أحاديث قدسية عن الخصام مكتوبة يمكنك التعرف عليها اليوم عبر موقعنا، حيث أنه أراد الله عز وجل بها تأكيد أوامره القرآنية لتجنب الخصام السلبي وتأييد الحق، لتتم الألفة بين صفوف المسلمين وبالتالي تتضح رسالة الإسلام السامية لجميع الناس.
الخصومة في الإسلام
- تبدلت أحوال المسلمين في العصور الحالية وأصبح وضعهم في حالة يرثى لها، نتيجةً لزيادة الصراعات التي صارت على مرأى ومسمع من الجميع.
- فنرى تسابق من هنا وهناك لتشويه سمعة البعض لحساب البعض الآخر، فكان هناك تقييد للحريات وعدم وجود رحمة وتراحم بين الناس، وكل ذلك بسبب زيادة الخصومة التي حذر منها الدين الإسلامي.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصف المسلمين الذين يتجنبون الخصام (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء).
- ورغم ذلك يمكن تجنب تلك الخصومة المحرمة والاستناد للخصومة المشروعة التي فيها تتم المجادلات بالحق ولا ينتج عنها أي مقاطعات أو كراهية تجاه الأشخاص.
- وجه الله تعالى أوامره وأحكامه إما في القرآن أو في أحاديث قدسية عن الخصام مكتوبة لتأكيد محاسبة جميع المتخاصمين يوم القيامة فقال تعالى (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون).
سلبيات الخصومة في الإسلام
- نهى الإسلام عن الخصومة السلبية لأنها تؤدي إلى انحراف الأفراد وتضليلهم عن الطريق المستقيم الذي يحدث نتيجةً لكثرة المجادلات والخصام وبالتالي قد يرتاب المرء في دينه ويضعف إيمانه.
- قد تؤدي للإيقاع بين الناس وهدم النفوس الصافية، كما أنها من الصفات التي تجعل الناس ينفرون من صاحبها ويتجنبون الاصطدام بحديث معه.
- قد يسبب التلفظ بعبارات مسيئة وبالتالي تنشأ العداوات والخلافات الدائمة، كما أن الخصام يؤدي للتشفي والفرحة لحزن الآخرين ويسبب الإكثار من الأحاديث الكاذبة.
أحاديث قدسية عن الخصام مكتوبة
- تعالى الدين الإسلامي عن كل رذيلة فكان هدفه ساميًا للجمع بين المسلمين، فقد أراد الله عز وجل لهم أن يتحابوا لتسود المودة بينهم، فنفّر الله تعالى من فرقتهم وبشر جمعهم بذكر آيات قرآنية عديدة.
- قال الله تعالى في كتابه الكريم (واعتصموا بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا).
- أتى تحذير واضح من الله تعالى في أحاديث قدسية عن الخصام مكتوبة وفي آيات عديدة مثل قوله تعالى (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
- نهى الله عز وجل من التقرب للخصومة واستدعائها ضد أشخاص معينة لمجرد وجود كراهية أو نزاع بينهم، فقال عز وجل (وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتَّقوَى).
- أوضح الله عز وجل في الحديث القدسي الذي أوحاه لداوود عليه السلام فضل التغلب على الخصام.
- فقال عز وجل (إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة، فاحكمه بها في الجنة، قال داود: يا رب ومن هذا العبد؟ قال (مؤمن يسعى لأخيه المؤمن في حاجته، يحب قضاءها، قضيت على يديه أو لم تقض).
أبغض الرجال عند الله
- أراد الله تعالى بذكره أحاديث قدسية عن الخصام مكتوبة أن ينتبه المسلمون لشدة العواقب الوخيمة الناتجة عن الخصومة فورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث لمكانة المتخاصمين عند الله.
- فقال عليه الصلاة والسلام (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الألَدُّ الْخَصِم)، ومعنى الحديث أن الله تعالى لا يحب العبد الذي يكثر من المجادلة التي تقوم عليها خصومات ومنازعات.
- فنجد معنى الألد الذي يتمادى في الخصام ويراوغ ويمتنع عن الاعتراف بالحق، أما الخصم فهو الشخص الذي يستند على الباطل لإثبات جداله.
- فقد يجادل بالباطل ويأتي بأدلة كاذبة ويتطاول على حقوق الناس ويحاول الاستيلاء عليها كراهيةً، فهو يقوم بالمناظرة لأهداف خبيثة.
أحاديث عن الخصام بين المسلمين
- وردت أحاديث نبوية شريفة عديدة، يبين فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عواقب الخصومة ويحذر منها، وكذلك وردت بها أوامر نبوية لكيفية تجنبها والحد منها.
- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنواع كثيرة من الخصومة فقال (لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا)
- ومعنى ذلك أن الخصومة ليست مقتصرة على الخلافات والمقاطعة ولكنها تشمل الحسد والجدال وحتى التنافس في البيع والشراء الذي ينتج عنه كراهية بين الطرفين.
- فلقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المسلم على أخيه المسلم فقال (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا) وأشار إلى صدره الشريف ثلاثًا.
- وأكمل صلى الله عليه وسلم بذكر بيان تحذيري عن الخصومة (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
- وقد يخسر المخاصم ثواب عظيم إذا استمر على خصومته كما قال رسول الله في الحديث (إنَّ الله تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ).
حكم الدين في الخصومة
- الخصومة في الدين تصل لحكم الحرمانية لأن الإنسان يجادل فيها بأمور وأحكام إسلامية ليس لبلوغ مصلحة ولكن فقط رغبةً في المجادلة والخصام، فهي محرمة في الإسلام وعقابها عظيم.
- كما حرم الدين الفجر والتمادي في الخصام بل وتم إعداده من صفات المنافقين، فوصف رسول الله الخاصم أنه فاجر، والفجور يعني المماطلة والتمادي في الباطل.
- (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
- ففي الحديث السابق يتضح حكم الفجور في الخصومة، ومع ذلك هناك خصومة مستحبة ومباحة وهي التي تعمل على مساندة الحق والصواب وإخماد الباطل.
- تلك الخصومة المباحة لها اشتراطات لتنال ثوابها، من أهمها اللجوء للأحكام الشرعية لإنهاء الجدال بين شخصين وإرضاء الطرفين للحكم دون أن تحدث نزاعات.
- فقد قال الله تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا).
- يلزم أيضًا ضبط النفس والتحكم في الألفاظ الخارجة عند الجدال طبقًا للأحكام الشرعية، كما يجب ترك مساحة لقبول الصلح بين المتخاصمين في أي وقت لاحق.
فضل التسامح بين المسلمين
- المسلم الحق يتمسك بدينه ومبادئه السمحة التي تدعو للتسامح بين المتخاصمين والتخلص من الكراهية والمعاداة التي قد تكون نشأت بينهم لتصفية النفوس والتحلي بأخلاق الإسلام.
- هناك أحاديث قدسية عن الخصام مكتوبة يبين الله عز وجل فيها أهمية التسامح مثل قوله تعالى عن ثوابهم يوم القيامة (أين المتحابون بجلالى اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).
- يجب على المسلمين أن يعملوا على تحقيق الإرادة الإلهية بإنهاء المناظرات السلبية واللجوء للتسامح والتمسك بالحق لتوحيد جماعات المسلمين.
- فقد قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشُدُّ بعضه بعضًا) وقام بتشبيك أصابعه واحدًا بجانب الآخر كتشبيه لهيئة المسلمين المتحابين المتوحدين.
