صحة عامة

ما هو العقل

ما هو العقل وأين يوجد

العقل هو الجزء غير الملموس من جسم الإنسان والمسؤول عن العمليات الذهنية والنفسية التي يقوم بها الإنسان إرادياً أو لا إرادياً، كما أنّه المنبع لكلّ السلوكيات والتصرفات والأفكار السليمة التي تميّز الإنسان عن غيره من الحيوانات غير العاقلة، فالعقل في اللغة عكس الجهل والعقل هو الذي يحثّ الإنسان على القيام بعمليات التفكير، والتحليل، والتدبّر، للتميز بين الصواب والخطأ والسلوكيات والأفكار المقبولة والغير مقبولة.

موقع العقل في جسم الإنسان

اختلف العلماء في تحديد مكان وجود العقل في جسم الإنسان وانقسموا في تحديد مكانه إلى طرفين، يرجح الطرف الأول وجود العقل في الدماغ، أمّا الطرف الثاني فيرجح وجود العقل في القلب لكن من دون أن يقدّم أي طرف من الأطراف دليل حسّي وماديّ على توجهاته واعتقاداته، ولجؤوا في تحديد ذلك إلى افتراضات غير مثبته بطريقة علمية والتي تحولت مع الوقت إلى مسلمات بالنسبة لهم.

فلسفة العقل

فلسفة العقل أو فلسفة الذهن

هي إحدى فروع الفلسفة التي تهتمّ بدراسة طبيعة العقل والأحداث والوظائف والخصائص الذهنية بالإضافة إلى الوعي وعلاقتهم بأعضاء الجسد وخاصة الدماغ. تعدّ مسألة العقل – الجسد إحدى القضايا الأساسية المتناولة في فلسفة العقل، على الرغم من وجود أمور أخرى تهتم بطبيعة العقل المجرّدة من أيّة علاقة بالجسم، مثل الإجابة عن كيفية الإدراك وطبيعة الحالات العقلية الخاصّة.

تمثّل الأحاديّة والمثنوية (أو الثنائية) المدرستان الفكريتان الأساسيتان اللتان حاولتا حلّ مسألة (معضلة) العقل – الجسد. تعود الأصول الفكرية لمدرسة المثنوية إلى أفلاطون، ومدارس السامخيا واليوغا في الفلسفة الهندوسية؛ كما تبنى الفلاسفة المسلمون نظريات الإغريق حول أصناف العقل. إلّا أنّ الشكل النهائي للمسألة صيغ بشكل دقيق من قبل رينيه ديكارت في القرن السابع عشر. ناقشت المثنوية الجوهرية (ثنائية المواد) أنّ العقل هو جوهر متواجد بشكل مستقل، بينما حافظت مثنوية الخصائص على أنّ العقل هو مجموعة من الخصائص المستقلّة المنبثقة عن الدماغ والتي لا يمكن حصرها به، مؤكّدة بأنّ العقل ليس جوهر منفصل. بالمقابل، فإنّ الأحادية تتبنّى الرأي الذي يقول بأنّ العقل والجسد ليسا كيانين وجوديّين منفصلين، إنّما هما جوهر واحد. لقى هذا الرأي تأييداً لأوّل مرّة في الفلسفة الغربية من قبل بارمنيدس في القرن الخامس قبل الميلاد، ثم تبنّى العقلاني باروخ سبينوزا هذا الرأي في القرن السابع عشر.

ما هو العقل الباطن

هو الوعاء الذي يجمع كل ما أدخله الإنسان إليه من أفكار ومشاعر سيجدها يوماً ما تخرج إلى العالم الخارجي بأسلوبٍ معين لتُعبّر عن شخصيته، فهذا الوعاء إذا أَدخَلَ الإنسان فيه الأفكار والتجارب السلبية ومشاعر الحقد والكره، فإنّ النتيجة تكون شخصيةً مريضةً وشريرة، أما إذا أدخل الأفكار الإيجابية والمشاعر الجميلة والذكريات الرائعة المليئة بالحب والودّ والتسامح، فإنّ الشخصية التي تنتج عنها هي شخصيةٌ إيجابيةٌ وناجحةٌ، وهي اللّؤلؤة المكنونة التي تحدّث عنها الكثيرون، فالعقل الباطن يستطيع أن يلتقط آلاف الإشارات من خلال حواس الإنسان، ويبدأ بتخزين هذه الإشارات وما يرافقها من مشاعر وأحاسيس إلى أن تظهر مرةً أخرى كميولٍ واهتماماتٍ شخصية لدى الإنسان، وقد يكون للعقل الباطن تأثيرٌ على قرارات الإنسان التي تصدر عنه، وبالأخص القرارات السريعة منها.

مفهوم العقل عند المسلمين

بين أن للعقل عند العلماء ثلاثةَ معانٍ:

  • أولها: أن العقل غريزة.
  • ثانيها: أن العقل فهم.
  • ثالثها: أن العقل بصيرة.

• ويؤكِّد أن العقل غريزة بقوله: “فالعقل غريزة جعلها الله – عز وجل – في الممتحنين من عباده”

وقال: “فهو غريزة لا يعرف إلا بفعاله في القلب والجوارح، لا يقدر أحدٌ أن يصفَه في نفسه ولا في غيره بغير أفعاله”

ورأى أن العقل غريزة، قال به الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – ومعظم السلف، والإمام أحمد ممَّن عاصر المحاسبي، وقد أضاف المحاسبي إلى قوله: إن العقل غريزة كلمة “نور”، فقال لما سئل عن العقل: “هو نور الغريزة، مع التجارب يزيد، ويقوى بالعلم وبالحِلْم”

ويعارض المحاسبي قولَ البعض: إن العقل معرفةٌ: “وقد زعَم قومٌ أن العقل معرفةٌ نظمها الله ووضعها في عباده، ويتَّسِع بالعلم المكتسب الدال على المنافع والمضار، والذي هو عندنا أنه غريزة، والمعرفة عنه تكون”

وكذلك سمَّى العربُ العقل فهمًا؛ “لأن ما فهِمْتَه فقد قيَّدْتَه بعقلك وضبَطْتَه كما البعير قد عُقِل؛ أي قد قيدت ساقه إلى فخذَيْه”

وكذلك قالوا عن العقل: إنه البصيرة، والبصيرة ظاهرة عقلية، وليست هي العقل عند المحاسبي؛ لأن البصيرة هي فهم حقائق معاني البيان، وتحصل بعد العقل عن الله -تعالى- وبعد أن تعظُم معرفته بعظيم قُدْرة الله وبقدر نعمِه وإحسانه

معنى العقل

عقَلَ / عقَلَ عن يَعقِل ، عَقْلاً عُقُول، فهو عاقل ، والمفعول معقول – للمتعدِّي
عَقَلَ الوَلَدُ : أَدْرَكَ حَقَائِقَ الأَشْيَاءِ
عَقَلَ الشَّابُّ : أَدْرَكَ وَمَيَّزَ
عَقَلَ الشَّيْءَ : فَهِمَهُ، أَدْرَكَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ ع
عَقَلَ صَاحِبَهُ : فَاقَهُ فِي العَقْلِ
عَقَلَ الدَّابَّةَ : ضَمَّ رُسْغَهَا إِلَى عَضُدِهَا وَرَبَطَهُمَا مَعاً بِالعِقَالِ لِتَبْقَى بَارِكَةً
عَقَلَ الظِّلُّ : اِنْقَبَضَ وَانْزَوَى عِنْدَ مُنْتَصَفِ النَّهَارِ
عَقَلَ الدَّوَاءُ البَطْنَ : أَمْسَكَهُ بَعْدَ إِسْهَالٍ
عَقَلَ القَتِيلَ : أَدَّى دِيَتَهُ
عَقَلَ عَنْهُ : أَدَّى عَنْهُ مَا لَزِمَهُ مِنْ دِيَةٍ
عَقَلَتِ الْمَرْأَةُ شَعْرَهَا : مَشَطَتْهُ
عَقَلَ الوَعْرُ : صَعِدَ وَتَحَصَّنَ فِي أَعْلَى جَبَلٍ
عَقَلَ خَصْمَهُ : لَوَى رِجْلَهُ عَلَى رِجْلِهِ وَأَوْقَعَهُ عَلَى الأَرْضِ
عَقَلَ إِليه عَقْلاً وعُقُولاً: لجأَ وتحصَّنَ
عَقَلَ فلاناً عن حاجته : حبسَهُ عنها

قدرات عقل الإنسان

الإنسان مزود بقدرات عقلية متعددة، اختلف العلماء في تصنيفها وتحديد العلاقات بينها، ويشير ذلك إلى اهمية هذه القدرات في حياة الفرد الحالية والمستقبلية، فضلا عن حياته المهنية والتعليمية والاجتماعية .

وللقدرات أهميتها في عملية التوجيه التربوي. ويقصد بالتوجيه التربوي اختيار الفرد لنوع الدراسة المناسبة لقدراته وإعداده للالتحاق بها، ثم النجاح فيها، ما يساعده على تحقيق ذاته، فالقدرة الميكانيكية المرتفعة تؤهل صاحبها لدراسة الهندسة الميكانيكية بتفوق، والقدرة اللغوية العالية تؤهل صاحبها لدراسة اللغويات بتميز، والقدرة المميزة على فهم المسائل الرياضية المتميزة تؤهل صاحبها لدراسة الرياضيات والهندسة بنجاح.

وللقدرات فائدتها في مجال التوجيه المهني. و يقصد بالتوجيه المهني عملية فنية منظمة تهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار المهنة المناسبة له، وإعداده للالتحاق بها والنجاح فيها. كما تهدف إلى مساعدة الفرد على تنمية وتحقيق صورة متكاملة لذاته تتلاءم مع امكانياته، وعلى أن ينمي ويتقبل الدور الذي يقوم به في عالم العمل. فالقدرة الفنية العالية تؤهل صاحبها للالتحاق والنجاح في المهن الفنية، كالفنون التشكيلية والعمارة، والقدرة الإدارية المرتفعة تؤدي إلى النجاح في ممارسة المهن ذات الطابع الإداري، مثل رئاسة العمال، والقدرة الاجتماعية المتميزة تؤهل صاحبها للتفوق في ممارسة الأعمال السياسية، والتدريس، والخدمة الاجتماعية، وخدمات الإرشاد النفسي .

وللقدرات النوعية، ومنها الابتكارية، دورها المهم في الاكتشاف والاختراع، إذ تتضمن الحساسية للمشكلات ووضع حلول جديدة وأصيلة لحلها، فبالقدرة الابتكارية توصل العلماء إلى تطوير الكتابة اليدوية إلى الكتابة بالآلة الكاتبة، ثم بالحاسب الآلي، وبالقدرة الابتكارية توصلوا إلى علاج العديد من الأمراض، بدأ من العلاج بالأعشاب إلى العلاج بالعقاقير والأدوية، إلى العلاج بالأشعة، إلى العلاج الجيني.

وتعد قدرات التفكير الناقد ذات فائدة كبيرة في التعرف على دقة الاستنتاجات وصحتها، والتمييز بين الحقيقة والخيال، وبين المعلومات المرتبطة وغير المرتبطة بالموضوع، والمقارنة بين وجهات النظر المتعارضة، ومناقشة القضايا وتقويم الحجج.

وتلعب قدرات الذكاء الاجتماعي دورا مهما في توافق الفرد الاجتماعي، لأنها تساعده على تحليل المشكلات المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية واختيار أفضل الحلول لها، وكذلك في الوقوف على حالة المتكلم النفسية، وعلى تذكر الأسماء والوجوه، وعلى ملاحظة السلوك الإنساني و الاستفادة من الخبرات المستمدة من تلك الملاحظة في فهم السلوك الإنساني، وعلى إدراك وتذوق النكات، التي تؤدي إلى المرح و المداعبة.

وإذا كانت القدرات العقلية تسهم في التفوق والإبداع والابتكار، فإن انخفاضها بشكل ملحوظ يؤدي إلى تخلف أداء الفرد وتدهوره في قطاع معين دون غيره، ويدل على ذلك أنه عند رسم مخطط نفسي (بروفيل) لقدرات شخص ما ، نلاحظ ارتفاع بعض القدرات ، ووقوع البعض منها في النطاق المتوسط، وانخفاض بعضها الآخر، وهذا الانخفاض من شأنه أن يفسر تعثر الفرد في ممارسة الأنشطة الدالة على تلك القدرات.

وظائف العقل

وظائف العقل البشري

  1. التركيز.
  2. التفكير.
  3. الإبداع.
  4. التخيل.
  5. تخزين المعلومات.
  6. الذاكرة.
  7. النسيان.

الفرق بين العقل والدماغ

يستعمل الكثير من الناس كلمة “دماغ”، و”مخ”، و”عقل”، باعتبار أنها نفس الكلمة رغم أنها مختلفة كل الاختلاف.

فالعقل هو كلمة معنوية وليست مادية ويقصد به القدرة على التفكير والتي يتميز بها الإنسان عن الحيوانات.
أما الدماغ فهو يمثل المحتوى الموجود داخل جمجمة الإنسان وهو مسؤول عن كل العمليات العصبية في الجسم والتحكم بعمل أعضاءه، و يشتمل على: المخ، المخيخ وجذع الدماغ.
والمخ هو جزء من دماغ الإنسان مسؤول عن العمليات الإدراكية، والحسية وكل ما له علاقة بالتفكير واللغة.
السابق
ما عدة المطلقة
التالي
كيف افهم خطيبي

اترك تعليقاً