تعرف على أهم أنواع الصدمات النفسية
عادة ما تصيب الصدمات النفسية الأشخاص جراء تعرضهم لموقف صادم وغير متوقع، وتختلف أنواع الصدمات النفسية باختلاف الموقف أو الحالات المحفزة لها.
تعد المعرفة المسبقة بأنواع الصدمات النفسية مفيد جدًا لتفادي صدمات مشابهة في المستقبل.
فيما يلي بعض الحالات والمواقف التي تساهم في حدوث الصدمات النفسية لدى الإنسان:
- حوادث السيارات.
- الانفصال عن الشريك.
- تعرض أحد الأطفال إلى حادث.
- التعرض للخوف الشديد، مثل ركوب الطائرة والمرور بمطبات هوائية حادة.
- مشاهدة بعض المشاهد المخيفة.
- سماع بعض القصص المخيفة مثل غرق أحد الأطفال.
- سماع القصص الحزينة مثل انفصال أحد الاباء عن أطفالهم.
- أن تكون أحد أطراف في قضية أو طرف في مشاكل مالية.
- الإيقاف من قبل الشرطة.
- الذهاب إلى طبيب الأسنان.
بناء على المؤثرات السابقة تختلف أنواع الصدمات النفسية تجاه هذه المحفزات بحسب ردة فعل الإنسان وقربه من الحدث.
على سبيل المثال تزداد حدة أعراض الصدمات النفسية عند معرفة أن الطفل المتوفي هو أحد أبناء أقرب أصدقائك عند مقارنته بالحدث الذي يشمل وفاة طفل شخص غريب أو بعيد.
من الجدير بالذكر بأن بعض الأحداث قد لا تؤثر على الإنسان لتشكل له صدمة نفسية عميقة، ولكن قد تثير لديه شعور قوي بالخوف والذعر.
كما يصاب بعض الأشخاص بالذعر بمجرد القراءة عن القلق والصدمات النفسية، فلا تستغرب إن كانت قراءة هذا المقال تسبب لك الخوف والتوتر.
أنواع الصدمات النفسية وتكرارها
يصيب الإنسان الشعور بالذعر والخوف الشديد بدون إصابته بأي أعراض فيزيائية جراء حدوث بعض الوقائع، إذ يعد تزامن هذه الوقائع مهم جدًا.
فيما يلي أهم هذه الأنواع المسببة للصدمات النفسية والمقسمة على حسب تكرار ووقوع هذه الظروف في حياة الإنسان:
أحداث المرة الواحدة
وهي الأحداث التي تحدث لمرة واحدة فقط مثل الحوادث، الجروح، الاعتداء خصوصًا عند عدم توقع هذه الأحداث أو وقوعها أثناء الطفولة.
الأحداث المقلقة المستمرة
مثل العيش بجانب جار غير سوي وله أسبقيات إجرامية، محاربة أحد الأمراض الصعبة، أو التعرض للتنمر باستمرار، العنف ، أو الإهمال أثناء الطفولة.
المواقف التي تم التغاضي عنها
إجراء العمليات الجراحية خصوصًا في الثلاثة أعوام الأولى من الحياة، وفاة شخص قريب بشكل مفاجئ، الانفصال وقطع العلاقات بأشخاص مهمين خصوصًا عند تصرف الشخص بشكل قاسٍ.
يعيش معظم الأشخاص بشكل بعيد عن اثار الحروب، أو تحطم الطائرات، الهجمات المسلحة ولكن المشاهدة والاطلاع على أخبار مشابهة في مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان بعض الشيء ويسبب له الصدمات النفسية لاحقًا.
ولكن أيًا كان المسبب وأيًا كان وقت وقوع الصدمة فإن علاجها ممكن بمجرد عمل خطة لتغيير الحياة والمضي قدمًا.
الصدمات النفسية أثناء الطفولة وتأثيرها على المستقبل
من الممكن أن تصيب الصدمات النفسية بأنواعها أي شخص، ولكن يعتبر الأشخاص ممن تعرضوا لصدمات نفسية سابقة خصوصًا في فترات الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالصدمات النفسية في المستقبل.
فيما يلي بعض أنواع الصدمات النفسية التي تصيب الأطفال والتي يكون لها بعض التبعات والاثار مستقبلًا:
- البيئة الغير امنة وغير المستقرة.
- انفصال الطفل عن أبويه أو أحدهما.
- المرض الشديد.
- العمليات الجراحية.
- الاعتداء الجنسي، الجسدي، أو اللفظي.
- العنف الأسري.
- الإهمال.
قد تؤدي إصابة الأطفال بأحد الأحداث السابقة إلى صدمة نفسية قد يمتد أثرها طويلًا خصوصًا عند إهمالها مما يولد شعور بفقد الأمل والخوف المستمرين.
حتى وإن كانت الصدمة النفسية قد حدثت لك في وقت سابق هناك بعض الخطوات والعلاجات التي يمكن اتباعها للتخلص من أثر هذه الصدمات، تعلم أن تتواصل مع الاخرين وأن تثق بهم، واصنع التوازن النفسي من جديد.
أعراض الصدمة النفسية على الجسم
تتعدد أعراض الصدمة النفسية على الجسم وتؤثر على أنشطة الشخص بشكل عام، ويمكن تقسيمها إلى 4 مجموعات رئيسية:
1- إعادة التجربة
2- التجنب
3- الإثارة والانفعال
4- الإدراك والمزاج
أولاً: إعادة التجربة
من أعراض الصدمة النفسية تلاحُق ذكريات الماضي على ذهن المريض حتى يشعر وكأن الحدث يحدث مرارا، بخلاف وجود كوابيس متكررة عن الحدث، مع عدم الراحة النفسية أو الجسدية عند تذكر الحدث.
ثانياً: التجنب
خلال تلك المرحلة يتجنَّب المرضى باستمرار الأنشطة أو الظروف أو الأشخاص التي تذكرهم بالحدث أو بالصدمة؛ ومن هنا من الممكن أن يصابوا باللامبالاة العاطفية، فقدان الذاكرة للحدث الفعلي، وكذلك عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
ثالثا: أعراض الإثارة والانفعال
تتلخص أعراض الصدمة النفسية على الجسم في معاناة المريض صعوبة في التركيز، كما قد يصاب بنوبات من التهيج والغضب تنتج عن استجابة مبالغ فيها للأحداث المروعة، مع عدم القدرة على النوم لفترة طويلة متواصلة.
رابعا: الإدراك والمزاج
يفكر المريض في الكثير من الأفكار السلبية عن نفسه، وتتملكه مشاعر مشوهة من الشعور بالذنب، القلق أو اللوم، كما قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من نوبات الهلع ويمكن أن تسبب نوبات الذعر في عدة أعراض خطيرة اخرى على الجسم مثل الشعور بالدوار والإغماء، الصداع، مع ضربات قلب متسارعة.
مراحل الصدمة النفسية وكيفية التعامل معها
رد الفعل الأولي
هو عبارة عن المشاعر وردود الأفعال التي تصدر من المصدوم، وقد تكون ردوداً نفسيّة كالصراخ، والبكاء، أو الصمت لفترة طويلة، أو جسدية مثل فقدان الوعي، والتشنّجات.
المرحلة المتوسطة
تأتي بعد مضي فترة معيّنة على الحادثة التي تسببت في الصدمة النفسيّة، ويميل المصدوم فيها للجلوس وحده، وعدم الرغبة في التحدث مع أحد، وفقدان الشهيّة للأكل، وعدم الشعور بالفرح، على الرغم من توفير أجواء السعادة والمرح له، واعتناء الأشخاص به على أكمل وجه. بعد مرور فترة أطول على الصدمة النفسيّة، يبدأ المريض بالتجاوب، ويعود لممارسة أعماله السابقة، لكن ليس بشكل طبيعي كامل، أي أنّه قد يأكل ويشرب بشكل طبيعي، لكنّه لا يقبل بالخروج من المنزل، وذلك لاستمراريّة شعوره بالخوف والحزن.
مرحلة ما بعد الصدمة
في هذه المرحلة يعتقد المحيطون بالمريض أنّه قد شفي تماماً، لكنّه قد يواجه بعض الأعراض السابقة، كالخوف المستمر، والصراخ أثناء النوم، بسبب مشاهدة الحادثة التي وقعت على شكل حلم، ويبقى أيضاً في حالة رعب وشك، وعدم الاطمئنان للأشخاص من حوله، أو تفضيل البقاء مع أشخاص دون غيرهم.
تأثير الصدمة النفسية على الدماغ
هناك أربع مناطق رئيسية في الدماغ تتأثر بالصدمة النفسية: الحُصين، اللوزة، القشرة الجبهية، جذع الدماغ. عندما نشعر بالتهديد، يوجّه الدماغ الجسم لإفراز هرمونات التوتر بما في ذلك الكورتيزول والأدرينالين، ويكون تأثير الصدمة النفسية على الدماغ كالآتي:
- الكورتيزول: ثبت أنه يتلف الخلايا في جزء من الدماغ يسمى الحُصين، وهو المسؤول عن وضع الذاكرة ودمجها. وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من صدمة مزمنة، على سبيل المثال الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة، لديهم في الواقع حصين أصغر. مما يسبب صعوبات التعلم والذاكرة. ولكن يمكن أن يتغير وينمو الحُصين فيما بعد.
- الأدرينالين: كرد فعل للدماغ على الصدمة النفسية، يفرز هرمون الإجهاد الثاني الأدرينالين في مجرى الدم الذي يؤثر في اللوزة الدماغية المسؤولة عن وضع الذاكرة العاطفية. وهذا يفسر سبب دخول لحظة مشحونة عاطفية في دماغنا ولكن التفاصيل المحيطة بالتجربة يمكن أن تكون غير واضحة. في بعض الأحيان، يمكن للناس أن يشعروا وكأنهم يعيشون لحظات مؤلمة ويطفو ماضيهم بشكل مؤلم على الحاضر.
- القشرة الجبهية: المنطقة الثالثة من الدماغ التي يجب مراعاتها عند فهم تأثير الصدمة هي قشرة الفص الجبهي التي تقع في مقدمة الدماغ. تساعدنا المنطقة عادةً على التفكير في المشكلات وتخطيطها وحلها، ويقل نشاطها بكثير عند تعرضها لصدمة، مما يجعل من الصعب التركيز وحل المشكلات والشعور بالحضور.
- جذع الدماغ: خلال الصدمة الحادة، يتفاعل جذع الدماغ تلقائيًا مع التهديد عن طريق تنشيط ردود الفعل، مثل القتال، الهروب، التجمد. على سبيل المثال، يمكن للناس أن يريدوا القتال للدفاع عن أنفسهم، أو يشعروا برغبة في الهروب أو الفرار، في بعض الأحيان، يشعر الناس بالتجمد وعدم القدرة على الحركة، ولكن يكون داخل الدماغ بيئة ضغط عالية مع مستويات مرتفعة من هرمونات التوتر.
كيفية الخروج من الصدمة النفسية
يتمثل علاج الصدمة النفسيّة بالحد من أعراضها، والقضاء عليها نهائيّاً في نفس المصدوم، عن طريق إقناعه بصغر الحادثة، وقلة أهميّتها، وأنّها مجرد شيء سيّء وذهب، وذلك بوضع المريض في مصحة نفسيّة لفترة معيّنة، لمتابعته من قبل طبيب نفسي، ويكون ذلك على شكل جلسات علاجيّة، يتحدث بها الطبيب مع مريضه، ويتوصل للسبب الرئيسي في صدمته؛ لمساعدته على التخلص منه.
تستمر هذه الجلسات حتى يتأكد الطبيب أنّه أصبح في حالة جيّدة، وباستطاعته الخروج من المصحة دون وجود أي خطر عليه، والتأكد من أنّه لن يؤذي نفسه؛ فالمريض في هذه الحالة قد تراوده العديد من الأفكار السلبيّة، كالهروب، أو الانتحار، أو ما شابه ذلك.
بعد ذلك يأتي دور الأهل والأسرة والأشخاص المحيطين بالمريض، وقدرتهم على بث الاطمئنان والفرح في نفسه، ومساعدته على الرجوع لوضعه الطبيعي، وممارسة حياته كالسابق.
علاج الصدمة النفسية PDF
لتحميل الملف اضغط هنا.
الصدمة العاطفية
يتعرض الشباب إلى صدمات عاطفية متنوعة بعد فشل في العلاقة مع الجنس الآخر أو تعثر هذه العلاقة وبعضهم يعاني من آثار الصدمة أسابيع أو شهوراً، وبعضهم تتطرف ردود فعله النفسية والسلوكية ويصاب باضطراب نفسي ، وبعضهم الآخر يعتبر الصدمة تجربة مفيدة تعلمه دروس الحياة وتزيده خبرة ونضجاً وصلابة.
وأعراض الصدمة العاطفية تشمل القلق والتوتر ونقص التركيز والعزلة وتذكر المحبوب ومحاولة الاتصال به ورؤيته والحديث معه ، إضافة لتذكر الأحداث الماضية ومختلف أنواع الذكريات المرتبطة بالحبيب المفقود ، ويكون المزاج عادة متوتراً وحزيناً ، وتقل الشهية للطعام وتضعف الطاقة والهمة ، وبعضهم يهمل مظهره ويطيل ذقنه وبعضهم الآخر تتأثر دراسته أو عمله بشكل سلبي ويمكن له أن يرسب في دراسته وامتحاناته أو يتوقف عن الدراسة أو يستقيل من عمله .
وفي حالات أخرى مرضية يمكن أن يصاب الشاب بنوبة اكتئابية شديدة وغير ذلك. والصدمة العاطفية الاعتيادية هي رد فعل مفهوم ومؤقت على فقدان الحبيب ولا تسمى مرضاً أو اضطراباً إذا لم تتجاوز الحدود الواقعية ، وهي تستمر أسابيع أو أشهراً .
أعراض الصدمة العصبية
العرض الأهم هو انخفاض ضغط الدم، نتيجةً لعدم انتظام الدورة الدموية، إلى جانب أعراض أخرى، مثل:
- دوار.
- غثيان.
- تقيؤ.
- تحديق في الفراغ.
- إغماء.
- زيادة التعرق.
- قلق.
- شحوب الجلد.
في الحالات الأشد من الصدمة العصبية، تتضمن الأعراض:
- صعوبة التنفس.
- ألم الصدر.
- الوهن (بسبب عدم انتظام الدورة الدموية).
- بطء ضربات القلب Bradycardia.
- ضعف النبض.
- زرقة Cyanosis (ازرقاق لون الشفاه والأصابع).
- انخفاض حرارة الجسم Hypothermia.
يمكن أن تسبب الصدمة العصبية -حال تُركَت دون علاج- أذىً دائمًا في الأنسجة، وقد تؤدي إلى الموت. إذا شعرت بأي من هذه الأعراض يجب أن تطلب الرعاية الطبية على الفور.