أنواع الخزعات
الخزعة هي إجراء لإزالة قطعة من النسيج أو عينة من الخلايا من جسمك بحيث يمكن تحليلها في المختبر. إذا كنت تعاني علامات وأعراضًا معينة أو إذا حدد طبيبك أمرًا مثيرًا للقلق، فقد تخضع للخزعة لتحديد ما إذا كنت مصابًا بالسرطان أو أي حالة أخرى.
في حين أن اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية، تكون مفيدة في اكتشاف الكتل أو المناطق غير الطبيعية، لا يمكن التفريق من خلالها وحدها بين الخلايا السرطانية والخلايا غير السرطانية. بالنسبة لغالبية أنواع السرطان، فإن الطريقة الوحيدة لإجراء تشخيص نهائي هي إجراء خزعة لجمع الخلايا لإجراء فحص دقيق.
وإليك نظرة على أنواع مختلفة من إجراءات الخزعة المستخدمة لإجراء تشخيص للسرطان.
- خزعة نخاع العظم
- خزعة الجلد
- إجراء الخزعة بالمنظار
- خزعة بالإبرة
- الخزعة الجراحية
هل الخزعة خطيرة
هناك بعض الحالات المحدَّدة؛ إذ تُشكِّل فيها الخزعة خطرًا مثل سرطان الخصية؛ فقد يميل الأطباء إلى إزالة الغدة المتضررة بسرعة دون إجراء خزعة لتخفيف أيِّ خطر للانتشار، ولكن لدى الأغلبية العظمى من السرطانات؛ فإن الخزعة لا تُشكِّل أيَّ خطر.
تعرف على مدة نتيجة الخزعة
تعتمد مدة نتيجة الخزعة على عدد الفحوصات التي يتطلب إجراؤها للحصول على تشخيص صحيح، بحيث يقوم الطبيب بتشخيص المرض ومدى انتشاره بناء على الخزعة.
يمكن في الغالب الحصول على النتيجة خلال يومين أو ثلاثة فور القيام بأخذ الخزعة، وتستمر في بعض الأحيان نتيجة الخزعة سبعة أو عشر أيام عندما تكون الحالة معقدة بعض الشيء.
طول مدة نتيجة الخزعة
يسبب انتظار نتيجة الخزعة لوقت طويل القلق والخوف للمريض، ولكن من المهم جدًا أن يكون المريض على دراية بأسباب تأخر نتيجة الخزعة في بعض الأحيان.
كما يعتبر معدل الحصول على نتيجة الخزعة يومين أو ثلاثة فإن الأسباب التالية تؤدي إلى تأخر النتيجة بعض الشيء:
1. المشاكل التقنية
هناك بعض الأسباب التقنية وراء تأخر نتيجة الخزعة في بعض الأحيان، على سبيل المثال هناك أنواع من الخزعات تتطلب وقت أطول في فحصها من غيرها.
تحتوي الخزعات المأخوذة من العظام على عنصر الكالسيوم التي يتطلب معالجة خاصة، ويتطلب هذا النوع من الأنسجة إضافة الحمض أو المواد الكيميائية المختلفة لإزالة هذه العناصر.
السبب الاخر هو طول المدة التي يتطلبها محلول الفورمالين للدخول إلى الأنسجة التي تحتوي على نسيج دهني مثل الخزعات المأخوذة من الثدي.
لذلك تأخذ هذه العينات وقتًا أطول في الحصول على النتيجة. كما تحتاج الخزعات التي تحتوي على أجزاء كبيرة من الأعضاء وقتًا أطول لدخول الفورمالين وتشبع الخزعة به.
يؤدي عدم تشبع الخزعة بالفورمالين إلى عدم وضوح العينة عند فحصها باستخدام المجهر وبالتالي تكون النتائج أقل دقة.
2. الحاجة إلى أنسجة أخرى
يحتاج الطبيب إلى فحص أجزاء أخرى من النسيج لتحديد التشخيص الدقيق للحالة، مما يستدعي تقطيع الخزعة والقيام بفحص كل جزء على حدى. تؤدي هذه العملية إلى تأخر نتائج الخزعة يوميين إضافيين على أقل تقدير.
3. أصباغ خاصة وفحوص أخرى
تحتاج بعض الخزعات صبغات خاصة لتحديد التشخيص الدقيق للنسيج. كما تحتاج الخزعة فحوصات أخرى من نوع خاص في بعض الأحيان والتي تساعد في التشخيص مثل فحص الجينات أو استخدام أنواع أخرى من المجاهر الحديثة.
4. الحاجة إلى رأي طبيب اخر
قد يحتاج الطبيب المعالج رأي طبيب اخر مختص في تشخيص الحالة. تتميز الأمراض بصفات مميزة يسهل تشخيصها بمجرد النظر إلى الخزعة بواسطة المجهر، ولكن هناك بعض الخزعات الغريبة والمحيرة والتي تحتاج عدة اراء لتشخيص الحالة بالشكل الدقيق.
عادةً ما تستغرق هذه العملية وقت إضافي خصوصًا عند عدم تواجد الطبيب الاخر في منطقة مجاورة.
الخزعة الجلدية
من خلال خزعة الجلد يتم أخذ عينات للخلايا أو الجلد من سطح الجسم. يتم فحص العينة التي يتم أخذها من خلال خزعة الجلد لتوفير المعلومات المتعلقة بحالتك الطبية. يستخدم الطبيب خزعة الجلد لتشخيص أو استبعاد بعض الحالات والأمراض الجلدية.
تتمثل الأنواع الرئيسية الثلاثة لخزعات الجلد في:
- خزعة الجلد بالكشط. يستخدم الطبيب أداء تشبه شفرة الحلاقة لإزالة جزء صغير من الطبقات العليا للجلد (البشرة وجزء من الأدمة).
- خزعة الجلد بالمنقب. يستخدم الطبيب أداة دائرية لإزالة جزء صغير من الجلد بما في ذلك الطبقات العميقة (البشرة، والأدمة والدهون السطحية).
- الخزعات الاستئصالية. يستخدم الطبيب سكين صغير (مشرط) لإزالة ورم بأكمله أو إحدى المناطق غير الطبيعية من الجلد، بما في ذلك جزء من الجلد الطبيعي وصولاً إلى الطبقة الدهنية من الجلد أو من خلالها.
خزعة الظهر
خزعة الظهر أو البزل القطني، هو إجراء تشخيصي يتم من خلاله عمل ثقب بين الفقرات القطنية أسفل الظهر، وذلك لإزالة عينة من السائل النخاعي الشوكي، ويتم من خلال فحص هذا السائل الكشف عن العديد من الالتهابات الخطيرة مثل التهاب السحايا أو أيّة اضطرابات أخرى في الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك سرطانات المخ، ويمكن أن يستخدم الأطباء تقنية الثقوب أسفل الظهر من أجل حقن بعض أدوية التخدير أو أدوية العلاج الكيميائي في السائل النخاعي.
خزعة المعدة
يتضمن إجراء خزعة المعدة إزالة جزء من النسيج المعدي عبر التنظير الهضمي العلوي ليتم فحصها عن قرب تحت المجهر، حيث يمكن أن يتم الكشف عن بعض أنواع البكتيريا والآفات الأخرى التي يمكن أن تسببها هذه البكتيريا، ولا تقتصر خزعة المعدة على الدراسة المجهرية المباشرة فحسب، بل يمكن أن يُجرى زرع جرثومي لتحرّي وجود بعض أنواع الجراثيم، ويُعدّ أبرز هذه الأنواع بكتيريا الملوية البوابية أو H.pylori، والتي تُعد المسؤول الأكبر عن إحداث سرطان المعدة والقرحة المعدية والعفجية، ويُقام هذا الزرع الجرثومي بوضع العينة المأخوذة من المعدة على أطباق خاصة تُدعى أطباق بتري، ومراقبة النمو الجرثومي -إن وجد- على هذه الأطباق، حيث يمكن أن تشير النتيجة غير الطبيعية إلى حالة مرضية عند الشخص، كالإنتان البكتيري أو سرطان المعدة، بينما تشير النتائج السليمة إلى احتمالية أقل لوجود مثل هذه الأمراض.
خزعة الرئة
ندما يُكشف ظل معين على الصورة الشعاعية البسيطة أو صورة الطبقي المحوري في منطقة الرئة، قد يطلب الطبيب إجراء خزعة الرئة لمحاولة تحديد طبيعة الظل وطبيعة الخلايا التي أدت إلى تشكّله، وفي هذا الإجراء يقوم الطبيب المُختص بإزالة جزء بسيط من النسيج الرئوي في المنطقة المطلوب تحرّيها، ثم يقوم بإرسال العينة إلى المشرّح المرضي ليقوم بدراستها تحت المجهر بعد تطبيق عدّة إجراءات عليها لمنع تخرّبها، كما قد يتم إجراء خزعة الرئة لتحديد سبب تجمّع السوائل ضمن الرئة، أو عند تشخيص سرطان الرئة لتحديد نوعه، فكل نوع من أنواع سرطان الرئة يعتمد تقريبًا على بروتوكول علاجي معين.
خزعة الرحم
يتم أخذ خزعة الرحم من البطانة الداخلية للرحم، وتكون عن طريق إزالة قطعة صغيرة من نسيج البطانة وإرسالها للمختبر، ليتم الكشف عن التغييرات الحاصلة في الخلايا بسبب الأنسجة غير الطبيعية أو الاختلافات في مستويات هرمونات الجسم، حيث يساعد هذا الإجراء الطبيب في القيام بالتشخيص المناسب لبعض الحالات الطبية والتي سيتم التطرق لها لاحقًا بالإضافة لخطواته وآثاره الجانبية، ويتم إجراء الخزعة بسهولة وبطريقة آمنة عند الطبيب المختص في غضون 10 دقائق.
نتائج خزعة الغدة الدرقية
1. إذا كانت النتيجة أن الورم حميد، فالأفضل هو المتابعة مع الطبيب، وإجراء فحوصات منتظمة كل مدة معينة (يحددها الطبيب)، فإذا لوحظت زيادة في حجم الورم أو تفاقم للأعراض أو تغير في شكل الورم من خلال الموجات الصوتية (مثل تكلس في الورم أو زيادة الدموية أو تدفق الدم في الورم)، فإن الطبيب قد يأخذ قراراً مختلفاً عن العلاج التحفظي.
2. في حالة أن نتيجة الخزعة بينت وجود ورم سرطاني، فإن الحل الأمثل هو التدخل الجراحي، إما لاستئصال كلي أو نصفي للغدة الدرقية حسب حجم الورم ومكانه ووجود ثانويات أو امتداده، ثم بعد العملية يخضع المريض لعلاج اليود المشع للتأكد من القضاء على أي خلية سرطانية، (ولكن اليود المشع يستخدم أكثر مع الورم المسامي)، ولكن هو قرار الطبيب المعالج طبقاً للحالة.
3. في حالة الشك في العينة (أي أن أطباء المعمل أو علم الأمراض الإكلينيكي لا يستطيعون الجزم بكون الورم حميدا أو خبيثا)، وأيضاً الطبيب المعالج غير متأكد، ففي هذه الحالة إما أن ينتظر الطبيب ويتابع عن كثب تطور الورم (من حيث الحجم والطبيعة)، وأي أعراض تحدث للمريض، وإما أن يأخذ قراراً باستئصال نصفي للغدة الدرقية (على أساس أن نسبة 10 -30%) من العينات المشكوك فيها تكون أوراما سرطانية، ومن ثم يرسل النصف المستأصل لفحصه، وانتظار التقرير النهائي للعينات لمعرفة الخطوة التالية، مثل الاستئصال الكلي أو اليود المشع أو الاكتفاء بخطوة الاستئصال النصفي.