ديني

قصة ذي القرنين

الدروس المستفادة من قصة ذي القرنين

*دروس وعبر من قصة ذي القرنين:*

١- *طموح ذي القرنين يناطح السحاب وهمة عالية بتحقيق التمكين، ولتبليغ دعوة الله ونشر العدل في الأرض حتى بلغ ذو القرنين طاقته وقدرته*، ولم يرض بمنزلة دون منزلة أحد من أهل زمانه حتى في مناصب الدنيا.

٢- *موهبته وملكته مع قدرته وإرادته:* (إنا مكّنّا له في الأرض) (وآتيناه من كل شيء سبباً).

٣- *اجتهاد وبذل للسبب بلا كسل أو تواكل:* (فأتبع سبباً) تكررت ثلاث مرات.

٤- *امتثال مبدأ الثواب والعقاب:* وهما أساس نهضة الأمم (قال أما من ظلم فسوف نعذبه …. وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له أمرنا يسرا …) فالجزاء من جنس العمل.

٥- *عبودية وافتقار مع نجاح وتفوق لايفترقان:* (ربه) (ربي) تكررت هاتان الكلمتان أكثر من ثلاث مرات.

٦- *إعمار للأرض وتأمين لأهلها:*(قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً).

٧- *قصة مليئة بالحركة الدائبة والنشاط المتجدّد .. رحلات دعوية .. رحلات جهادية:* (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) (حتى إذا بلغ مطلع الشمس) (حتى إذا بلغ بين السدين)،
– *وهذه الآيات الثلاث يجمع بينها أن نقطة الانطلاق غير معلومة، وهذه النقطة نهاية لنقطة سبقتها، وهي نهاية لغيرها …. وهكذا، لأن ذا القرنين لا يستقر في مكان، كثير الترحال والتنقل.*

٨- *الحاكم تصرفاته منوطة بمصلحة من يحكمهم (وهو خادم للشعب):* فذو القرنين هنا اختار لهم أفضل مما طلبوه، فبنى لهم (ردماً) بدل (السد)، والردم عبارة عن حديد مغلّف بنحاس مذاب وهو سبيكة قوية جداً من أقوى السبائك التي يعرفها البشر حتى يومنا هذا، ويعرف هذا الخبراء في العمران.

٩- *في ثنايا القصة سنة إلهية ربانية بأن تغيير الواقع أمر لا عُسر فيه إذا كان هناك جيل قادر على الأخذ بزمام المبادرة مع تقدير الأمور في ضوء المعطيات والأدوات المتاحة*، (فقد غيّر ذو القرنين واقع أولئك القوم بعد أن يأسوا فقال لهم “فأعينوني” “آتوني زبر الحديد” “انفخوا” “آتوني أفرغ عليه قطراً” فحرّك هممهم وحفّزهم لإشراكهم في تغيير هذا الواقع).

١٠- *من عوامل البناء والتمكين:*
أ/ *إقامة العدل*: (قال أما من ظلم فسوف نعذبه … وأما من آمن وعمل صالحاً ..)،
ب/ *العمل الجماعي والتعاون*: (قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض …)، والجميل أن ذا القرنين قام بثلاثة أشياء وهم قاموا بثلاثة أشياء:
هم (آتوني زبر الحديد)، هو (حتى إذا ساوى بين الصدفين)
هم (قال انفخوا)، هو (حتى إذا جعله ناراً)
هم (قال آتوني)، هو (أفرغ عليه قطراً).

١١- *قوة البناء*: وكلما كان البناء قوياً كان عمره أطول وأدوم ولايستطيع أحد أن ينقضه (فمااسطاعوا أن يظهروه ومااستطاعوا له نقباً) فعجزوا عن أن يعتلوه لارتفاعه، أو يثقبوه لصلابته، والزيادة في المبنى زيادة في المعنى (اسطاعوا – استطاعوا).

١٢- *الاعتراف بفضل الله*: (قال هذا رحمة من ربي … وكان وعد ربي حقاً) وهذا من التواضع حيث نسب الفضل لله لا إلى نفسه.

١٣- *العفة والقناعة*: (فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً • قال مامكني فيه ربي … وبينهم ردماً) فهو مثل للملك العادل المتعفِّف عن أموال رعيته.

١٤- *استثمار الطاقات*: (فأعينوني بقوة) فاستغل ذو القرنين طاقاتهم وغرس فيهم ثقتهم بأنفسهم، والقضاء على البطالة وتشجيع العاطلين على العمل مع إيجاد فرص عمل جديدة (لاتعطني سمكة ولكن علِّمني كيف أصطاد).

١٥- *الإتقان في العمل*: فلما أتقن أعداؤنا تقدّموا، ولما أهملنا فشلنا، وهذه سنن الله لا تحابي أحداً.

١٦- *الأخذ بالأسباب*: حيث تكررت كلمة (سبباً) في القصة أربع مرات إشارة للأخذ بالأسباب، والتوكل على الله وليس التواكل.

١٧- *وجوب اتخاذ السجون لسجن المفسدين والظالمين إلى أمدٍ، وإيقاف فسادهم.*

١٨- *مشروعية الجعالة* للقيام بالمهام من الأعمال.

١٩- *عالمية الدعوة:* حيث عمّت سفرات ذي القرنين طرفي الأرض مع مركز الياسبة.

٢٠- *(الظلم) و (الجهل) من أسباب التخلُّف الحضاري (لايفقهون قولاً).*

٢١- *السعي إلى فضّ النزاعات وحل المشكلات دون تأخير وتأجيل.*

٢٢- *ميلاد الحضارات لاتأتي بين عشية وضحاها إلا بالصبر والتحمّل واتخاذ الأسباب* .. عندها يأتي التمكين وينبثق ميلاد فجر حضارة جديدة.

٢٣- *بناء ذي القرنين السد هو من (الصدقة الجارية) مستمر إلى الآن وإلى قيام الساعة “فلا بد من اتخاذ الثناء الجميل، والأثر الجليل للداعية من بعده، والآثار الحسنة”* على حد قول نبي الله إبراهيم (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).

٢٤- *ذو القرنين نتاج أُمة: فمن غير الممكن أن يكون هكذا وحده، فذو القرنين عملٌ تراكمي من سنوات طويلة.*

٢٥- *ذو القرنين لديه منظومة قيم وأخلاقيات، إذا لم تكن عنده من المستحيل أن يُمكّن هذا التمكين.

وفاة ذو القرنين

سد ذو القرنين

موقع سد ذو القرنين

تباينت الآراء حول موقع سد ذي القرنين، فلا أحد يجزم بموقع هذا السد، وأورد معظم المفسرين أمثال القرطبي والطبري عن ابن عباس أنَّه قال: (سد ذو القرنين في بلاد الترك ويقع بجوار أرمينيا وأذربيجان) ويذكر البعض الآخر أنَّ مكان السد وراء الصين، ويقول آخرون أنّه في جورجيا في جبال القوقاز بالقرب من أذربيجان وأرمينيا، وقال الألوسي: يُحتمل أنْ يكون مكان السد مغموراً بالماء، وبالتالي فقد حالت المياه من الوصول إليه، وهذا الكلام منطقي؛ إذ يُمكن أن يكون ذلك السد مغموراً بالماء، حيث غُمرت العديد من القرى بالردم، أو الحرق، وقد اكتشف بعضها، والبعض الآخر لا يزال مخفياً إلى الآن مثل موقع إرم ذات العماد، وبالتالي فإنَّ سد يأجوج ومأجوج موجود إلى الآن، وسيبقى موجوداً حتّى يأتي وعد الله، ويُدك سد ذي القرنين، ويخرج مأجوج ويأجوج منه، وذلك بعد خروج الدجال، وبعد نزول عيسى عليه السلام.

ذو القرنين

ذو القرنين اسم شخص ورد في القرآن كملك عادل، قد بنى ردماً يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام، واسمه كما جاء في الأحاديث، ومنها حديث ابن عباس عندما سئل عن ذي القرنين من كان، قال: «هو من حمير، وهو الصعب بن مراثد، وهو الذي مكن الله له الأرض وأتاه الله من كل شي سببا»، وقد سئل كعب الأحبار عن ذي القرنين فقال: «الصحيح عندنا من علوم أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير، وأنه الصعب».

يحكي القرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله، فاتجه غرباً، حتى وصل منتهى الأرض المعروفة آنذاك، Ra bracket.png حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا Aya-86.png La bracket.png (سورة الكهف، الآية 86)، وجاء في تفسير ابن كثير:«أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ». وقد ذكر المفسرون أن سبب تسمية ذي القرنين تعود إلى وصوله للشرق والغرب، حيث يعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس، وقيل لأنه كان له ضفيرتان من الشعر والضفائر تسمى قروناً، وقيل كان له قرنان تحت عمامته، وقيل غير ذلك، ولا يخفى أن هذه التفسيرات لم يقم على واحد منها دليل يجب الأخذ به وبالتالي فإن الأمر يظل أمراً غيبياً.

من هو ذو القرنين

ذُكر ذو القرنين في سورة الكهف، وهو ملك صالح مسلم عابد لله تعالى، جاب الأرض ينشر الإسلام ويدعو إليه، وينصر المظلوم، ويقيم العدل، ويقمع الكفر وأهله، وقد اختلف في كون ذي القرنين نبيٌ أم ملك، أو أنه ليس بنبيٍ ولا ملك، أما قول البعض في أن ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني الذي قهر الفرس فهو قول باطل، فالفرق بين الإسكندر المقدوني وذي القرنين، أن الأول كان كافرًا ويونانيًا، في حين أنَّ ذا القرنين مسلمٌ عربيّ.

قصة ذو القرنين نبيل العوضي

السابق
دواء أوزابين – ozapin علاج الأمراض والمشاكل النفسية
التالي
دواء أوسترون – Ostron مكمل غذائي

اترك تعليقاً