ديني

حب الرسول لمعاذ بن جبل

حديث الرسول لمعاذ بن جبل اليمن

بعد مجيء الإسلام، وبعد أن مكن الله لهذا الدين، كان لازما وحتما أن يكون لهذا الدين نظام اجتماعى عادل يحتكم إليه المجتمع، ويحتمى به من بطش الظالمين والمعتدين، فكان ثمرة الإسلام غلغل العدل فى نفوسهم فأظهروه فى أحكامهم، وفقهوا واقع الناس وملابسات الحوادث فأسهموا فى إعادة الحقوق إلى أصحابها فى أقرب وقت، فهم نماذج مضيئة لقضاة اليوم من أبناء الإسلام فى أى مكان، وعليهم الأخذ بسننهم والاقتداء بأحكامهم، ليتحقق العدل على أيديهم، ويسود الأمن والأمان للناس فى وجودهم، وتسعد الدنيا بهم.

من بين هؤلاء “معاذ ابن جبل”

ذلك الفتى الذى دخل الإسلام فى سن الــ18 سنة، والذى بعثه رسول إلله إلى اليمن قاضيا، كما يعد ابن جبل من الــ6 الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله، ومن السبعين حضروا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، والذى قال فيه الرسول الكريم ” أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل”، كما كان من القليلين الذين يفتون فى عهد النبى صلى ألله عليه وسلم مع صغر سنه، فقال فيه النبى الكريم أيضا ” استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفـة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل”.

كل هذه الصفات الحسنة ما جعلت الرسول صلوات ألله عليه يبعثه إلى اليمن قاضيا، حيث قال له قبل أن يرسله إلى اليمن ” كيف تقضي إذا عرض لك قضاء”، قــال ” أقضـي بكتاب الله “، فساله الرسول مرة آخرى ” فإن لم تجد في كتاب الله”، فأجابه ابن جبل “فبسنة رسول الله”، فعاود صلى الله عليه وسلم وسأله “فإن لم تجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله؟”، فأسرع ابن جبل وأجب الرسول قائلا “اجتهد رأيي “، هنا ضرب رسول الله صدره قائلا “الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله”.

كانت الصحابة يتعلمون من ” معاذ ابن جبل ” الكثير من أمر الدين، الفاروق عمرو ابن الخطاب قال عنه ” لو استخلفت معاذ بن جبل، فسألني عنه ربي عز وجل ما حملك على ذلك، لقلت سمعت نبيك يقول إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذ بين أيديهم، وقال عنه كذلك من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل.

قصة معاذ بن جبل

معاذ بن جبل

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ، السيّد الإمام أبو عبد الرّحمن الأنصاري الخزرجي، كنّي بأبي عبدالرحمن نسبة لولده عبد الرّحمن.

اعتنق معاذ الإسلام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وبايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع من بايعه من الأنصار بيعة العقبة الثانية، وكان شابّاً يافعاً، ولقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وعبدالله بن مسعود، وذكر ابن هشام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين.

إسلام معاذ بن جبل

كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه شديد الكره للأصنام، يحتقرها ويهوّن من شأنها عند أهلها؛ ليدركوا أنّها لا تستحقّ العبادة، فقد ذكر ابن هشام في السيرة أنّ عمرو بن الجموح قبل أن يسلم كان له صنم في داره من خشب يقال له مناة، فلمّا أسلم فتيان بني سلمة، ومنهم معاذ، جعلوا يدخلون على صنم عمرو فيأخذونه ويطرحونه في بعض حفر بني سلمة، وفيها قاذورات الناس وأوساخهم منكساً على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ؟ ثمّ يغدو يلتمسه حتّى إذا وجده غسله وطهّره وطيّبه، ثمّ قال: أما والله لو أعلم من فعل هذا بك لأخزينّه، فإذا أمسى ونام عمرو عدوا عليه، ففعلوا به مثل ذلك، فيغدوا فيجده بمثل ما كان فيه من الأذى، فيغسله ويطّهره ويطيّبه، ثمّ يعدون عليه إذا أمسى فيفعلون به كما فعلوا ، فلمّا أكثروا عليه استخرجه من حيث القوّة يوميّاً، فغسله وطهّره وطيّبه، ثمّ جاء بسيفه فعلّقه عليه ثمّ قال: إنّي والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى، فإن كان فيك خير فامتنع، فهذا السّيف معك، فلمّا أمسى ونام عمرو عليه، أخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلباً ميّتاً فقرنوه به بحبل ، ثم ألقوه ببئر من آبار بني سلمة، فيها براز الناس، ثمّ غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه الّذي كان به، فخرج يتبعه حتّى وجده في تلك البئر منكساً مقروناً بكلب ميّت، فلمّا رآه وأبصر من شأنه، كلّمه من أسلم من رجال قومه، فأسلم يرحمه الله، وحسن إسلامه.

وفاة معاذ بن جبل

توفي الصحابي الجليل معاذ بن جبل السنة الثامنة عشر للهجرة مصاباً بالطاعون في الشام بناحية الأردن، وكان عمره رضي الله عنه ثماني وثلاثين سنة ومنهم من قال ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين، وهذا هو الشاب معاذ بن جبل إمام الفقهاء وكبير العلماء الذي قال فيه الرسول: (نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ).

أقوال معاذ بن جبل

افضل حكم واقوال الصحابي الجليل معاذ بن جبل :

1- قال معاذ رضي الله عنه: يكون في آخر الزمان: قرّاء فسقة، ووزراء فجرة، وأمناء خونة، وعرفاء ظلمة، وأمراء كذبة.

2- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: ولا، إلى أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ. ) [سورة العنكبوت، آية (45)]

3- قال معاذ رضي الله عنه: يا معشر العرب، كيف تصنعون بثلاث: دنيا تقطع أعناقكم، وزلة عالم، وجدال منافق بالقرآن؟ فسكتوا. فقال: أما العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن افتتن فلا تقطعوا منه أناتكم، فإن المؤمن يفتتن ثم يتوب. وأما القرآن، فله منار كمنار الطريق، لا يخفى على أحد، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه، وما شككتم فكِلوه إلى عالمه. وأما الدنيا، فمن جعل الله الغنى في قلبه فقد أفلح، ومن لا، فليس بنافعته دنياه.

4- قال معاذ رضي الله عنه: احذروا زلة العالم، لأن قدره عند الخلق عظيم، فيتبعونه على زلته.

5- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: إن المؤمن لا يطمئن قلبه، ولا تسكن روعته، حتى يخلف جسر جهنم وراءه. وقال: لا ينبغي لعبد أن يظهر الفرح حتى يجاوز جسر جهنم.

6- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: من سرَّه أن يأتي الله عز وجل آمنًا، فليأت هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهنَّ، فإنهنَّ من سنن الهدى، ومما سنَّه لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلي فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لضللتم.

7- قال معاذ بن جبل رضي الله عنهما: إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة، ولا يزيد الأمر إلا شدة، ولا الأئمة إلا غلظًا، وما يأتيكم أمر يهولكم، إلا حقَّره ما بعده.

8- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: إنك تجالس قومًا – لا محالة – يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات.

9- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا.

10- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ثلاث من فعلهن فقد تعرض للمقت: – الضحك من غير عجب. – والنوم من غير سهر. – والأكل من غير جوع.

11- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه لابنه: يا بني، إذا صليت صلاة، فصلِّ صلاة مودع، لا تظن أنك تعود إليها أبدًا. واعلم -يا بني- أن المؤمن يموت بين حسنتين، حسنة قدمها، وحسنة أخرها.

12- قال رجل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: علمني. قال: وهل أنت مطيعي؟ قال: إني على طاعتك لحريص. قال: صم وأفطر، وصلِّ ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك دعوة المظلوم.

موضوع قصير عن معاذ بن جبل

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن، وأسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة الثانية مع السبعين و بدر والمشاهد كلها مع رسول الله، وأردفه رسول الله وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب، وكان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يذكر اسمه.

صفاته رضي الله عنه

كان شابا ,فتياً , يافعاً ,وسيماً من شباب الأنصار كان أحسنهم اخلاقاً وأسمحهم كفاً

عن أبي بحرية يزيد بن قطيب السكونى قال: دخلت مسجدحمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا قالوا معاذ بن جبل. وعن أبي مسلمالخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال: قلت لجليس لي من هذا؟ قالوا هذا معاذ بن جبل. وعن الواقدي عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلا حسن الشعر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا.

ثناء رسول الله على معاذ

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: [أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل] رواه الإمام أحمد.

وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يوصيه ويدعو له :(( حفظك الله من بين يديك ومن خلفك , وعن يمينك وعن شمالك , ومن فوقك ومن تحتك , ودرأ عنك الإنس والجن )) ومعاذ راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال:(( يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا ….أو قبري)) فبكى معاذ متأثراً بفراق رسول الله، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: ((إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا)).

ثناءالصحابة عليه

عن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقيل إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله. وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.

 

 

 

السابق
ورع عمر بن الخطاب وخوفه
التالي
حل مشكلة شاشة الايفون لا تستجيب للمس

اترك تعليقاً