أمراض

فعالية الأدوية العشبية في معالجة نوبات الربو و الوقاية منها

الربو

فعالية الأدوية العشبية في معالجة نوبات الربو و الوقاية منها

مرض الربو من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعاً في مجتمعنا الحديث. وهناك أدلة متزايدة تشير إلى أن معدل الإصابة وشدتها يتزايد وهناك انتشارعالٍ لاستعمال العلاج التكميلي لمرض الربو، وقد صنفت المستحضرات العشبية الثالثة الأكثر شعبية من طرق المعالجة التكميلة من قبل المصابين بالربو في بريطانيا. وكذلك في بلادنا العربية هنالك شعبية كبيرة لهذا النوع من المعالجة  قد تفوق غيرها من بلدان العالم.

في هذه المقالة سنبحث بإذن الله  في أهم الأدوية العشبية المستخدمة في معالجة نوبات الربو والوقاية منها و صحة الأدلة حول فعاليتها السريرية.

أعراض الربو

تشمل الأعراض الأساسية للربو:

  • أزيز صدري
  • صعوبة في التنفس
  • ضيق في الصدر
  • سعال

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، وعادة تأتي وتذهب إلا عند البعض تكون متواصلة، وقد تشتد الأعراض مؤقتًا، بما يعرف بهجمة الربو.

أسباب الربو

يحدث الربو نتيجة التهاب الطرق التنفسية التي تنقل الهواء إلى الرئتين. تصبح السبل التنفسية عالية الحساسية وتتضيق وتنسدّ بمخاط لزج. يحدث ذلك بتأثير محرضات متعددة تشمل:

  • المحسسات كعث الغبار المنزلي، وفراء الحيوانات وغبار الطلع
  • الهواء البارد
  • ممارسة الرياضة
  • عدوى الأمراض الصدرية

ما مدى فعالية الأدوية العشبية في معالجة نوبات الربو والوقاية منها؟

الأهمية التاريخية لطب الأعشاب في علاج الربو أمر لا جدال فيه. أربعة من خمسة أصناف من الأدوية المستخدمة حالياً في علاج الربو والوقاية منه ذات أصول عشبية تعود إلى 5000 سنة على الأقل، وهي منبهات بيتا 2 ومضادات الكولين والمثيل كزانثينات والكرومونات.

هناك أرشيف كبير من المعلومات عن الأدوية العشبية في العديد من الثقافات ومع ذلك، لا يقوم نسبة كبيرة من هذه المعلومات على دراسات سريرية منظمة على نحو كاف إنما كانت دراسات عشوا ئية حيث أن الفرق بين الدراسات السريرية المنظمة والعشوا ئية هو أن الدراسات المنظمة هي أكثر مصداقية لأنها تجرى حسب نظام مدروس موافق عليه من قبل منظمة الغذاء والدواء وهذه الدراسات تؤهل الدواء لأن يصبح مرخص باستخدامه عالمياً.

بعض العلماء قاموا بإجراء تحليل نقدي لعدد كبير من هذه الدراسات السريرية العشوائية لأهم الأدوية العشبية المستخدمة في العلاج التقليدي للربو على مر العصور وخلص هذا التحليل إلى مايلي:

يمكن تصنيف الأدوية العشبية إلى صنفين:

الصنف الأول: أدوية عشبية يمكن أن تخفف فقط من أعراض نوبات الربو وتقي قليلاً منها، مثل:

حشيشة السعال واللبلاب والسعتر وإكليل الجبل واليانسون والبابونج وعرق السوس وغيرها من الأدوية الشائعة.

الصنف الثاني: أدوية عشبية يمكن أن تعالج أعراض نوبات الربو وتقي منها ولكن لا زالت تحتاج مزيد من الدراسات المنظمة وذات المصداقية، ومثال عليها:

الأدوية العشبية الصينية، وأشهرها:
الجنكوبيلوبا: تستخدم منها خلاصة الأوراق وهي مضادة للالتهاب وموسعة للقصبات.
حشيشة الملاك: تستخدم منها الجذور وهي موسعة للقصبات.
ليغوستيكوم واليشي: تستخدم الجذور منها وهي موسعة للقصبات و تقوم بانقاص تراكيز العوامل الالتهابية وأهما الترومبوكسان ب2.

الأدوية العشبية الهندية، وأشهرها:
البيكوريزا: تستخدم الجذور منها في معالجة أمراض الرئة و نوبات الربو والتهابات القصبات بشكل عام.
البوسيليا: تستخدم الثمار منها وتقوم بانقاص اصطناع الليكوترئين الذي يعد أهم عامل التهابي في حالة الربو.

أدوية عشبية أخرى، مثل:
التسومورا اليابانية: وهي خلطة من عدد كبير من الاعشاب اليابانية لها قدرة على تحريض مستقبلات الغلوكوكورتيكوئيدات والمستقبلات الأدرينالية في القصبات مما يجعلها مفيدة في علاج نوبة الربو والوقاية منها.

علاج الربو بالقرنفل

يعتبر القرنفل من النباتات المعروفة في جميع أنحاء العالم، حيث عُرف في الفلبين وإندونيسيا ثمّ أصبح يزرع في عددٍ كبير من الدول، ويعرف القرنفل بعدّة أسماء مثل: عود النوار، والعويدي المسمار، ويستخدم كنوعٍ من البهارات كما يستخرج منه زيت الأوجينول الذي يدخل في العديد من المجالات.

ومن فوائد القرنفل في علاج الربو:
– يدخل في تحضير الوصفات الطبيعية لعلاج حالات الربو وذلك من خلال علاج الجهاز التنفسي وتهدئة حالات التهيج الرئوي.
– يساهم القرنفل في تنظيف الصدر والحلق من البلغم المصاحب للسعال والزكام.
– يحد من حالات ضيق التنفس.

القيم الغذائية للقرنفل:
– يحتوي على 21% من السعرات الحرارية.
– يحتوي على 0.39% من البروتينات.
– يحتوي على 0.35% من الدهون المشبعة.
– يحتوي على 4.04% من الكربوهيدرات.
– يحتوي على 1.32%من الدهون.
– يحتوي على 2.3% من الألياف.
– خالي من الكولسترول.

أدوية علاج الربو على المدى الطويل

يأخذها المريض يوميًّا فهي حجر الأساس في علاج الربو. تبقي هذه الأدوية الربو تحت السيطرة وتنقص من حدوث الهجمات. تضم هذه الفئة الأدوية التالية :

  • الكورتيكوستيروئيدات الاستنشاقية : هي أدوية مضادة للالتهاب وتشمل فلوتيكازون fluticasone وبوديسونايد budesonide وفلونيسولايد flunisolide وسيكليسونايد ciclesonide وبيكلوميتازون  beclomethasone وموميتازون mometasone وفوروات الفلوتيكازون fluticasone furoate .

يستخدم المريض هذه الأدوية من فترة تتراوح من عدة أيام إلى أسبوع للوصول إلى الفائدة العظمى. يكون احتمال ظهور الآثار الجانبية لهذه المجموعة أخفض من احتمال ظهورها عند تناول الأشكال الفموية للكورتيكوستيروئيدات، وذلك لمن يستخدمها لفترات طويلة.

  • المعدلات الليكوتريئنية : يتناولها المريض فمويًّا وتتضمن مونتيلوكاست montelucast وزافيرلوكاست zafirlucast زيليتون zileuton. تزيل الأدوية السابقة أعراض الربو لأكثر من 24 ساعة.

ترتبط هذه الأدوية في حالات نادرة بردود فعل نفسية كالهياج والعدائية والهلوسة والاكتئاب والأفكار الانتحارية. يراجع المريض طبيبه إن اشتكى من أي من ردود الأفعال.

  • ناهضات بيتا مديدة المفعول : تفتح الأدوية الاستنشاقية التالية الطرق التنفسية وتشمل سالميتيرول salmeterol وفورموتيرول formoterol .

أظهرت بعض الدراسات دورها المحتمل في زيادة خطر الإصابة بالهجمات الحادة، لذا تؤخذ بالمشاركة مع الكورتيكوستيروئيدات الاستنشاقية. قد تتسبب هذه الأدوية بتدهور الربو، لذا لا تؤخذ في الهجمات الحادة.

  • البخاخات التشاركية : تحتوي هذه البخاخات علي ناهضات بيتا طويلة المفعول مع كورتيكوستيروئيدات مثل فلوتيكازون مع سالميتيرول، وبوديسونايد مع فورموتيرول (سيمبيكورت Symbicort)، وفورموتيرول مع موميتازون. قد تزيد هذه الأدوية خطر الإصابة بالأزمات الحادة لاحتوائها ناهضات بيتا طويلة المفعول.
  • التيوفيليين theophylline : يأخذ المريض حبة يوميًّا لفتح الطرق الهوائية (توسيع القصبات)  من خلال استرخاء العضلات، ولا تستخدم كثيرًا في الوقت الحالي كالسابق.

الأدوية سريعة الإنقاذ (الإسعافية)

تستخدم أدوية علاج الربو ذات المفعول السريع في هجمات الربو أو قبل التمارين تبعًا لتعليمات الطبيب.

  • ناهضات بيتا قصيرة المفعول. يأخذها المريض استنشاقًا لتوسع القصبات خلال عدة دقائق مما يخفف من أعراض هجمة الربو. وتشمل ألبوتيرول albuterol وليفالبوتيرول levalbuterol. يستنشق المريض الدواء من خلال جهاز الاستنشاق المحمول أو الرذّاذة (جهاز يحول الدواء إلى بخار دقيق) وذلك عبر قناع وجهي أو قطعة فموية.
  • إيبراتروبيوم Ipratrobium. يؤثر سريعًا ليسبب استرخاء الطرق الهوائية مما يسهل التنفس. يستخدم الدواء في حالات النفاخ الرئوي والتهاب القصبات المزمن، وتستعمل أحيانًا لعلاج هجمات الربو.
  • الكورتيكوستيروئيدات الفموية والوريدية. وتشمل بريدنيزون Prednisone وميتيل بريدنيزولون methylprednisolone. تزيل الأدوية السابقة التهاب الطرق الهوائية النانج عن النوبات الحادة. يسبب استخدامها لفترات طويلة تأثيرات جانبية خطيرة، لذا يأخذها المريض لمدة قصيرة لتدبير الهجمات الحادة.

تخفف أدوية الاستنشاق سريعة الإنقاذ من أعراض الربو أثناء الهجمة. لا يحتاج المرضى المعتادون على أدوية الربو لفترات طويلة للأدوية الإسعافية غالبًا.

يسجل المريض عدد البخات التي يحتاجها كل أسبوع من منشقة الربو الإسعافية، وينافش الطبيب إن تجاوز الجرعة الموصي بها . فقد يلجأ الطبيب حينها لضبط جرعة الدواء طويل الأمد.

أدوية التحسس

أدوية الحساسية من أدوية علاج الربو التي تفيد المرضى الذين تزداد حالتهم سوءًا أو تتحفز بعد التعرُّض للمحسسات. وتشمل الأدوية التالية:

  • محرضات الحساسية (العلاج المناعي). تنقص هذه الأدوية على المدى الطويل من تفعيل الجهاز المناعي بتأثير المحسسات. يأخذ المريض هذه المحسسات مرة أسبوعيًّا لعدة أشهر، ثم مرة شهريًّا لثلاث أو خمس سنوات.
  • أوماليزوماب omalizumab. نعطي المريض المتحسس أو المصاب بأزمة ربو حادة هذا الدواء حقنًا كل أسبوعين وحتى كل أربعة أسابيع. يؤثر الدواء من خلال تنبيهه للجهاز المناعي.

اللدونة الحرارية القصبية Bronchial thermoplasty

هذا العلاج غير متوفر بشكل واسع ولا يجوز استخدامه من قبل الجميع، يستخدم في حالات الربو الشديد التي لم تتحسن مع الكورتيكوستيروئيدات الاستنشاقية أو غيرها من أدوية الربو المستعملة على المدى الطويل.

يعمل العلاج على تسخين داخل الشعب الهوائية خلال ثلاث زيارات للعيادات الخارجية، مما ينقص من العضلات الملساء داخل المسالك الهوائية. وهذا يحد من قدرة الطرق الهوائية على التضيق، ويسهل عملية التنفس ويخفف من هجمات الربو.

العلاج الحثيث لسيطرة أفضل: النهج المتدرج

يكون العلاج مرنًا ويرتكز على إحداث تغيير في الأعراض، حيث يقيمها الطبيب في كل زيارة له ويضبط العلاج على أثرها.

فعلى سبيل المثال عندما يلاحظ الطبيب سيطرة جيدة على الأعراض قد ينقص من بعض الأدوية، أما في حال ساءت الحالة أو لم تضبط فيصف الطبيب حينها مزيدًا من الأدوية ويوصي بتكرار الزيارات إليه.

الأدوية التي تؤثر على الربو

يؤثر عدد قليل من الأدوية سلباً على مرضى الربو ولكن تأثيراتها يمكن أن تكون خطيرة. تتضمن الأدوية التي يرجح أن تسبب هذه التأثيرات المجموعات الثلاثة التالية: الأسبرين/ مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية -حاصرات بيتا – ومثبطات ACE. ومع ذلك يمكن أن تحدث هذه التأثيرات مع أدوية أخرى لذلك يجب الانتباه إلى أي أعراض تظهر عند تناول دواء جديد وإخبار الطبيب المعالج على الفور.

السابق
علاقة تلوث الهواء بالأمراض وأهمية تنقية الهواء
التالي
حلول طبيعية فعّالة لعلاج ألم الحلق

اترك تعليقاً