معلومات دينية

هل يوجد تكنولوجيا في الجنة

هل يوجد تكنوِلوجيا في الجنة سؤال يتم تداوله بكثرة حيث أن الجنة ونعيمها من أكثر الأمور المبهمة المعلومة بالنسبة للمسلمين، ولكن المولى عز وجل قدم لنا الإجابات على الكثير من الأمور التي تراود أذهاننا، ونحن نجهلها بالرغم من أننا لو تفكرنا في آيات القرآن الكريم العظيمة ولوجدنا جميع هذه الإجابات، فيبحث الكثيرين عن إجابة لاستفسارهم هل يوجد تكنولوجيا في الجنة وهذا ما سوف نجيب عليه في هذا المقال عبر موقعنا فتابعونا.

هل يوجد تكنولوجيا في الجنة

في الحقيقة لا توجد أي دلائل من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة على وجود تكنولوجيا في الجنة، ولكن ما يمكن قوله إن المولى عز وجل يعطي للمسلم ما يتمنى في دنياه، فما بالكم بجنة الخلد التي إذا تخيل الإنسان شيئًا يجده أمامه، فإذا طلب الإنسان من رب العالمين أي شيء من التكنولوجيا الحديثة يعطيه الله إياها، والدليل على ذلك:

  • قوله تعالى: “يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (الزخرف: 71)

  • ولقوله تعالى: “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ” {النحل:31}.

  • وقوله تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ” {الشورى:22}.

  • يقول الله عز وجل: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) الزمر/34.

  • وقال سبحانه:( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) ق/35.

  • ويقول أيضا ( نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) فصلت/31-32.

  • ويقول عز وجل: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة/17.

  • ففي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ لَهُ أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ.

  • قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها قاله المهلب.

  • وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ، وصححه الألباني”.

  • فعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال: إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت، قال: وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ قال: فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه، قال: إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك” رواه الترمذي، والحديث حسَّنه الشيخ الألباني في ” صحيح الترغيب “.

  • وقوله صلى الله عليه وسلم: قال الله: ” أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا [إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين]”، رواه البخاري ومسلم.

  • يُروَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابي الذي سأل عن الخيل في الجنة: (إِنْ يُدْخِلْكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ يَكُنْ لَكَ فِيهَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ) رواه الترمذي، وحسنه الألباني في ” السلسلة الصحيحة “.

  • ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:” قوله: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا)؛ أي: في الجنة كل ما يشاءون، وقد ورد في الحديث الصحيح أن رجلا قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول الله! أفي الجنة خيل؛ فإني أحب الخيل؟ فقال: (إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة شئت إلا فعلت. وقال الأعرابي: يا رسول الله: أفي الجنة إبل؛ فإني أحب الإبل؟ قال: يا أعرابي! إن يدخلك الله الجنة؛ أصبت فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك)، فإذا اشتهى أي شيء فإنه يكون ويتحقق، حتى إن بعض العلماء يقول: لو اشتهى الولد لكان له ولد؛ فكل شيء يشتهونه فهو لهم. قال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الزخرف/71 ” مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين ” (8/385).

ما هي تكنولوجيا الجنة ؟

في عصرنا هذا شهدنا الكثير من التطورات التكنولوجية التي انتشرت في منازلنا وفي شوارعنا وحتى في عملنا، فأصبحنا نحمل هاتف محمول ولاب توب وتليفزيون وسيارة وغيرها الكثير من الأجهزة التكنولوجية التي يسرت علينا الحياة وجعلتها أسرع وأجمل.

لذا يتخيل الكثير أن الحياة بدون تكنولوجيا تصبح صعبة ولا يمكن العيش بها ولا تحملها، فتبدأ فكرة تكنولوجيا الجنة تراود أذهانهم، فـ هل يوجد تكنولوجيا في الجنة .

ولكن أيها المسلمون حتى لو وجدت التكنولوجيا في الجنة وحصلت على السيارات والهواتف المحمولة وغيرها ما الفائدة منها؟ فنحن جميعًا نعلم أن نعيم الجنة لا يشبه أي نعيم يعيشه الإنسان في دنياه.

ولكن يمكننا الإجابة على استفسار هل توجد في الجنة تكنولوجيا من خلال الآيات القرآنية وتصريحات شيوخ الأزهر الشريف عندما سئلوا عن ذلك.

هل تكنولوجيا الجنة مثل تكنولوجيا الدنيا؟

بعد أن تعرفنا على إجابة استفسار هل يوجد تكنولوجيا في الجنة حان الوقت لنتعرف على إذا كانت تكنولوجيا الدنيا تشبه تكنولوجيا الأخرة أم يوجد اختلاف، وسوف نتعرف على الإجابة من خلال النقاط التالية:

  • رُوِي عن ابن عباس: “ليس في الجنة شيءٌ يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء”؛ رواه أبو نُعَيْم في “صفة الجنة”

وهذا الحديث يوضح لنا أن ما يوجد في الجنة يشبه ما يوجد في الدنيا بالاسم فقط، والتكنولوجيا كغيرها من الأشياء الأخرى التي تختلف في الهيئة والشكل والصفة.

  • قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: “والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار بالسبابة – في اليم، فلينظر بم ترجع”.

  • قال شيخُ الإسلام ابن تيمية في “الفتوى الحموية الكبرى” (ص: 544):”هذه المخلوقاتُ في الجنة قد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنهما -أنه قال: “ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء”، وقد أخبر الله: أنه لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم -أن ((في الجنة ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطَر على قلب بشرٍ))”، ولو تأملتَ – رعاك الله – ما ورد في نعيم الجنة، أيقنتَ ما أقولُه، وأدركتَ الحقيقة؛ فبين المتاعَيْنِ أعظمُ مما بين السماء والأرض مِن الفرق، فكل ما في الدنيا مِن الأنهار والسُّرُر والفُرُش والأكواب مخالفٌ لما في الجنة، مما أعدَّه الله – سبحانه وتعالى – ففي الدنيا بناءٌ، وفي الجنة بناء، لكن شتان ما بين البناءَيْن، بناء الدنيا يقضي الإنسان عمره لينجزه، فإذا أنجزه، ظلَّ عُرضة للفساد، والانهيار، والترميم، والإصلاح، يرى خللًا في تصميمه، وخللًا في تنفيذه، ويُعاني مِن ضيق هنا، ومِن وحشة هناك، أما بناء الجنة، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لبنةٌ من ذهب، ولبنةٌ من فِضَة، ومِلاطُها المسكُ الأَذْفَر، وتُرْبَتها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، مَن يدخلها ينعم، ولا يَبْأَس، ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم))؛ رواه أحمد، والترمذي، والدارمي.

السابق
لصقات الرؤوس السوداء
التالي
هل يجوز قص الحواجب

اترك تعليقاً