الأسرة في الإسلام

صفات الزوج الصالح

صفات الزوج الصالح

بيّنت الشريعة الإسلامية أهم الأسس والصفات التي ينبغي توافرها في الزوج، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • أن يكون موحداً لله تعالى، حيث إنّ التوحيد أساس الأعمال، وشرط قبول التوبة؛ فالشرك من أسباب عدم قبول الإعمال، حيث قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فالشرك الذي يبطل التوحيد، وبالتالي يؤدي الى إحباط الأعمال، وإبطالها، هو شرك النسب، وشرك العبادة، وشرك الدعاء، وشرك المحبة، وشرك التشريع، كما يجب أن يكون الزوج بعيداً عن النفاق، سواءً أكان النفاق بالاعتقاد أو بالأعمال، والمقصود بنفاق الاعتقاد: إظهار الإسلام، وإخفاء كره الإسلام، وحبّ أهل الكفر، وبناءً على ذلك فإنّ التوحيد الأساس الأول، والصفة الأولى التي يجب توافرها في الزوج؛ لما ينعكس ذلك إيجاباً على تربية الأولاد، تربيةً إسلاميةً على العقيدة الصحيحة الثابتة، وبالتوحيد يحدد عمل العقل، وغاياته، وأولوياته، والسعي للحصول على رضا الله تعالى، ولذلك كان التوحيد من الشرك التي يجب التوافق عليها عند كلا الطرفين، وبذلك تنحصر الخلافات والمشاكل بينهما.
  • أن يكون تقياً، حيث إنّ الله -تعالى- أمر عباده بالتقوى، حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، ومن الجدير بالذّكر أنّ التقوى تتحقق بأمرين؛ أولهما بالحياء من الله تعالى، واستشعار مراقبته دائماً، مما يجعل العبد يمتنع عن الوقوع في المعاصي، والذنوب، أمّا الأمر الثاني فهو الخوف من الله تعالى، ويتحقق ذلك باستشعار عظمة الله، وقوته، وبذلك فالعبد لا يمكن له الوقوع في ظلم غيره، أو الاعتداء على الحقوق المتعلقة بالآخرين، فالتقوى اعتبرت من صفات الزوجين؛ لحماية كليهما من عيوب الآخر، فالزوج التقي يكون طائعاً ومتذللاً لأوامر الله تعالى، وأوامر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإن تطلّب ذلك من الزوج تغيير طبائعه وعاداته، وذلك ينعكس على الحياة الزوجية بشكلٍ إيجابيٍ؛ ومن ذلك مقابلة الإساءة بالإحسان، امتثالاً لأمر الله تعالى، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، كما أنّ الزوج التقي يعاشر زوجته بالمعروف والإحسان، وكذلك يكون التفريق بينهما؛ وفي ذلك حفاظاً على كرامة المرأة وعزّتها، كما أنّ الزوج التقي يتحلّى بمكارم الأخلاق وأفضلها، بحيث يكون الزوج مقدّراً لزوجته، وخاصةً مشاعرها، وعواطفها، ويتعامل معها برفقٍ ولينٍ.
  • أن يكون أميناً، حيث قال الله -تعالى- على لسان ابنة شعيب: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)، فالزوجة بحاجةٍ إلى الزوج القوي الذي يحميها، حفاظاً على عفّتها وطهارتها، كما يجب أن يكون أميناً؛ لأنّ الأمانة تقتضي الحفاظ على الدين، وحماية الأرحام، وعدم قطعها، وفي الأمانة تتحقق القدرة على تحمّل المسؤولية، دون التقصير في حقوق الزوجة، أو حقوق الأبناء، ولذلك فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ)، وفي الحديث ذكر الرسول الدين قبل الخلق؛ لأنّ الدين أساس التحلّي بمكارم الأخلاق وأحسنها، كما أنّ الأخلاق لا بدّ منها؛ لأنّ الوالدين هما القدوة لأبنائهما، فالقدوة من أفضل وسائل التربية، كما أنّ العبادة لا تنفصل عن حسن الخلق، فالرسول بيّن عدم الخير بالمتعبّد لله تعالى، ولكنّه يؤذي جاره

صفات الزوج الصالح pdf

صفات الزوج الصالح_ زواج ناجح

الزوج الصالح نعمة

صفات الزوج المثالي

يجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد شخص أو زوج مثالي فجميعنا نشترك بوجود صفات حسنة وسيئة في نفس الوقت، ولكن هناك صفات رئيسية تبحث عنها المرأة في الرجل عندما يتعلق الأمر باختيار شريك الحياة. ومن هذه الصفات ما يأتي:

  • أبسط الأمور، وهذا يزيد احترامها له وثقتها به.
  • الأمان: ترغب المرأة بالشعور بالأمان وراحة البال بوجود شريك قادر على حمايتها في كل الأوقات.
  • الثقة: تبحث المرأة عن رجل تستطيع الثقة به في كل الاوقات وخاصةً عندما تحتاجه في أمرٍ ما، كما ترغب بأن يكون أيضاً على ثقة أن ما تفعله هو الصحيح والأفضل أيضاً.
  • روح الدعابة: تنجذب النساء بشدةٍ نحو الرجل الذي يتمتع بروح الدعابة والعقل معاً.
  • الالتزام: تبحث المرأة عن رجل ملتزم يأخذ العلاقة بجديةٍ تامة.
  • الحب والاحترام: يهم المرأة أن يحبها شريكها ويحترمها، وفي نفس الوقت أن يحضى باحترام الآخرين وتقديرهم له.
  • الطموح: تبحث المرأة عن رجل عاطفي ولديه الطموح والمثابرة للسعي لتحقيق أحلامه.
  • الاعتراف بالأخطاء: تبحث المرأة عن رجل صادق يعترف بأخطائه، ويتبعها باعتذار صادق.
  • احترام المبادئ والقيم: تبحث المرأة عن رجل يحترم مبادئها وقيمها، وليس بالضرورة أن يوافقها على كل موضوع تطرحه، ولكن أن يبدي احتراماً اتجاه موقفها.
  • المعطاء: تبحث المرأة عن الرجل المعطاء الذي يفاجئها بأشياء بسيطة أحياناً دون أي مقابل.
  • المخلص: يهم المرأة أن يكون الرجل الذي سترتبط به مخلصاً ووفياً لها.
  • المسؤولية: تبحث المرأة عن رجل قادر على تدبير الأمور دون تهور، على سبيل المثال إنفاق الأموال بطريقة صحيحة.

كيف أختار الزوج الصالح

المعايير الشرعية للزوج الصالح

حُسن الخلق

يعتبر الخلق الحسن من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الزوج الصالح، ولا يشترط بحسن الخلق أن يكون شديد التدين، فالزوج سريع الغضب، وكثير العناد، وغير الرؤوف، لا يمكن اتخاذه زوجاً حتى إن كان متديناً، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه) [حسن]، وفي بعض الأحيان يكون الرجل متديناً وحسن الخلق، إلا أنّ هناك بعض السمات التي لا تستطيع المرأة تحملها فيكون زوجاً مناسباً لغيرها وليس لها، فعلى سبيل المثال قد يكون جاداً جداً والمرأة اجتماعية وتحب الضحك، وعلى الرغم من أنّ هذه السمات قد لا تكون معيبة، إلا أنّها غير مناسبة للمرأة ومناسبة لامرأة أخرى.

القدرة المالية

يعتبر توفر القدرة المالية من الركائز المهمة لاختيار الزوج، ففي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وِجاءٌ) [صحيح]، ولا يشترط أن تكون القدرة المالية بأن يكون ثرياً، فمن يستطيع توفير المسكن ولقمة العيش الكريمة يعتبر قادراً مالياً، ويفضل أن يكون هناك تقارباً مادياً بين الزوج والزوجة، حتى لا ينتج مشاكل بسبب وجود فروقات مادية إلا أنّ الزوجة العاقلة تتحمل وترضى بما لدى زوجها طالما كان خلوقاً ومحباً ومخلصاً لها.

المعايير الاجتماعية

تشمل هذه المعاير الاجتماعية كلاً من:

  • العمر: هناك اختلافات اجتماعية تتعلق بتحديد الفارق العمر المناسب بين الزوجين، فهناك من يفضل أن يكون الزوجين متقاربين في العمر حتى يكون هناك تقارب في التفكير والآراء، وهناك من يفضل وجود فارق عمري لا يقل عن 6 سنوات بين الزوجين لضمان نجاح العلاقة، إلا أنّ هذا الأمر يعتمد في النهاية على مدى التوافق والتفاهم الموجود بين الرجل والمرأة، فالنبي صلى الله عليه وسلم، تزوج بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي بعمر صغير جداً، إلا أنّه كان متمكناً من مراعاة هذا الاختلاف وتفهمها.
  • البيئة الاجتماعية: من الضروري جداً وجود توافق بيئي بين الرجل والمرأة في العادات والتقاليد ونوع الحضارة، حتى لا يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل وصراعات بينهما.
  • المستوى التعليمي: من المفضل أن يكون هناك تقارب تعليمي بين الرجل والمرأة، حتى لا يكون هناك بينهما فجوة في التفكير والمستوى الثقافي، فتخجل من مناقشة الأمور معه، أو أخذ رأيه بالقضايا المهمة، مما يولد مشاكل بسبب تفوق المرأة على زوجها، حيث إنّ معظم الرجال لا يحبون الشعور بتفوق المرأة عليهم.

أحاديث عن الزوج الصالح

حثّ النبيُ عليه الصلاة والسلام على اختيار الزوج الصالح صاحبِ الخلق، والدين مؤكداً على معيار أساسيّ في اختيار الزوج، حينما قال في الحديث: (إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ)،فمن كان صالحاً في دينه، وخلقه حقّق لزوجته السعادة في الدنيا، والآخرة.

السابق
ما هو اللاكتوز
التالي
كيف أعيد نضارة بشرتي

اترك تعليقاً