الحياة والمجتمع

مفهوم الوعي الثقافي

مفهوم الوعي

يعبّر الوعي عن مدى إدراك الإنسان للأشياء والعلم بها، بحيث يكون في وضع اتّصال مباشر مع كل الأحداث التي تدور حوله، من خلال حواسّه الخمس، فيبصرها، ويسمعها، ويتحدّث بها وإليها، ويشمّ رائحتها، ويفكّر بأسبابها.

أي أنّه يمثل علاقة الكيان الشخصي والعقلي بمحيطه وبيئته، ويضمّ مجموعة الأفكار، والمعلومات، والحقائق، والأرقام، والآراء، ووجهات النظر، والمصطلحات، والمفاهيم ذات العلاقة بكل ما هو ماديّ وكذلك معنويّ، كما وتندرج مصطلحات المنطق والإدراك الذاتي والعقلاني والحسيّ والحكمة تحت مسمّى الوعي، ويؤمن المفكر ماركس صاحب الفكر الاشتراكي أن ّالوعي عبارة عن بناء فوقي تدريجي تندرج تحته كافّة الأنشطة الإنسانية، كما ويرى أنهّالإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عنه.

مفهوم الوعي الوطني

الوعي القومي (بالإنجليزية: National consciousness)‏ هو الحس السليم للهوية القومية؛ أي فهم مشترك، بأن يكون لمجموعة من الأشخاص، لديهم خلفية عرقية، لغوية، ثقافية، مشتركة.

تاريخيا، كان ارتفاع الوعي القومي، هو الخطوة الأولى نحو إنشاء أمة. الوعي الوطني، بجملة واحدة، هو مستوى الوعي الفردي، والجماعي، يفهم منه الفرد، أنه بدون “هم”، لا يوجد، “نحن”.

إنه مجرد وعي بالعديد من المواقف، والمعتقدات الشائعة تجاه أشياء، مثل الأسرة، والعادات، والأدوار المجتمعية، والجنس، وما إلى ذلك. يتيح هذا الوعي للشخص أن يكون لديه “هوية جماعية” تسمح له بأن يكون مدركا، لمكان وجوده، ولأهمية الأماكن، والناس من حوله، بحيث يجعلون في النهاية الجماعة أمة. باختصار، يمكن تعريف الوعي الوطني، بأنه مادة محددة للحالات التي توفر أنماطا معتادة، فيما يتعلق بظواهر الحياة.

تطورت الهويات الوطنية، في أوروبا، والأمريكتين إلى جانب مفهوم، السيادة السياسية، المستثمرة في شعب الأمة. في أوروبا الشرقية، كان يرتبط في كثير من الأحيان مع العرق، والثقافة.

تتطلب القومية أولاً، وعيا وطنيا، ووعيا بالمجموعة الوطنية، لمجموعة من الأشخاص، أو الأمة. غالبا ما تُعزى صحوة الوعي القومي إلى الأبطال الوطنيين، وترتبط بالرموز الوطنية، وكانت جزءا من الحل ليوغوسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفيتي.

أهمية الوعي

ما هي أهمية هذا الوعي؟
لقد مرَّ قبل قليل ذكر القدرة المستمرة على التجاوُز والتي تُفضي إلى التواضُع بسبب إدراك صيرورة الوضع الإنساني. وليست المشكلة عند الإنسان الذي يمتلك هذه القُدرة، ولكن في الإنسان الذي يفتقدها، ومن هُنا فإن “الوعي بالإنسان” يُؤدي إلى الخروج من حالة الجمود والتعصُّب وحالة اللاتسامُح مع الآخر.

وهُنا تكمُن ضرورة تجذير هذا الوعي في عالمنا العربي والإسلامي، فنحن في حاجة إلى التسامُح بعضنا مع بعض قبل التسامح مع الآخر المختلف ثقافةً وتاريخًا، بقدر حاجتنا إلى الخروج على التعصُّب والجمود.

إذن، “الوعي بالإنسان” ليس ترفًا فلسفيًّا بعيدًا عن الواقع، وإنما الواقع بالذات هو الذي يُملي ضرورة وأهمية هذا الموضوع. فأن نمتلك وعيًا بالإنسان يعني أن نكف عن النظر إلى أنفسنا وإلى الأشياء وإلى الآخر المختلف عنّا كما لو أننا نقف خارج الزمان والتاريخ، بعيدًا عن عالم البشر!

وهذا الوعي مهم بشكل خاص عند قراءتنا للدين، الفاعل الأكثر أهمية في واقعنا. إن قراءة الدين الواعية بالإنسان هي تلك القراءة التي لا يغيب عنها أن القارئ دائمًا هو الإنسان وليس الخالق. الإنسان الموجود الآن في هذا المكان، هذا العصر وهذا التاريخ، الإنسان الواقعي وليس الإنسان المجرد الذي لا وجود له في الأرض. ولأنه، أي الإنسان، يعيش في الأرض لا في السماء فهو يعبِّر عن رؤية إنسانية بواسطة أدوات معرفية إنسانية، وليست إلهية.

إن الاعتراف بوجود مسافة فاصلة بين الإنسان المحدود بالتاريخ والثقافة واللّغة وأدوات المعرفة والتفكير التي يمتلكها من جهة وبين موضوع هذه المعرفة من جهة أُخرى سينقُل النقاشات من صراع حول “من يمتلك الحقيقة” إلى كيف يمكن قطع المسافة المؤدية إلى الحقيقة، أي إلى نقاش إنساني -إنساني كما ينبغي دائمًا أن يكون. وهذا غير ممكن بالنسبة لمن لا يمتلك وعيًا بالإنسان، أعني من يعتبر أن الهوية الإنسانية هي من المعلوم بالضرورة، وأنها في غاية البداهة إلى الحد الذي لا يحتاج إلى تفكير.هذا الإنسان سينظر إلى المعرفة التي يحملها أيضًا بنفس الطريقة كأنها جزءٌ لا يتجزأ من الهوية بالمعنى السكوني لهذه الكلمة، وهكذا تكون المعرفة هي الحقيقة، هي الواقع ذاته، بلا أي مسافات! وهذا ما لا ينبغي أن يكون.

ومن جهة أُخرى وعلى الرغم من أن مفهوم الوعي الدينيإدراك نسبية الإنسان ومحدوديته يمثِّل شرطا ضروريًّا للمضي للأمام، إذ لولا نسبية الإنسان لما كان هُناك من معنى للبحث عن آفاق جديدة للمعرفة والوجود، فإن هذه النسبية قد يتم استغلالها لتحجيم الإنسان وفرض نوع من الوصاية عليه بوصفه عاجزًا عن بلوغ الحقيقة بعقله القاصر كما نلاحظ ذلك في الخطابات الدينية، مع أن هذه الخطابات نفسها أنتجها عقل إنساني تنسحب عليه ذات تهمة القصور، بالإضافة إلى كونه غالبًا غير واعٍ بالمسافة التي يقطعها هو أيضًا من أجل الوصول إلى ما يعتقد أنه الحقيقة. وإن الوعي بهذه المسافة لهو الوعي بالإنسان.

ومهما تكن نسبية الإنسان فإن “الحقائق” لا تستمد وجودها ومشروعيتها إلا من هذا الإنسان النسبي، لأن الحقائق تُوجد عبر الإنسان، وفي وعي الإنسان. فنحن لا نستطيع أن نتكلم عن حقائق خارج الوعي الإنساني لأننا لا نستطيع ولا يمكننا أن نخرج لنقف وننظر من خارج هذا الوعي. فهذا الوعي هو المُحرِّر، وهو السجن في الوقت نفسه.

فبوعينا نتخطى الشروط التي تحدِّد وجودنا، ولكن في الوقت نفسه لا نستطيع الخروج بشكل كامل خارج هذا الوعي لنرى أنفسنا والأشياء على حقيقتها المُطلقة. أو كما أوضح “كانط” أن وعينا بالأشياء لا يتم وفقا لطبيعتها كما هي، وإنما وفقا لطبيعة العقل الإنساني. إذن، كل حقيقة فهي إنسانية، لأنها مفهومٌ يُوجد في الإنسان، ويتم تحصيلها أو البرهنة عليها بواسطة الإنسان.

مفهوم الوعي الديني

يرتبط مفهوم الوعي الديني بمفهوم الوعي بشكل عاممن ناحية، وبمفهوم الدين من ناحية أخرى، لذلك سنتطرق لموضوع الوعي، وموضوع الدين ثم لمفهوم الدين في الإسلام، ثم الوعي الإسلامي، ومفهوم الوعي الديني في علم الاجتماع.

تعريف الوعي الإلكتروني

إن مصطلح Information Literacy قد ترجم بمفردات عديدة منها : مستوى التعليم والثقافة المعلوماتية، محو الأمية المعلوماتية، الوعي المعلوماتي، الثقافة المعلوماتية، معرفة قراءة وكتابة المعلومات.
وقد لقي هذا المفهوم إهتماماً كبيراً من المنظمات المتخصصة والباحثين المتخصصين في مجال المكتبات بتعريفه وتحديده.
هناك العديد من التعريفات للوعي المعلوماتي نذكر منها :

  • تعريف اللجنة الرئاسية للوعي المعلوماتي Presidential Committee of Information Literacy التابعة لجمعية المكتبات الأميركية ALA : حددت في تقريرها النهائي لعام 1989 الذي يعد نقطة تحول لهذا المفهوم ” أن الشخص الواعي معلوماتياً هو القادر على إدراك متى يحتاج للمعلومات ولديه القدرة على تحديد مكانها وتقييمها واستخدامها. فهو الشخص الذي تعلم كيف يتعلم Learned How to Learn، وهو يعرف كيف يتعلم لأنه يعرف كيف يصل إلى المعلومات ويستخدمها بطريقة يستطيع أن يتعلم منها الآخرون”.
  • تعريف المجلس الأسترالي لأمناء المكتبات الجامعية Council of Australian University Librarians : ” الوعي المعلوماتي هو مجموعة القدرات التي تتطلب من الأفراد فهم وتحديد متى يحتاجون للمعلومات وتحديد مكان المعلومات المطلوبة واستخدامها وتقييمها بكفاءة”.
  • تعريف المنتدى القومي للوعي المعلوماتي NFIL : National Forum on Information Literacy : ” بأنه القدرة على معرفة متى تكون هناك حاجة للمعلومات أو المشكلة التي في متناوله ليكون قادراً على تمييز وتحديد مكان المعلومات وتقييمها واستخدامه”
  • وتبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (UNESCO) في إعلان براغ تعريف مفهوم الوعي المعلوماتي ضمن التعلم مدى الحياة ليعني : “تحديد الحاجات والإهتمامات المعلوماتية والقدرة على تحديد مكانها وتقييمها وتنظيمها وخلقها بكفاءة واستخدامها والإتصال بالمعلومات لمعالجة القضايا والمشاكل، فهو شرط المشاركة في مجتمع المعلومات وجزء أساسي من حقوق الإنسان للتعلم مدى الحياة”
  • تعريف ماريس “Marais” عام 1992 الوعي المعلوماتي ومهارات المعلومات بأنها “عملية إكتساب معرفة نحو مواقف أو مهارات المعلومات كأعظم قرار للطريق الذي يستغل الأفراد حقيقته في التطوير والحياة والعمل والإتصال في مجتمع المعلومات”
  • تعريف دراش “Drach” عام 1997 الذي وصف مفهوم الوعي المعلوماتي “بأنه يتطلب الإحاطة بالطريق التي تعمل فيه نظم المعلومات والربط الديناميكي بين الحاجة للمعلومات والمصادر والقنوات التي تتطلب إشباع تلك الحاجة”
  • تعريف قاموس المكتبات والمعلومات على الخط المباشر ODLIS : Online Dictionary of Library & Information عام 2003 : الوعي المعلوماتي “هو إكتساب مهارة الوصول للمعلومات التي يحتاجها وفهم كيفية تنظيم مصادر المعلومات في المكتبات وإعداد المعلومات وأدوات البحث الإلكترونية وإستخدام التقنية في عمليات البحث وتقييم المعلومات والإستفادة منها بفاعلية وفهم البنى التحتية للتقنية التي تعد أساس نقل المعلومات وتأثير العوامل الإجتماعية والسياسية والثقافية على ذلك”.
السابق
ما هي فوائد الماء على الريق
التالي
تعريف بنية السكان

اترك تعليقاً