التفسير

ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة

ومن آياته أن خلق لكم

ستتعرف في هذا المقال على تفسير ومن آياته أن خلق لكم وهي تعني ومن آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال- أزواجًا؛ لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن، وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة، إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون، ويتدبرون, فتابع القراءة لمعرفة المزيد عن تفسير ومن آياته أن خلق لكم.

تأملات في قوله تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا

في كلّ مناسبة زواج نسمع هذه الآية تتلى، ويستشهد بها الخطباء والمتكلّمون، ويتحدّثون عنها، أو بالأصحّ إنّهم يتغنّون بها، ويدندنون حولها.. وأكثر ما سمعت من الحديث عنها كلام عامّ، يحوم حول هذه الآية، ولا يتعمّق في فهمها، ويغلب عليه الأسلوب الإنشائيّ والخطابيّ، ولا يقف عند الحقائق والمعاني، التي تؤصّلها، وتضع بها دستوراً للتعامل بين الزوجين، ممّا يحرمنا من بركات توجيهاتها وإرشاداتها، ويجعل إفرادها بالبحث ضرورةً، لا يسعُ المسلمَ إغفالها..
والفهم السطحيّ لهذه الآية يجعل كثيراً من الناس يظنّون أنّ هذه الكلمات: ( السكينة والمودّة والرحمة ) ليست أكثر من كلمات جميلة مترادفة، أو هي متقاربة المعنى والدلالة، وهذا الفهم يجعلهم لا يعون طبيعة العلاقة بين الزوجين، وما يريد الله لها من حقائق، ولا يقدّرون مسئوليّة كلٍّ منهما تجاه الآخر..
إنّ العلاقة الزوجيّة هي علاقة عاطفيّة بالدرجة الأولى، وربّما كان ارتفاعُ الذكاء الذهنيّ المعرفيّ عند أحد الطرفين، وانخفاض الذكاء العاطفيّ ( 1 ) عنده سبباً في إخفاق الزواج، وانفصام عراه، فكيف إذا كان كلا الزوجين على هذه الصورة.؟ وسبب ذلك أنّ صاحب الذكاء الذهنيّ المعرفيّ يكون أقدر على الجدل، والدفاع عن نفسه، وملاحظة أخطاء الطرف الآخر وهفواته، وقد يصاحب ذلك أن يشعر بالتفوّق على الطرف الآخر، وأنّه وحده يفهم الأمور على الوجه الصحيح، ويحسن تقدير العواقب بخلاف صاحبه، وهذا ما يؤدّي إلى ظهور الاختلافات والمشاحنات على أتفه الأمور، وضمور الحبّ بين الطرفين، وفتور علاقة المودّة والرحمة..

وجعلنا بينكم مودة ورحمة تفسير الميزان

لكن النساء أيضا مجهزات بما يقابلها من الاحساسات اللطيفة والعواطف الرقيقة التي لا غنى للمجتمع عنها في حياته ولها آثار هامة في أبواب الانس والمحبة والسكن والرحمة والرأفة وتحمل أثقال التناسل والحمل والوضع والحضانة والتربية والتمريض وخدمة البيوت ولا يصلح شأن الانسان بالخشونة والغلظة لولا اللينة والرقة ولا بالغضب لولا الشهوة ولا أمر الدنيا بالدفع لولا الجذب.
وبالجملة هذان تجهيزان متعادلان في الرجل والمرأة يتعادل بهما كفتا الحياة في المجتمع المختلط المركب من القبيلين وحاشاه سبحانه أن يحيف في كلامه أو يظلم في حكمه أم يخافون أن يحيف الله عليهم (1) ولا يظلم ربك أحدا (2) وهو القائل بعضكم من بعض: آل عمران – 195 وقد أشار إلى هذا الالتيام والبعضية بقوله في الآية بما فضل الله بعضهم على بعض.
وقال أيضا ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون؟؟ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون: الروم – 21 فانظر إلى عجيب بيان الآيتين حيث وصف الانسان وهو الرجل بقرينة المقابلة بالانتشار وهو السعي في طلب المعاش وإليه يعود جميع أعمال اقتناء لوازم الحياة بالتوسل إلى القوة والشدة حتى ما في المغالبات والغزوات والغارات ولو كان للانسان هذا الانتشار فحسب لانقسم أفراده إلى واحد يكر وآخر يفر.
لكن الله سبحانه خلق النساء وجهزهن بما يوجب أن يسكن إليهن الرجال وجعل بينهم مودة ورحمة فاجتذبن الرجال بالجمال والدلال والمودة والرحمة فالنساء هن الركن الأول والعامل الجوهري للاجتماع الانساني.

معنى لتسكنوا إليها

لتسكنوا إليها

  • لِتميلوا إليها و تألفوها
    سورة :الروم، آية رقم :21

مخطوطة وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا pngمخطوطة , صورة إسم وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

يمكنك الإطلاع على تفسير الرجال قوامون على النساء .. ومن هم خير النساء؟

أقرأ أيضًا: 100 نعمة من نعم الله

السابق
طريقة عمل المهلبية المصرية سهلة وزي المحلات للشيف حسن نجلاء
التالي
الفرق بين ever و never, وأستخدام never في المضارع البسيط

اترك تعليقاً