 وسجن بسبب الافكار التي نشرها. من مؤلفاته: الثورة الشخصانية والجماعية 1935، من الملكية الراسمالية الى الملكية الانسانية 1936، بيان في خدمة الشخصانية 1936، المسالمون والعدوانيون 1940، حرية تحت الشروط 1946، ماهية الشخصانية 1947، تمهيد للوجوديبن 1947، مبحث في الاخلاق 1948، الشخصانية 1949.
كلمة الشخصانية ليست من اختراع مونييه، فقد سبقه اليها فيلسوف فرنسي يدعى هورينوفييه 1815- 1903، لكن مونييه عمل على تطويرها واعطائها مضمونا اخر عبر ربطها بالفكر الديني الميتافيزيقي. الشخصانية كفلسفة، تقوم على التوفيق بين الدين من جهة والاشتراكية من جهة اخرى. انها تدعو لاعطاء الاولوية للشخص الذي يختلف كمفهوم عن مفهوم الفرد، فهو “سيطرة على الاشياء واختيار ونزوع وتشكل”، “فالانسان الملموس هو الذي يعطي ذاته”، في حين ان الفرد يقوم على الخضوع للمادة التي تجزىء وتفرق وتفتت، وبذلك فانها تضع الشخص فوق الضرورات المادية والنظم الاجتماعية. انها ترسم صورة اوتوبية للمدينة ولكنها تطبيقية عملية، لانها تفرض تحولا شخصياً بحث على الالتزام. ان ملاقاة الحدث تعطي الدعوة الشخصية معنى ملموساً وواقعيا. انه لا يتصور الشخص كجوهر قانوني وجب المحافظة عليه ضد طغيان المجموعة، لانه يعتبر ان المجتمع موجود داخل الانسان تماماً كوجود الانسان في المجتمع. فالسمات الاساسية للشخص: تجسد والتزام، ونزوع ودعوة الى التجاوز والمراجعة، واستقلالية تنتج عن الحرية الواعية، ومشاركة وجدانية لبلوغ الجماعة التي تساعد الانسان على العطاء.
اما على الصعيد السياسي فان الشخصانية تقف من الراسمالية والشيوعية موقف الرفض. لان الراسمالية مسؤولة عن الفوضى الاجتماعية والاقتصادية والروحية في المجتمع، والشيوعية دكتاتورية لانها لا تحترم حرية الشخص، فالشخص كرفض وتاييد لاختيار، ضد تشويهات الليبرالية والماركسية والوجودية لحريته.
اعتبر ان الدين للفقراء، وانه يجب البحث عن مصادر الثقافة عند الشعب كما فعل مونيتني 1533- 1592، وبيغي 1873- 1914، ورابليه1494- 1553، وباسكال1623- 1662.

من كتاب: مونييه.

السابق
أكلات صومالية
التالي
اودي A3 2020 اتوماتيك / Premium

اترك تعليقاً