الحياة والمجتمع

مفهوم تشكيل السلوك من مفاهيم نظرية

تعريف السلوك

يعرف السلوك الإنساني بأنه كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد سواءً كانت ظاهرة أم غير ظاهرة. ويعرفه آخرين بأنه أي نشاط يصدر عن الإنسان سواءً كان أفعالا يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات الفسيولوجية والحركية أو نشاطات تتم على نحو غير ملحوظ كالتفكير والتذكر والوساوس وغيرها.
والسلوك ليس شيئاً ثابتاً ولكنه يتغير وهو لا يحدث في الفراغ وإنما في بيئة ما، وقد يحدث بصورة لاإرادية وعلى نحو ألي مثل التنفس أو الكحة أو يحدث بصورة إرادية وعندها يكون بشكل مقصود وواعي وهذا السلوك يمكن تعلمه ويتأثر بعوامل البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الفرد.

دور التعلم في تشكيل السلوك البشري pdf

اضغط هنا لتحميل دور التعلم في السلوك الإنساني

أهمية السلوك

يساعد السلوك التنظيمي المدير على فهم الموظف والاحتفاظ به ومعرفة ما يؤثر على العملية الإنتاجية، كما يساهم السلوك التنظيمي في عملية التوظيف من خلال مساعدة المدراء في عملية تقييم مهارات الأشخاص المتقدمين للوظيفة، وبالتالي يوفر للموارد البشرية موظفين بكفاءات عالية داخل الشركة، كما توفر نظرية السلوك التنظيمي الإرشادات للمنظمات، وذلك لمساعدتها على تكوين ثقافة داخلية تتسم بالإيجابية، بالإضافة إلى تحسينها لأداء الموظفين وزيادة رضاهم الوظيفي، وتعزيز الإبداع والابتكار داخل المنظمة.

تعريف السلوك لغة واصطلاحاً

السلوك في اللغة

حسب ما ورد في لسان العرب هو من المصدر للفعل سَلك طريقاً، وسلك المكان يسلكه سلكاً، وسَلَكْتُ الشيء في الشيء أَي أَدخلته فيه، أمّا تعريف السلوك

في الاصطلاح

فهو سيرة الفرد واتجاهاته ومذهبه، حيث يُقال أنّ شخصاً سيء السلوك أو حسن السلوك، كما أنّ السلوك من الأعمال الإرادية التي يقوم بها الإنسان كالكذب، والصدق، والكرم، والبخل، ونحوها.

أنواع السلوك الإنساني

هناك تصنيفات للسلوك الإنساني أشار إليها العلماء والمختصون، ومن تلك التصنيفات ما يلي:

أولاً: تصنيف ابن تيمية (رحمه الله):

أشار ابن تيمية إلي أنواع السلوك وقال عنها (أعمال الأبدان) وهي: ثلاث درجات: ظالمٌ لنفسه، ومقتصدٌ، وسابقٌ بالخيرات. وهذا التصنيف مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]. ويوضح ابن تيمية هذه الأصناف بقوله:

فالظالم لنفسه: العاصي بترك مأمور أو فعل محظور.

والمقتصد: المؤدي الواجبات والتارك المحرمات.

والسابق بالخيرات: المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب والتارك للمحرم والمكروه (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، ج 10، ص 6).

ثانياً: تصنيف محمد دراز (رحمه الله):

يقول دراز: أنه يمكن تصنيف الناس في سلوكهم إلى ثلاثة أصناف هي:

1- صنف لا يفعل الخير ولكنه يحب أن يحمد به، ويقترف الإثم ثم يرمي به من هو بريء منه، إذا كان عليه الحق ضجر به، وإذا كان له الحق ألح في طلبه ولم يقبل في ذلك معذرة، هذا صنف من الناس شعارهم: كن كلاعب الشطرنج، خذ ولا تعط، فإن لم تستطع فخذ أكثر مما تعطي. وتلك خلة قوم وصفهم الله تعالى بأنهم أحرص الناس على حياة. قال جل وعز: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 96].

2- الصنف الثاني لا يبخلون بالحق الذي عليهم بل يسارعون إلى أدائه، ولكنهم يحرصون في الوقت نفسه على الحق الذي لهم، ولا يتهاونون في اقتضائه، لا يبدؤون أحداً بظلم ولا عدوان، ولكنهم إن ظلموا انتصفوا ممن ظلمهم، وحرموا من حرمهم، شعارهم خذ بقدر ما تعطي، قال تعالى: ﴿ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: الآية 279].

3- وصنف أخير تجاوز العدل إلى الفضل، لا يظلمون أحداً بل يعفون عمن ظلمهم، ولا يبخسون أحداً حقه، بل يسمحون له ببعض حقوقهم.

وشعارهم: أعطِ ولا تأخذ، فإن لم تستطع فأعط من نفسك أكثر مما تأخذ (دراز، نظرات في الإسلام، ص 104 107).

وبمقابلة التصنيفين السابقين لأنواع السلوك مع موضوع هذه الدراسة (الازدواجية في السلوك)، نجد أن ابن تيمة رحمه الله أشار إلى ازدواجية السلوك ضمن التقسيم الأول (الظالم لنفسه) حيث يقول: ” وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان: فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب، والسيئات المقتضية للعقاب، حتى يمكن أن يثاب ويعاقب ” (المرجع السابق، ص 7).

أما تصنيف “دراز” رحمه الله فلم يشر إلى ازدواجية السلوك ضمن تصنيفاته التي أشرنا إليها، ويؤكد ذلك قوله: ” لو كان لنا أن نرمز لكل واحد منها برمز حسابي، لوضعنا على أولها علامة النقص، وعلى الثاني علامة المساواة، وعلى الثالث علامة الزيادة ” (ص 107).

وعلى أية حال فالازدواجية وضع قائم في سلوك الإنسان، يلمسها العاقل في ذاته وفي الآخرين.

ما المقصود بأنماط السلوك

تعريف النمط السلوكي:

النمط السلوكي هو عبارة عن علاقة بين الفعل و الانفعال لدى الأشخاص يخوضون صرعا دائما بهدف الحصول على هدف معين وبأقل وقت ممكن ويختلف هذا النمط عن حالات القلق العادية من حيث تحديده لأهداف وإصراره عليها . و ذلك على عكس القلق الذي يتراجع ليطلب النصح إذا ما أحس أن زمام الأمور يفلت من يده.

السابق
ما هو القانون المدني
التالي
مفهوم الشعار

اترك تعليقاً